فضل أول ليلة في رجب.. اعرف الصح بالدليل

فضل أول ليلة في رجب.. اعرف الصح بالدليل

تستقطب ليلة الأول من رجب اهتمام الباحثين عن الفضل والثواب، وسط تضارب الأقوال بين موروثات تؤكد استجابة الدعاء ونقود حديثية تنفي وجود نصوص مرفوعة حول ذلك، مما يجعل من الضروري تبيان الحقيقة العلمية المدعمة بالأدلة الشرعية.

هل هناك فضل لأول ليلة في شهر رجب؟

تنبثق قيمة ليلة أول رجب من كونها «بوابة الأشهر الحرم»، وهو فضل مستمد من النص القرآني القطعي الذي عظم هذه الأشهر.

وتؤكد الأدلة النقلية أن تعظيم هذه الليلة له أصل في فعل الصحابة، وعلى رأسهم ابن عمر رضي الله عنهما، الذي صح عنه قوله بفضلها.

ويشير المحققون أن الدليل على فضل الليلة ينقسم إلى قسمين، الأول «دليل عام» يتعلق بشرف الزمان والمكان في الأشهر الحرم، و«دليل خاص» يتمثل في آثار السلف وبلاغات الأئمة كالشافعي.

ورغم غياب الحديث الصحيح المرفوع للنبي، إلا أن هذا لا ينفي الفضل، بل يضعه في مرتبة «الفضل الموقوف» أو «المستحب» عند الفقهاء.

وتوضح الدراسات المقارنة أن إنكار بعض العلماء لفضل هذه الليلة لا يعني عدم وجود بركة فيها، بل هو إنكار لـ «التحديد العددي» للأجور أو تخصيصها بصيغ تعبدية لم ترد.

ويبرز هنا القياس الأصولي الذي يرى أن فاتحة كل أمر عظيم لها شرف، ورجب شهر عظيم بنص القرآن، فكانت ليلته الأولى محل رجاء واستبشار.

وتتجلى الحكمة من إخفاء النص الصريح في أجرها -كما هو الحال في ليلة القدر- في دفع المسلم للاجتهاد الدائم دون الاتكال على فضل ليلة واحدة.

كيف تغتنم فضل أول ليلة من رجب؟

تتفق آراء المؤسسات الدينية المعتمدة على أن المسلك الصحيح في التعامل مع فضل أول ليلة من رجب يتمثل في «التعرض للنفحات» دون ابتداع.

ويشمل ذلك القيام بعبادات ثابتة في أصل الشرع كالذكر، والدعاء، وصلاة الليل، والصدقة، مع نية تعظيم الشهر الحرام.

ويحذر العلماء من الانجرار خلف الروايات التي تصف هذه الليلة بأنها «ليلة الغفران الشامل» لمن صلى فيها ركعات محددة، مؤكدين أن الفضل الحقيقي هو ما وافق الهدي النبوي في الإخلاص والمناجاة الفردية.

​​​​​​​

ويشير العلماء أن الصحيح هو أن ليلة أول رجب ليلة فاضلة يرجى فيها قبول الدعاء بناء على آثار الصحابة وعموم آيات الأشهر الحرم، ولكنها ليست في رتبة ليلة القدر أو ليلة عرفة من حيث النص النبوي الصريح.

وبناء عليه، فإن إحياءها بالعبادة هو من قبيل «المستحب» الذي أجمع عليه جمهور الفقهاء، وهو فرصة للمسلم للتميز في وقت قد يغفل فيه الكثيرون عن دخول الشهر الحرام.

ويخلص بعض الفقهاء إلى أن الدليل الأقوى على فضلها هو «الواقع الروحي» الذي يجد فيه المؤمن صفاءً ونقاءً مع بداية هذا الموسم المبارك.​​​​​​​

عمر مصطفى

عمر مصطفى

صحفي مصري يقيم في محافظة الجيزة ومتخصص في ملف التعليم وكتابة الأخبار العاجلة منذ عام 2011