هل يجوز عدم توزيع الأضحية؟ العلماء يجيبون
توزيع الأضحية في الإسلام لها شروط وضوابط يجب الإلتزام بها حتى يقبلها الله سبحانه وتعالى، ويجب على المسلم عند ذبح أضحيته، أن يعلم هذه الشروط والضوابط حتى تتحقق المثوبة من الله سبحانه وتعالى.
ويتساءل البعض هل يجوز عدم توزيع الأضحية ولاحتفاظ بهذه اللحوم لأسرة المضحي في المنزل، ولهذا سنستعرض رأي العلماء في هذا الأمر لتوضيح المسألة، وماذا فعل النبي وأمر في هذا الأمر.
أضحية النبي صلى الله عليه وسلم
النبي صلى الله عليه وسلم امتثل لأمر الله سبحانه وتعالى في قوله فصل لربك وانحر، وتحقيقا لقول الله تعالى وفديناه بذبح عظيم.
يقول سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه في الحديث الذي رواه الإمام البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين.
أما عن طريقة التوزيع فتقول أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنها، والحديث في صحيح الترمذي، أنَّهم ذبحوا شاةً فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ ما بقيَ منْها ؟ قلت ما بقيَ منْها إلَّا كتفُها، قالَ : بقيَ كلُّها غيرَ كتفِها، ولكن هل يشترط أن يكون تقسيمي للأضحية كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وما الصحيح في الأمر؟
هل يجوز عدم توزيع الأضحية وما أراء الأئمة الأربعة
تطرق الأئمة الأربعة رحمهم الله إلى مسألة توزيع الأضحية وكيفية تقسيمها، والسبب هو عدم وجود نص يدل على كيفية تقسم الأضحية، وهذه هي أراء الأئمة الأربعة:
رأي الشافعية
يرى الشافعية أفضلية أن يتم توزيع الأضحية على الفقراء والمحتاجين وأن يتم التوسيع عليهم وإدخال السرور على قلوبهم في يوم العيد وأن يبقي المضحي له ولأهله القليل منها.
رأي الحنفية والحنابلة
اتفق السادة الحنفية والسادة الحنابلة على طريقة توزيع الأضحية إلى ثلاثة أثلاث، ثلث للمضحي، وثلث للفقراء، وثلث للأهل والأصدقاء من قبيل الهدية.
رأي المالكية
السادة لمالكية استدلون بحديث ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال، ذَبَحَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ضَحِيَّتَهُ، ثُمَّ قالَ: يا ثَوْبَانُ، أَصْلِحْ لَحْمَ هذِه، فَلَمْ أَزَلْ أُطْعِمُهُ منها حتَّى قَدِمَ المَدِينَةَ.
وفي هذا دليل على عدم تقسيم الأضحية بشكل معين، وللمسلم أن يأخذ بأي هذه الأراء شاء، ولكن لا ينسى الفقراء والمساكين من هذه الأضحية حتى يزيد الثواب، وتعم الفائدة للمضحي وللفقير في أيام العيد.
