تعرف على أشهر مداحين النبي (رجال ونساء)
استطاع المداحون ومنشدي الغناء الصوفي على مر العصور، بعذوبة موسيقاهم وقوة معانيهم أن يأخذونا إلى عالم روحاني موازي. فمن بين كل الفنون الغنائية والموسيقية، قرروا أن يكرسوا موهبتهم الصوتية لفن الإنشاد الديني، ويحملوه رسالة إلى العالم كله، بدءا من قراهم الصغيرة إلى دول أوروبا.
تعالوا نتعرف على قصة مداحين النبي رجالًا ونساءً.
ياسين التهامي
يعرف «ياسين التهامي» بشيخ المداحين، ولد في قرية «الحواتكة» بمركز منفلوط فى أسيوط سنة 1949. منذ أن ظهر حبه للمدح منذ طفولته. وكرس حياته للعمل على الإرتقاء بالإنشاد الديني الشعبي من الأسلوب الدارج والكلمات العامية، إلى تطعيمه بألوان الشعر الصوفي الفصيح لكبار الشعراء. ويرجع هذا إلى تأثره بعمالقة الشعر الصوفي، أمثال عمر بن الفارض، ومنصور الحلاج، ومحيي الدين بن عربي، وغيرهم. تربع «التهامي» على عرش الإنشاد الديني لمدة تقارب الثلاثين عامًا، كما أحيا حفلات للإنشاد الديني في أكثر من دولة أورروبية. ونال الكثير من الجوائز.
أحمد التوني
لقبه محبوه بـ«ساقي الأرواح وسلطان المداحيين» وقد ولد في محافظة أسيوط بصعيد مصر، ويعتبر من أشهر منشدي الجنوب. وقد استطاع بأدائه المتميز الخروج بالغناء الصوفي من المحلية إلى العالمية. للشيخ «التوني» تلاميذ كثريرون استطاعوا الارتقاء بالفن الصوفي أيضا، أشهرهم الشيخ «ياسين التهامي». ويهدف الشيخ «التوني» من خلال الإنشاد والموسيقى الروحية إلى إيصال رسالة التصوف الإسلامي إلى العالم كله.
يؤمن الشيخ «التوني» بأن الموسيقى لها تأثير فعال في إيصال المعاني الروحانية إلى النفوس؛ فهي تجلب الجمهور للإنشاد الديني، وتقرب المعنى وتطرب النفس وترقق المشاعر. كما تضيف على حفلات الإنشاد الصوفي، نوعًا من الصفاء والحب. وكان الشيخ يضبط إيقاع أناشيده من خلال النقر بالمسبحة على كأس زجاجي.
سيد النقشبندي
أستاذ المداحين قديما وحديثا. ولد في قرية «دميرة» إحدى قرى محافظة الدقهلية عام 1920. وهو صاحب مدرسة متميزة قي الابتهالات، وأحد أشهر المنشدين والمبتهلين والمداحين في تاريخ الإنشاد الديني على الإطلاق. يتمتع الشيخ «النقشبندي» بصوت يراه الخبراء، أحد أقوى وأوسع الأصوات مساحة في تاريخ التسجيلات؛ فهو من أعذب الأصوات التي قدمت الأدعية الدينية. قال عنه الدكتور «مصطفى محمود» في برنامج «العلم والإيمان»: «إنه مثل النور الكريم الفريد الذي لم يصل إليه أحد».
للشباب.. 10 دروس من تعامل النبي مع زوجاته
العربي فرحان البلبيسي
من مواليد محافظة الشرقية. وقد قدم الأناشيد الدينية في فترة السبيعينات والثمانينات لكن شهرته الأوسع كانت عن مديح الرسول والابتهالات. وأشهر أعماله «قصدت بابك» و«مواكب الرحمة».
عبد النبي الرنان
عندما يمتزج المديح بموسيقى الكف الصعيدية، يكون الناتج عملًا فنيًا فريدا، يخلق لصاحبه لونه الخاص. هذا اللون هو الذي أبدع فيه الشيخ «عبدالنبي الرنان» الذي لُقِّبَ بـ«مداح بالكف».
ولد «الرنان» في قرية الدير بمركز إسنا، محافظة قنا عام 1950. وقد اكتسب لقب «الرنان» نظرًا لرنين صوته بليالي المدح، التى يقيمها الشيخ «أحمد البرين». وقد جعل لمدائحه مذاقا خاصا عن طريق الإيقاع على الطبلة. وارتبط الشيخ «الرنان» بطبلته الذي صنعها بيده وعزف عليها جميع أناشيده، وأقسم على ألا يتركها حتى يموت. وبالفعل لازمته هذه الطبلة حتى وافته المنية يوم 18 أغسطس 2009.
