قصة الطفل أيوب ضحية الإهمال الطبي.. من الإصابة بسعال حاد للموت
تعود قصة الطفل أيوب ضحية الإهمال الطبي لشهر مايو المنصرم، حيث بدأت بمعاناة الصغير من السعال التي تفاقمت يومًا بعد الآخر، لتتوجه أسرته إلى أحد الأطباء الذي منحه بعض الأدوية ولكن دون جدوى.
لجأت الأسرة إلى طبيب مختص في ذلك بإحدى المراكز الطبية الخاصة، ليطلب إجراء منظار على الرئة لمعرفة سبب مرض الطفل وهو الأمر الذي استجابت له الأم في الحال.
الطفل أيوب والإهمال الطبي
سردت الأم التي تدعى هدير الرفاعي، تفاصيل ما تعرض له طفلها الصغير من إهمال داخل المركز، لتفقده في ثوان معدودة بسبب الخطأ الذي حاول الطبيب إخفاءه كي يطوي تلك الصفحة نهائيًا متسترًا على فعلته.
دخل الطبيب «ت.غ» غرفة العمليات دون إجراء إشاعة أو تحاليل للتأكد من ما يدور في رأسه، بعدما اقنع الأم بأن طفلها ابتلع مكسرات أو قطعة طعام تسببت في إعاقة دخول الهواء لمجرى الرئة اليسرى، ما أدى إلى مشاكل في التنفس.
أصر الطبيب على إجراء منظار للطفل الذي لن يتعدى العامين من عمره، ورفض إعطاء المزيد من المعلومات لوالدته، ليطالبها بحجز موعد العملية ودفع مصروفاتها في المركز، فلن تجد الأم وسيلة أخرى وخاصة أنه من الأطباء المرموقة في مجاله.
وفاة الطفل أيوب
لن تكن تعلم الأم أن تلك الدقائق التي عشتها مع صغيرها قبل أن يدخل العملية هي الأخيرة، وخاصة أنه كان يلهو ويلعب جوارها قبل أن تهيئه لدخول غرفة العمليات، حيث دلف الطفل والطبيب ومساعديه لإجراء منظار رئوي، فكانت المفاجأة عدم وجود ما توهم به خلال العملية، ليقرر الطبيب في التو واللحظة أن يدخل منظار آخر ليفقد الطفل بعد ثوان معدودة.
في خضم كل هذه الأحداث تمكن الطبيب من إحكام قبضته ليأخذ الطفل بعد فشل العملية وموته ويخرجه من باب آخر لغرفة العمليات حتى لن تراه والدته التي كانت تنتظر في قلق كلمة تريح قلبها، ليضع الطفل جثة هامدة في غرقة أخرى قبل أن يبلغوه والدته بوفاته.
«أيوب توفى في العمليات» ركلت الجملة قلب الأم التي لن تكن تتوقعها مطلقًا، وخاصة أن حالته كانت مستقرة ولن تصل إلى مرحلة متدهورة، وظل ما حدث داخل الغرفة علامة استفهام.
سرعان ما تحول الفتور والحزن في عينيها إلى ثورة ملتهبة، وكأن نيران العالم أجمع تشتعل داخلها، لتحاول الوقوف صامدة أمام تلك فقدان صغيرها لتقرر أن تنال من الطبيب وتكشف سبب موت نجلها.
لجأت الأم إلى أحد الأطباء من الخارج، للوقوف على ملابسات وفاة طفلها، ليؤكد لها أن السبب الحقيقي يكمن في استخدام منظار غير مناسب لعمره، حيث اتضح أن هناك عدة ثقوب في جسده.
تهدج صوتها قليلًا مع كلماتها التي كانت تخرج بها من خلال مقاطع الفيديو المختلفة لتسرد آخر تطورات قضية صغيرها، مقاومة بكاءها ودموعها التي انسدلت على وجنتها رغمًا عنها أثناء انفعالها ومطالبتها بسرعة خروج تقرير الطب الشرعي الذي يثبت تفاصيل الحادث الذي تعرض له طفلها داخل غرفة العمليات.
حررت أسرة الطفل أيوب محضر بقسم شرطة أول الرمل ضد الطبيب والمستشفى، لتقرر النيابة حبس الطبيب «ت.غ» لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات لإتهامه في واقعة وفاة الطفل أيوب محمد عبد الستار، الذي يبلغ من العمر عامًا و7 أشهر، جار مباشرة التحقيقات في الواقعة.