احتفال رأس السنة حلال أم حرام؟.. الحكم الشرعي وفقًا لإجماع الفقهاء
يختلف الكثير من المسلمين حول الحكم الشرعي القاطع بشأن احتفال رأس السنة الميلادية، ويزداد التساؤل عن تلك المسألة الفقهية سنويًا مع اقتراب حلول العام الجديد.
حيث تعم احتفالات رأس السنة العديد من الشوارع والمنازل في جميع البلدان العربية والعالمية، في نهاية شهر ديسمبر، احتفالا بانقضاء عام وحلول عام ميلادي جديد.
وتظهر معالم الاحتفالات بتلك المناسبة، في تبادل التهاني والمعايدات لحلول السنة الجديدة، ومنح الهدايا للعائلة والأصدقاء، والذهاب إلى المنتزهات أو دور السينما.
ما حكم الاحتفال برأس السنة؟
ويحرص عدد كبير من المسلمين على معرفة الحكم الشرعي لكل أفعالهم، تقربا لله وتجنبًا للمعاصي والشبهات، لذا نوضح لكم حكم احتفال المسلمين برأس السنة.
بدايةً، لم يرد في القرآن الكريم والسنة النبوية قول صريح بجواز احتفال المسلمين بأية أعياد، سوى عيد الفطر والعيد الأضحى المبارك، حيث اختصنا الله بهذين العيدين ودل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا».
وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم، فضل عيدي المسلمين على بقية الأعياد الغير واردة في الإسلام، بقوله «عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَقَالَ مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ قَالُوا كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الْأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ».
وعلى هذا فإنه لا يجوز الاحتفال برأس السنة الجديدة، بل وصل الأمر إلى حد الحرام، وعلل علماء الأمة ذلك بأن الاحتفال بتلك المناسبة فيها نوع من أنواع التشبه بغير المسلمين.
لذا أجمع الفقهاء أن إبراز مظاهر الاحتفال هو أمر مخالف للعقيدة الإسلامية بشكل قاطع، حيث وجب علينا مخالفة أصحاب الملل غير القويمة، وفقًا للحديث النبوي الشريف الذي جاء فيه: «من تشبه بقوم فهو منهم».