منة مدحت تكتب: «ممارسة حب» في الغرب و«تقضية واجب» في الشرق
الجنس شراكة بين شخصين، كلاهما يريد أن يتواصل مع الأخر جسديا ويكونا معا في علاقة حميمة، ليس لأحدهم أدنى ميزة عن الأخر، فلا يمكن أن نقول أن أحدهم أفضل أو أرقى أو أسمى.. إلى أخر تلك الترهات.
هذان الشخصان جعل الله اختلاف بينهم، لكي يحدث تناغم وتجاذب وفق قوانين الطبيعة، وهذا الاختلاف في الطبيعة يعني أختلاف في الوظائف أيضا، و مرة أخرى اختلاف الوظائف لا يعني سمو أحدهم عن الأخر كما أعتدنا في ثقافتنا أن الاختلاف يعني أنه لابد أن يكون هناك أحدنا "أفضل" أو " أحسن "، تلك الثقافة التي أسلمتنا في النهاية الى التناحر والصراع لكي نثبت أننا "الأفضل".
ميز الله الأنثى بخصائص و الذكر بخصائص أخرى، فهما متمايزان لكي يكملوا بعضهما في الحياة من خلال المودة أو الرحمة أو السكن ،أو يمكن تلخيص كل تلك المسميات في مفهوم واحد وهو "الحب"
هناك فرق شاسع بين "الحب" و"الجنس". الجنس بمفهومه الصرف هو عملية ميكانيكية بحتة تعني التقاء جسدين سويا، يمارس الإنسان الجنس ويمارس الحيوان الجنس أيضا، لكن الله جعل الإنسان الكائن الوحيد الذي يواجه شريكه وجها لوجه خلال ممارسة الجنس.
أما الحب اتحاد عالمان سويا، التقاء ثقافتان مختلفتان (الذكر والأنثي) الحب هو المودة والرحمة التي خلقها الله بين البشر، ميزنا الله بعقولنا عن باقي المخلوقات، ومنحنا مراكز ومستقبلات إحساس المتعة ليكون لدينا إمكانية الاستمتاع بفعل الحب والتواصل الحميمي.
في الثقافة الغربية ينتشر مفهوم "ممارسة الحب"، بينما في ثقافتنا الشرقية هو "تقضية واجب " أو ربما "اغتصاب".
في الثقافة الشرقية، الذكر لديه رغبات جنسية وهذا معروف وسائد، أما الأنثى فلا، فهي تعتبر كائن أقل في الدرجة من الذكر، ولا يلق الكثيرون بالا للرغبة الجنسية للأنثى ،بل هي غير مرحب بها من الأصل ويفضل أن تكون غير موجودة أو غير مذكورة تماما، ولذلك لا نجد استنفارا أو تجريما لتشويه الاعضاء التناسلية للأنثى فيما يسمي "الختان"
الرجل الشرقي يتجاهل كون زوجته إنسان مثله ،لها مثل ما له هو من حاجات، ولكنه أبدا لا ينسى حاجاته هو، لذلك يكون هناك لقاء بينه وبين زوجته لقضاء حاجته هو، وتكون ممارسة الجنس بالنسبة للزوجة "واجب" تجاه زوجها.
المرأة أيضا مشتركة في هذا التحول لمفهوم الجنس في الشرق، فهي ترضى بالرضوخ والسكوت، بل وتتولى مهمة تلقين تلك المبادئ للأجيال التالية من بناتها ويلقن هؤلاء نفس المباديء لأبناءهن وبناتهن .. إلخ
هناك وجها أخر أيضا للجنس في الشرق و هو كونه "اغتصابا شرعيا "، اتحدث هنا عن تحول المودة إلى اجبار وإكراه، حيث يُكره الذكر الأنثى على ممارسة الجنس طالما هو زوجها. تكون هنا المبررات حاضرة دائما، فهناك المبررات الشرعية والدينية والثقافية وأيضا المباركة الاجتماعية، و مرة أخرى يتحول الجنس من أسمى معاني الحب بين البشر إلي "اغتصاب".
في نفس السياق، نجد "ممارسة الحب" -في الشرق خاصة- تتحول إلى "مباراة" أو ربما يكون التعبير الأمثل هو "صراع" بين طرفين حيث يتم نزع أي معنى إنساني في العملية الجنسية، نلاحظ هذا جليا في طريقة تفكير الرجل الشرقي في زيادة "فحولته" أو "رجولته" والتي تتلخص بالنسبة له في كونه ذكر لا أكثر، فيختذل مفهوم "الرجولة" و"القوة" في القدرة الجنسية، ولذلك نجد إقبالا غير عاديا على الحبوب والمنشطات الجنسية، والتي تضمن له أن يحفظ "ذكورته" و أن يفوز في " المباراة"