محطات أليمة في حياة سلمى الزرقا ورسالة صارمة لأصحاب القلوب الضعيفة

محطات أليمة في حياة سلمى الزرقا ورسالة صارمة لأصحاب القلوب الضعيفة

لوحة من الجمال رسمتها سلمى الزرقا بإصرار وتحدي ومثابرة لتروي رحلتها مع مرض السرطان، التي ستظل بارقة أمل لمدى الدهر، فحينما تتعثر في طريق رحلتك الشاقة تذكر تلك القصة جيدًا وتحلى بروح تلك المحاربة.

لن تعرف يومًا معنى كلمة الإستسلام، فضوء المستقبل الساطع كان يناديها لتتبع خطواته واحدة تلو الأخرى، حتى أصبح لا مجال للبكاء أو التوقف أمام أصعب لحظات حياتها مع مرض السرطان.

تتبدل الأحوال في وهلة إلا أنها في كثير من الأحيان تكون مؤلمة تلك التغيرات، مثلما حدث في ليلة وضحاها مع سلمى الزرقا، ففي عام 2015 كانت تشعر بسعادة لا تضاهيها شيء بعدما تخرجت من جامعتها بإمتياز لتستعد إلى شغل منصب جديد وهو معيدة داخل الجامعة، وعلى الجانب العاطفي تأهبت لخطوبتها في العام ذاته.

شعرت بألم في ذراعها ما استدعى ذهابها إلى الطبيب ومن هنا تحولت حياتها بعدما اخبرها الطبيب بأنها مصابة بمرض السرطان اللعين.

خفق قلبها خلف آضلعها ذعرًا وانتفض جسدها ضعفًا لتعود بذاكرتها للخلف 18 عامًا لترى أمامها شقيقها الذي توفي بذات المرض بعد صراع فتاك، لتتبدل مخططتها وتبدأ في جرعات الكيماوي والعمليات المتتالية، ولكنها قررت خوض المعركة بكامل قوتها حتى وإن كانت ضئيلة بسبب صعوبة علاجها ولكنها نجحت في تلك الخطوة وبدأت عملها وتعاملت مع واقعها بالرغم من قسوته.

في فبراير 2016 انتهت من آخر جلسة في رحلة العلاج العصيبة، لتعتقد أن القصة شارفت على نهايتها، واحتفلت بلذة انتصارها على السرطان ولكنها لن يأتي في مخيلاتها أن المركب لن يستقر على الشاطىء، وسيتهاجمها الأمواج من جميع الجهات مرة أخرى.

امتد الهدوء ما قبل العاصفة حتى ديسمبر 2016 ليعود السرطان ويهاجم جسدها من جديد، وفي الشهر ذاته اضطرت دخول غرفة العمليات لإجراء عملية أخرى، لتخرج غير قادة على تحريك أصابعها، ومن هنا أخبرها الطبيب بالتحدي الجديد وهو صعوبة حركة ذراعها الأيمن لمدة 4 شهور، فكان أمامها خيارين الأول الاستسلام والثاني المقاومة واستكمال حياتها بيدها اليسرى.

غدت سلمى الزرقا في طريقها لتستعد إلى حفل زفافها وتجهيز عش الزوجية على مدار عام كامل، ومع بداية 2018 ذهبت إلى الطبيب لإجراء بعض الفحوصات قبل موعد زفافها بشهر لتقع كلمات طبيبها على قلبها كالخنجر وتملكها الخوف والإحباط لأول مرة حينما أدركت عودة الكانسر إليها.

ظلت فترة طويلة تحاول الخروج من تلك الحالة التي سيطرت عليها، ولكن كانت هناك صدمة كبيرة في انتظارها وهي اختيارها بين بتر ذراعها الأيمن وانتهاء المعاناة أو ترفض ذلك الاختيار وينتشر السرطان في جسدها وبالتالي سيكون من الصعب السيطرة عليه، وبالفعل تم بتر ذراعها.

اتبعتها العديد من النظرات المختلفة أينما حلت ولكنها لن تهتز مطلقًا، كل ما في الأمر أنها أحبت نفسها ورحلتها المليئة بالمفاجأت القاسية وتقبلتها بعواصفها الرعدية.

«القوة الحقيقية أنك تحارب أفكارك واحساسك لما كل حاجة جواك تبقى بتقولك استسلم وانت تختار العكس وتحارب.. انك تخلق أمل في مكان مافيهوش أي أمل وتحول نقطة ضعفك لقوة » رسالة تركتها سلمى الزرقا قبل مهاجمة السرطان لها من جديد في عام 2021 لترحل عن عالمنا بعدما تركت بصمة لها في نفوس الجميع.

انتهت رحلة التحديات ولكن لن تنتهي سلمى الزرقا وروحها التي ستظل شعاع النور والأمل لجميع الصعوبات التي تواجه مرضى السرطان أو العراقيل التي تعترض طريق أحلامك.

منة حسام

منة حسام

صحفية مصرية تهتم بالفن والسينما والمنوعات، درست الإعلام بجامعة حلوان.