دعاء لشهر رجب.. ماذا تقول في هذا الشهر المبارك؟

يفتح شهر رجب الأصب أبواب الرجاء أمام المؤمنين، حيث يتسابق العابدون في استثمار حرمة هذا التوقيت بالتقرب إلى الله عبر الدعاء، في ظل حاجة ماسة لبوصلة ترشدهم إلى صحيح المأثور وجوامع الكلم التي تليق بعظمة الشهر.

أجمل دعاء لشهر رجب

يرى العلماء أن شهر رجب هو «شهر الزرع»، مما يتطلب نوعا خاصا من الدعاء يركز على طلب التوفيق والتطهير في شعبان ومن بعده رمضان.

وتنطلق هذه الفلسفة من كون الدعاء هو مخ العبادة، وفي رجب يكتسب صبغة استثنائية لكونه يقع في مستهل الأشهر الحرم.

وتؤكد أقوال العلماء أن خير ما يلهج به اللسان هو طلب البركة في الوقت والجهد، لضمان الوصول إلى رمضان بقلوب سليمة.

وتتنوع الأدعية لتشمل صلاح الحال في المعاش والمعاد، مستلهمة من روح السنة التي لم تترك جانبا من جوانب الحاجة البشرية إلا ووضعت له صيغة مناجاة بليغة.

ويوضح العلماء أن الدعاء في رجب ليس مجرد كلمات تردد، بل هو «برنامج عملي» لتصحيح المسار.

ويستحب للمسلم أن يركز في دعواته على الاستعاذة من عوائق الطاعة، كالعجز والكسل، اللذين يمثلان أكبر عقبة أمام الاستعداد لرمضان.

كما يبرز في هذا الشهر دعاء طلب المغفرة، نظرا لأن رجب يسمى «الأصب» لصب الرحمة فيه صبا، مما يجعل العودة إلى الله وتجديد التوبة مطلبا رئيسيا يتصدر قائمة الأدعية التي يحرص عليها الصالحون عبر العصور.

تتضمن السنة النبوية والآثار المروية عن السلف الصالح باقة من الأدعية التي تناسب روحانية شهر رجب، ويمكن للمسلم ترديدها في آناء الليل وأطراف النهار:

• الدعاء العام للبركة: «اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان»، وهو وإن كان حديثا ضعفه البعض، إلا أن معناه صحيح ومستحب عند عامة الفقهاء لسؤال الله طول العمر في الطاعة.

• دعاء الاستقامة والتحصين: «اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك، اللهم إنا نسألك إيمانا لا يرتد، ونعيما لا ينفد، ومرافقة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى جنة الخلد».

• دعاء كشف الكرب والضيق: «اللهم إنا نسألك في هذا الشهر الحرام أن ترفع عنا البلاء، وتكشف عنا الغمة، وتجعل لنا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا».

• سيد الاستغفار: يكتسب قول «اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت» أهمية قصوى في رجب، لكونه يمثل قمة الاعتراف بالعبودية في زمان توقيت الله فيه المحرمات.

ويشير المختصون في العلوم الشرعية أن المسلم يملك الحرية الكاملة في صياغة دعائه بما يوافق حاجته، شريطة الالتزام بالأدب مع الله.

​​​​​​​

وتتجلى جمالية الدعاء في رجب في كونه جسرا يربط بين واقع العبد المقصر وبين طموحه في الوصول إلى «ليلة القدر» وهو في أتم الجاهزية.

ويقول علماء إن الدعاء في رجب هو «استثمار ناجح» يعين المؤمن على تحمل مشاق العبادة في المستقبل، ويفتح له آفاقا من السكينة النفسية التي يحتاجها في عالم يموج بالاضطرابات.​​​​​​​