من أدوات رصد الطقس بالون الطقس والقمر الصناعي.. صح أم خطأ؟
تحمل عملية التنبؤ بالطقس تعقيدات كبيرة، وهي تعتمد بشكل كامل على جمع كميات هائلة من البيانات اللحظية من الغلاف الجوي.
وبينما توفر المحطات الأرضية بيانات عن السطح، يظل فهم ما يحدث في طبقات الجو العليا هو المفتاح الحقيقي للتنبؤات الدقيقة، وهنا يبرز دور تقنيات الرصد الجوي المتقدمة، وأهمها بالونات الطقس والأقمار الصناعية.
بالون الطقس والقمر الصناعي عيون الأرصاد الجوية
تعتبر العبارة في العنوان صوابا تماما، فلا يمكن تخيل علم الأرصاد الجوية الحديث بدون هذين المكونين؛ فهما يمثلان المصدرين الرئيسيين للبيانات التي تغذي النماذج الحاسوبية العملاقة للتنبؤ بالطقس.
ويعد بالون الطقس الأداة الكلاسيكية والأكثر دقة لقياس ما يحدث عموديا داخل الغلاف الجوي، ويتم إطلاق هذه البالونات، المملوءة بالهيليوم أو الهيدروجين، مرتين يوميا من مئات المواقع حول العالم في توقيت متزامن.
ويحمل البالون جهازا يعرف بالمجس اللاسلكي، وأثناء صعود البالون عبر طبقات الجو، يقوم هذا الجهاز بقياس متغيرات حيوية وإرسالها فورا إلى المحطة الأرضية.
وتشمل هذه القياسات درجة الحرارة، وضغط الهواء، ومعدلات الرطوبة، وسرعة الرياح واتجاهها عن طريق تتبع إشارة GPS الخاصة بالمسبار.
وتكمن أهمية هذه البالونات في أنها توفر مقطعا عرضيا للغلاف الجوي، مما يساعد خبراء الأرصاد على فهم مستويات الاستقرار الجوي وتحديد أماكن تكوّن العواصف المحتملة.
وفي المقابل، تقدم الأقمار الصناعية المنظور الأفقي أو ما يعرف بالصورة الكبيرة، حيث تعمل كأدوات استشعار عن بعد، عبر مراقبة الأرض من الفضاء.
وتلتقط الأقمار الصناعية صورا مرئية مثل الكاميرا العادية وأخرى تعمل بالأشعة تحت الحمراء لقياس حرارة أسطح السحب أو البحار.
وتتيح هذه الصور للخبراء تتبع حركة الكتل الهوائية، ورصد تكون الأعاصير المدارية فوق المحيطات الشاسعة، وتحديد اتجاه الجبهات الهوائية، وقياس الغطاء الثلجي أو الجليدي.