هي التي تشرق الشمس من أجلها.. من قائل أول عبارة حب مُسجلة في التاريخ ولمن قيلت؟
كشفت جدران معبد أبو سمبل الصغير في أسوان، عن واحدة من أقدم عبارات الحب الموثقة في التاريخ تعود هذه العبارة الرومانسية الخالدة للملك رمسيس الثاني، الذي وجهها لزوجته الملكية العظمى، الملكة نفرتاري، ليصفها بأنها «هي التي تشرق الشمس من أجلها».
تعد هذه الجملة، التي نُقشت على الصخر قبل آلاف السنين، تجسيدا لقصة حب ملكية بارزة في قلب الحضارة المصرية القديمة، وتوثيقا نادرا لمشاعر أحد أعظم ملوك مصر.
قصة حب خلدتها جدران المعابد
يؤكد الدكتور محمد علي حسن، الباحث الأثري وعضو مؤسسة زاهي حواس لتراث الآثار، صحة هذه الرواية التاريخية.
أوضح حسن في تصريحات صحفية أن الملك رمسيس الثاني اعتبر زوجته نفرتاري بمثابة مركز الكون في حياته، وأراد تخليد هذا الشعور.
أضاف الباحث الأثري أن رمسيس الثاني بنى هذا المعبد الصغير في أبو سمبل، والمخصص لعبادة الآلهة حتحور، كهدية ورمز خالد لحبه وإخلاصه لزوجته.
يمثل المعبد تعبيرا عمليا عن العبارة الرومانسية، حيث ربط الملك بين جمال زوجته وبين شروق الشمس.
نفرتاري: هي التي تشرق الشمس من أجلها
تحمل الملكة نفرتاري مكانة استثنائية في التاريخ المصري، ويُترجم اسمها إلى الجميلة التي تأتي.
لم يقتصر دور نفرتاري على كونها شريكة حياة للملك، بل كانت الزوجة الملكية العظمى وشريكة فاعلة في إدارة شؤون البلاد، وهو ما يفسر التكريم الفريد وغير المسبوق الذي حظيت به من زوجها.
كانت نفرتاري تجسيدا للجمال والذكاء والحكمة، ولعبت دورا محوريافي حياة رمسيس الثاني، وهو ما دفعه إلى تمجيدها بهذا الشكل العلني.
جدير بالذكر أنه يتميز تصميم واجهة المعبد الصغير بوجود 6 تماثيل ضخمة تقف شامخة عند المدخل.
خُصصت 4 من هذه التماثيل للملك رمسيس الثاني نفسه، بينما يظهر تمثالان للملكة نفرتاري، في دلالة واضحة على مكانتها الرفيعة ومساواتها بالملك في هذا التكريم.
يلي المدخل صالة أعمدة، تحتوي جدرانها على نقوش دقيقة تسرد قصة حب الملك والملكة وعلاقتهما بالآلهة.
يُظهر النقش الموجود على هذه الأعمدة النص الصريح للتكريم، والذي أصبح لاحقا أول عبارة غزل موثقة.
كتب على الجدران نصا: «من أجل الزوجة الملكية العظمى نفرتاري مريموت، التي تشرق الشمس من أجلها».
يعكس هذا النقش مدى التقدير العميق والحب الذي لا يُقارن الذي أظهره رمسيس الثاني لزوجته، ليصبح هذا المعبد شاهدا أبديا على واحدة من أشهر قصص الحب الملكية.