مكرم المنياوي
الديانة مسيحيّ، والمهنة مداح نبوي. هذا هو «مكرم المنياوي» الذي ولد عام 1952 بقرية كفر بني أحمد بالقرب من محافظة المنيا. ترك «الميناوي» المدرسة وبدأ يمارس فن المدائح، عندما كان عمره 14 عاما. وكان ما يميزه عن غيره من المدّاحين، أنه مسيحي الديانة. وعن سؤاله حول اختياره هذا المجال، قال «كرم» في حوارات سابقة له: "أريد أن ازرع الود والمحبة بين المسلم والمسيحي. أريد أن أجعل الناس تشعر أنه ليس هناك فرق بين مسيحي ومسلم». وقال أيضًا أنه كتب أكثر من 80 من قصائد المديح، بعضها يجمع رموزا مسيحية وإسلامية.
زين محمود
مداح أبًا عن جد، وأحد ابناء الطريقة الشاذلية الصوفية. ولد «زين محمود» بقرية مزار بمحافظة المنيا. التحق بفرقة «الورشة» سنة 1992، و تعلم فيها الغناء الشعبي والسيرة الهلالية، على يد آخر رواة السيرة «سيد الضوي». قدم «زين محمود» حفلات عديدة في أنحاء مصر، غنى فيها السير الشعبية والمديح النبوي.
حرص الشيخ «زين محمود» على إيصال الغناء الصوفي للعالم كله، فأسس فرقة "زمان فابريق" بفرنسا، وفيها يدمج بين الموسيقى الشرقية و الغربية، فهو يصنع حالة فريدة بصوته، ويجعل الروح تسافر في رحاب الله.
أحمد برين
ولد الشيخ «أحمد برين» بقرية الدير بمركز إسنا محافظة قنا. تميز بغناءمواويل المديح بأسلوب شعبي صرف. كما اهتم بغناء الموال الشعبي أيضًا المستقل عن المديح.
يمزج الشيخ «برين» بين مدح النبي والحديث عن الدنيا ومواعظ الحياة، وكذلك قصص الأنبياء والدروس المستفادة منها. كما يعتبر أحد رواة السير الشعبية القلائل.
محمد الكحلاوي
هو صاحب الملحمة النبوية أو «مداح الرسول» كما كان يحب أن يُنادى. ولد «الكحلاوي» بمنيا القمح بمحافظة الشرقية عام 1912. وقد عمل موظفًا في «السكة الحديد». ثم بدأ مشواره بإنشاد المواويل الشعبية، ليترك وظيفته ويلتحق بفرقة «عكاشة». عمل بالإذاعة عام 1934 وانتخب نقيبًا للموسيقيين عام 1945.
تنازل الشيخ «كحمد الكحلاوي» بمنصيب نقيب الموسيقيين للموسيقار «محمد عبد الوهاب»، لينشئ بعدها شركة للإنتاج. حصل على جائزة التمثيل عن دوره في فيلم "الذلة الكبرى" وجائزة الملك «محمد الخامس». كما حصل أيضًا في عام 1967 على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى. اهتم «الكحلاوي» بالإنشاد الديني والأغنية الشعبية، ومن أغانيه الشهيرة «لأجل النبي» و«يا قلبى صلِ على النبي» و«خليك مع الله» و«نور النبي» و«خلِّي السيف يجول».
ومن المداحات النساء
فاطمة سرحان
ولدت في بسيون بمحافظة الغربية عام ١٩٢٨. اكتشف موهبتها في الخمسينيات، الفنان «زكريا الحجاوي» وأحضرها إلى القاهرة ليقدمها للإذاعة والسينما.
أجادت «فاطمة سرحان» جميع أشكال الغناء الشعبي،من الموال والأغنية والمديح النبوي. وكانت من أصغر المداحات اللاتي أقيم لهن سرادق سنوي خاص باسمها في الحسين.
خضرة محمد خضر
ولدت في كوم حمادة محافظة البحيرة. وتعتبر من أشهر المنشدات النساء بغناء التراث الشعبي، وخاصة مديح الرسول. وقد اكتشفها وتزوجها الملحن المصري «زكريا الحجاوي» مؤسس الفن الشعبي المصري الحديث، وذلك في مطلع القرن العشرين.
ياسمين الخيام
عاشقة للمديح النبوي. اكتشفها الموسيقار «محمد عبد الوهاب»، الذي لحن لها الكثير من أغانيها، بالإضافة إلى موسيقيين كبا مثل «رياض السنباطي».
لمع نجم «ياسمين الخيام» بعد وفاة أم كلثوم. وقد حضر حفلاتها أنور السادات، وقدمت لها زوجته جيهان السادات الدعم. ومن أشهر أغانيها «أم النبي» و«محمد رسول الله».