«فيديو هدير عبدالرازق الجديد الثاني» ترند.. الهوس يزداد بتسريبات المشاهير
تصدرت عبارة فيديو هدير عبدالرازق الجديد الثاني» قوائم الأكثر بحثا على محركات البحث في مصر منتصف هذا الأسبوع، في ظاهرة تعكس هوسا متزايدا بتتبع تسريبات وفضائح المشاهير.
ويتزامن هذا البحث المتجدد عن البلوجر هدير عبد الرازق مع عاصفة أخرى طالت سيدة الأعمال أميرة حسان، المعروفة بـ«أميرة الذهب».
زعم نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي تسريب مقطع حميمي لها، وهو ما تبين لاحقا أنه «تزييف عميق» مصنوع بالذكاء الاصطناعي.
وعادت هدير عبد الرازق إلى الواجهة من جديد بعد أن أعاد البعض تداول فيديو قديم يظهر لحظات خاصة بينها وبين زوجها، تم تداوله قبل أشهر قليلة.
حقيقة «فيديو هدير عبدالرازق الجديد الثاني»
يكشف التدقيق في أصل البحث عن «فيديو هدير عبدالرازق الجديد الثاني» أنه لا يوجد أي مقاطع جديدة تم تسريبها للبلوجر المصرية.
ويبدو أن ملف التسريبات المخلة الخاص بها مغلق قضائيا وإعلاميا منذ حين، وأن البحث الحالي هو مجرد إعادة تدوير لشائعات قديمة، تغذيها أزمة «أميرة الذهب» الأخيرة، حيث يخلط الجمهور بين الاسمين أو يبحث عن فضائح مماثلة.
وكانت البلوجر قد علقت عبر صفحتها على «انستجرام» قبل أيام، طالبة من متابعيها الدعاء لها، كاتبة: «كل اللي بيحبني يدعيلي من فضلكم ربنا يسترها معايا».
الموقف القانوني لهدير عبدالرازق
وصدر يوم الاثنين، 17 نوفمبر، حكما بحجز الحكم في منع هدير عبدالرازق من التصرف بأموالها لجلسة 19 نوفمبر.
وسبق أن عاقبت المحكمة الاقتصادية البلوجر هدير عبد الرازق بالحبس لمدة سنة وغرامة 100 ألف جنيه غيابيا، يوم 5 نوفمبر.
وكانت النيابة العامة قد وجهت 5 اتهامات واضحة إلى هدير عبد الرازق في القضية رقم 8032 لسنة 2024 جنح الشؤون الاقتصادية.
وجاءت الاتهامات لتشمل نشر صور ومقاطع مرئية خادشة للحياء العام بقصد العرض والإغراء، وارتكاب فعل فاضح مخل بالحياء علنا عبر استخدام مفاتنها وتلميحاتها الجنسية.
كما تضمنت الاتهامات إعلان دعوة تتضمن إغراء بممارسة الفجور، والاعتداء على المبادئ والقيم الأسرية في المجتمع المصري، وأخيرا، تهمة إنشاء واستخدام حسابات إلكترونية على «فيسبوك» و«تيك توك» و«يوتيوب» بهدف تسهيل ارتكاب تلك الجرائم.
سيكولوجية الهوس بتسريبات المشاهير
يفسر متخصصون في علم النفس هذا الإقبال الكثيف على البحث عن «فيديو هدير عبدالرازق الجديد الثاني» وتسريبات المشاهير بكونه ظاهرة نفسية واجتماعية معقدة، تتجاوز مجرد الفضول.
ويربط علماء النفس هذا السلوك أولا بنظرية المقارنة الاجتماعية التي صاغها عالم النفس ليون فيستنجر عام 1954.
وتقول النظرية إن الأفراد يقيّمون أنفسهم وقيمتهم عبر مقارنة أنفسهم بالآخرين.
ويوضح تقرير نشره موقع «سايكولوجي توداي» أن الجمهور يمارس «مقارنة تصاعدية» مع المشاهير، حيث ينظر إلى حياتهم المثالية بما يشمل الثروة، والجمال، والشهرة مما يولد شعورا بالنقص أو الحسد.
وهنا يأتي دور الفضيحة أو التسريب، فالبحث عن «فيديو هدير عبدالرازق الجديد الثاني» أو غيره، هو محاولة لعكس اتجاه المقارنة.
وتتحول المقارنة إلى «تنازلية»، حيث يرى الباحث عن الفضيحة أن هذا الشخص الشهير، رغم كل ما يملكه، قد «سقط» أو ارتكب خطأ أخلاقيا.
ويمنح هذا الجمهور شعورا مؤقتا بالتفوق الأخلاقي والرضا عن الذات، وهي ظاهرة تعرف في علم النفس الألماني بـ«الشماتة» أي الاستمتاع بسوء طالع الآخرين، خاصة أولئك المحسودين.
ويقدم علم النفس التطوري تفسيرا آخر، فيشير الدكتور فرانك ماكاندرو، الأستاذ في كلية نوكس، وفقا لما نقله موقع «عربي بوست»، أن أسلافنا عاشوا في مجموعات صغيرة، وكانت «النميمة» أو معرفة أخبار الأفراد المهيمنين في المجموعة، سلوكا تكيفيا مهما للبقاء الاجتماعي.
ويرى ماكاندرو أن أدمغتنا لا تزال تعمل بنفس الآلية، فهي لا تفرق بين «الجار» و«النجم الشهير»، فالبحث عن «فيديو هدير عبدالرازق الجديد الثاني» يشبه، من منظور تطوري، محاولة معرفة أخبار «زعيم القبيلة» للتعرف على نقاط ضعفه.
ويعزز هذا ما يسميه الدكتور بول هاريسون من جامعة ديكن «العلاقات أحادية الجانب» فالجمهور يشعر أنه يعرف هدير عبد الرازق أو أميرة الذهب معرفة شخصية، ويتابع «القصة» أو «الدراما» الخاصة بهما كشكل من أشكال الهروب من الواقع.
ويصبح التسريب أو الفضيحة هو «ذروة درامية» في هذه القصة التي يتابعونها، مما يغذي الهوس بالبحث عن «فيديو هدير عبدالرازق الجديد الثاني» كجزء من استهلاك هذه الدراما، بغض النظر عن كون المحتوى قديما أو حتى مزيفا بالكامل، كما حدث في واقعة أميرة الذهب.