منة مدحت تكتب: الأحضان مش عيب!

منة مدحت تكتب: الأحضان مش عيب!

لو سمعنا عن حادثة قتل أو تفجير أو سرقة مش بنستغرب، مش غريب علينا نسمع الحاجات دي، طول الوقت بتحصل تفجيرات وإرهاب وغيره، بس لو سمعنا عن "أحضان مجانية" هنستغرب جدا، وهنلاقي المجتمع كله معترض، إزاي ناس ميعرفوش بعض يروحو يحضنو بعض، لا مجتمعنا ولاثقافتنا يسمح بدا .

طيب نسيبنا من المجتمع "المريض" شويا، تعالوا نبص على الدراسات والإحصائيات بتقول إيه، معظم الدراسات بتقول إن الإنسان الطبيعي محتاج يوميا من (4-8) أحضان عشان يكون إنسان سوي نفسيا وعاطفيا وصحيا كمان ، ون في دراسة تانية بتقول أن في نظام علاج كامل بالأحضان أو الدعم المعنوي، بيعمل استرخاء للعضلات والأعصاب ويقلل ضغط الدم ويزود نسبة إفراز هرمون السيروتونين ويقوي نظام المناعة .

وفي دراسة تانية بتقول إن الأطفال اللي أهاليهم بيهتموا بدعمهم والتواصل معاهم جسديا من وهم صغيرين، بيكونوا مراهقين أقل توترا وأكثر ثقة بالنفس .

الفكرة دي مش فكرة مصرية ولا عربية أكيد، هي فكرة غربية تماما وأحنا لو عرفنا ننظمها وننفذها صح هيبقى إنجاز، لأن فكرة زي دي في مجتمع زي مجتمعنا مش سهل تتنفذ وتحقق الهدف المطلوب منها اللي هو بالمناسبة مش حاجة سيئة، كل البشر محتاجين دعم معنوي والمجتمع المصري مش بيتقبل أي حاجة تخالف عاداته، بيرفض التغيير أو التطوير بشكل عام، مجتمع قمعي بطبعه زيه زي غيره من المجتمعات العربية القمعية، التعبير عن المشاعر أو الأفكار أو الاحتياجات البشرية الطبيعية يعتبر عيب طالما غير متماشية مع الثقافة العامة أو ثقافة الأغلبية والاعتراض بيكون كالعادة "عشان عيب وحرام" ،عشان كدا عندنا نسبة عالية من الاكتئاب وبدأ يظهر مؤخرا فكرة الانتحار

الأحضان مش شرط تكون بين ولد وبنت مرتبطين، جرب تروح ببساطة لأبوك أو أمك أو حد من أخواتك أو صحابك وتحضنهم ،و شوف قد ايه هيتبسطوا بتصرفك، دايما مشغولين و ورانا حاجات نعملها مش فاضيين للكلام دا، اتحولنا لآلات ونسينا أن ربنا خلقنا في الدنيا دي عشان نتعارف ونتواصل مع بعض .

الناس دي ببساطة قررت تنزل تحضن بعضها، مفيش حد بيجبر حد علي حاجة، يعني بكل إرادتهم ناس رايحين عايزين حد يحضنهم بس كدا، متسببوش في أي أضرار لأي حد ولا بيعملو حاجة في السر مثلا دا إيفينت معمول ومعلن عنه يعني عايز تروح اتفضل روح ،مش عاجبك وشايفه كفر وفسق وفجور أنت حر.

مصادر الدراسات ... هنا و هنا 

شوف الايفينت علي الفيس بوك من  هنا 

منة مدحت

منة مدحت

صحفية ومترجمة مهتمة بالكتابة في ملف العلاقات والثقافة الجنسية