لماذا أغضبت حلقة الدحيح عن خالد بن الوليد الجمهور؟.. قدم تاريخا بلا روح
أثارت حلقة الدحيح التي عرضها صانع المحتوى أحمد الغندور تحت عنوان «خالد بن الوليد»، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، بالرغم من تحقيقها أكثر من 2 مليون مشاهدة خلال 24 ساعة من طرحها.
تناولت الحلقة الصحابي خالد بن الوليد، سيف الله المسلول، كقائد عسكري بسرد تاريخي معمق لتكتيكاته وإنجازاته العسكرية، لكنها واجهت انتقادات لزعمها أنها جردت الشخصية من بعدها الديني والإيماني.
حلقة الدحيح تعرض تكتيكات خالد بن الوليد
قدم أحمد الغندور في حلقة الدحيح سردا تاريخيا مكثفا لمسيرة خالد بن الوليد، مستعرضا مراحله منذ خروجه من شبه الجزيرة العربية مقاتلا فذا، وصولا إلى تحوله إلى أسطورة عسكرية خالدة.
استعرض الدحيح أبرز التكتيكات العسكرية التي اشتهر بها خالد بن الوليد، في القرن السابع الميلادي.
شملت هذه التكتيكات الانسحاب التكتيكي في معركة مؤتة، مرورا بخطة التطويق المزدوج في معركة الولجة، وانتهاء باستغلال قوة الاحتياط في اليرموك.
أكد الدحيح أن هذه النماذج أصبحت تُدرَّس حتى اليوم، كأمثلة بارزة في فنون المناورة وإدارة المعركة.
توسع الغندور في المقارنة بين أساليب خالد العسكرية وبين خطط قادة القرن العشرين، مثل الأمريكي جورج باتون وقائد قوات المحور في الصحراء إرفين روميل.
أوضح أن مبادئ خالد بن الوليد الجوهرية، المتمثلة في سرعة الحركة، والمباغتة، زطواستغلال اللحظة الحاسمة، سبقت تلك المفاهيم العسكرية الحديثة بقرون.
انتقاد حلقة الدحيح عن خالد بن الوليد: تغييب البعد الديني للصحابي الجليل
أثار التركيز على الجوانب العسكرية والتاريخية دون التطرق لدوره الديني المؤثر، انتقادات واسعة من بعض المتابعين والمفكرين.
عبر الكاتب والاستشاري النفسي والأسري محمد سعد الأزهري عن اعتراضه على المنهج المتبع في حلقة الدحيح، مدونا على حسابه على فيسبوك: «المشكلة مش في الدحيح... المشكلة في اللي بياخد دينه من الدحيح.. الأسلوب ده مش بريء، ولا عرض محايد للتاريخ زي ما بيبان، ده تفريغ ممنهج: تشيل الوحي - تشيل العقيدة - تشيل مقصد الرسالة - وتسيب ورانا نسخة باهتة من خالد بن الوليد: مغامر، ذكي، قائد، بس مش رجل آمن بالله ورسوله وتغير جذريا بالإسلام».
وأضاف: باختصار: «الدحيح قدّم خالدًا ولكن بلا خالد، وقدّم تاريخًا ولكن بلا روح».
بينما رأى عبد الله الأزهري إن «الراجل برنامجه علمي وثقافي وتاريخي، بيكلمك عن الجانب العسكري والتكتيكي، خطط ومعارك وتحليل، مش طالع يعظ، ولا يشرح عقيدة، ولا يمثل منهج ديني أصلا».
كما أكد أن «الدحيح مش مرجع ديني... ومش المفروض أصلا يبقى مرجع ديني».
من جهته، وصف المدون Mekhamer ما حدث بأنه «تحويل الصحابة ورسول الله صلى الله عليه وسلم لشخصيات تاريخية، هو هدف سامي للملحدين ومروجي الإبراهيمية الصهيونية وأي جهة تريد تغيير عقيدة المسلمين».
آراء متباينة حول منهجية عرض حلقة خالد بن الوليد
تباينت آراء المتابعين بين من رأى أن الحلقة التزمت السياق التاريخي والعسكري، ومن طالب بدمج البعد الديني.
أشارت المغردة Basma Sayed إلى أن «دي حقيقة الحلقة مرجع تاريخي وعسكري فقط حتى هو ماتعرضش لأي مواضيع دينيه خالص».
كما علق Omar Maro بأن «فعلا هو محتواه مش ديني أصلاً ودايما بيراعي الحياد.. وهو كمان متكلمش عن مدى إيمان سيدنا خالد على قد ما اتكلم عن قوة شخصيته و تحمله للمسؤولية و دهائه في المعركة».
وأضاف Mohamed Elsayed مؤيدا: «بالظبط يا شيخنا الناس هي اللي حاطاه في حتة مش بتاعته اصلا هو مش عالم دين الراجل بيتكلم من ناحية عظمة الشخصية عسكريا و تكتيكيا سيدنا خالد بن الوليد مرجع في الدهاء العسكري في العالم كله مش بس مسلمين و عرب».
في المقابل، شهدت حلقة الدحيح إشادة من آخرين، فقد علق Samir Abdelazim على طبيعة التناول قائلا: «يكفي أنه عرف الملايين من المشاهدين و بطريقة مبسطه من هو خالد بن الوليد و ماذا قدم للإسلام من انتصارات و فتوحات».
ووصفت Asmaa Ramadan Ahmed Awad الحلقة بأنها: «كويسه من الجانب التاريخي».