«طابا» حتة من الجنة.. هتشوف الحاجات دي هناك
طبيعة خلابة لا تجد لها مثيل في العالم، وربما كان هذا هو السبب في صراع إسرائيل عليها مع مصر عقب هزيمتها في حرب أكتوبر المجيدة.
طابا تقع في جنوب سيناء على رأس خليج العقبة بين سلسلة جبال وهضاب طابا الشرقية من جهة، ومياه خليج العقبة من جهة أخرى، ويبلغ تعداد سكان المدينة 3000 نسمة، ومساحتها 508.8 فدان تقريبًا. وتتميز بموقعها الفريد بين قارتي أفريقيا وآسيا، عند طرف خليج العقبة المواجه للسعودية، ما جعل منها مسلكًا وممرًا للقوافل منذ القرن الـ14 وحتى الآن.
فإذا كنت تبحث عن الشواطيء الهادئة واستكشاف الشعاب المرجانية الفريدة تحت أشعة الشمس الدافئة، ودرجات الحرارة التي تصل إلى 20 درجة مئوية في فصل الشتاء، وتقترب من 34 درجة مئوية صيفًا، والمياه الصافية والشعب المرجانية النادرة، فلن تجد إلا مدينة طابا واجهة لك.
في هذا التقرير «شبابيك» ترصد لك أبرز الأماكن السياحية التي يجب أن تذهب إليها هناك، فتكلفة السفر في الوقت الحالي، ليست مكلفة ومناسبة لمتوسطي الدخل والطلبة.
قلعة زمان
قلعة تتربع على تلة صحراوية بين مدينتي طابا ونويبع في منظر ساحر يأسر العقول، وتعتبر مزارًا فريدًا وسط أجواء سيناء الهادئة. تنقلك القلعة المشيدة حديثًا والتي تحمل طابع القرون الوسطى، إلى أجواء فخمة وصديقة للبيئة. وتستطيع أن تدخل شاطيء بالقلعة، والذي يتميّز برماله النقية ومياهه الصافية الكريستالية، وهو الشاطيء البكر الوحيد في منطقة طابا ونويبع. كما توجد فيه مجموعة من أروع الشعاب المرجانية.
الوادي الملون
متاهة من الصخور الرملية بالألوان الأصفر والأرجواني والأحمر والذهبي ويصل ارتفاعها في بعض الأماكن إلى 40 مترًا. وهو من أحد العجائب الطبيعية في سيناء، وستستمتع بالتسلق في الوادي، وذلك نظراً للأشكال المتغيرة للصخور وارتفاعاتها.
المضيق البحري
على بعد 10 كم جنوب طابا ستجد المضيق البحري، وهو من أروع الأماكن المخصص للغوص داخل سيناء، فالشعاب المرجانية النادرة بمناظرها الرائعة ستدهشك. فالشعاب المرجانية تصل عمقها 16 متر، وستجد بعده فتحة ضخمة يصل عمقها إلى 24 متر. وبمجرد دخولك إياها ستشهد مناظر مذهلة للحياة البحرية. فالأسماك تأتي من البحر المفتوح لتتغذى من الكميات الوفيرة من الأسماك الزجاجية والأسماك الفضية.
وإذا كنت قليل خبرة في الغوص، فإن موقع «موزة المضيق البحري» هو واجهتك الأنسب، فهو عبارة عن شعاب ضحلة تأخذ شكل موزة، ويصل أقصى عمق لها إلى 12 مترا، وتذخر بمجموعة متنوعة من الأسماك والشعاب المرجانية.
جزيرة فرعون
خلال تواجدك في جزيرة فرعون سترى مشهد البانورامي، من داخل مصر، يجمع بين سواحل السعودية والأردن.
فالجزيرة الصغيرة، مكونة من صخور الجرانيت، وتتكثف الشعاب المرجانية بداخلها وتحيط بها. وفيها حصن صلاح الدين، الذي بناه الصليبيون في القرن الـ12. وبعد أن سيطر عليه صلاح الدين الأيوبي، كان يضع جنوده على هذه الجزيرة الاستراتيجية ليحكم سيطرته على تجارة المنتجات التي تأتي من آسيا ولطلب ضريبة الحج من الحجاج الذي في طريقهم إلى مكة لتأدية مناسك الحج.
وهذه القلعة مصنفة في الوقت الحالي كموقع تراث عالمي تابع لمنظمة اليونسكو. وأسعار التذاكر: الشخص العادي: 55 جنيهًا، والطالب: 30 جنيهًا مصريًا.
محمية طابا
بعد أن تنزهت في الأماكن السابقة، فما عليك إلاّ أن تزور محمية طابا، في أقصى الشمال بجنوب سيناء، لكي تستمتع بالطبيعة الصحراوية والوديان الضيقة شديدة الانحدار والجبال الشاهقة.
وتعتبر هذه المحمية واحدة من أنقى المناطق التي لم تمتد لها يد البشر في جنوب سيناء، وهي تشمل بيئات مهمة للغاية مثل ينابيع المياه العذبة. وتوجد هناك مقابر النواميس، أقدم مباني مسقوفة بالأحجار في العالم.
ومازالت حيوانات نمر سيناء موجودة في هذه المحمية. كما تتكاثر فيها طيور العقاب الأسود، وطائر النسر الملتحي، وتفخر طابا بـ24 نوعًا من الزواحف، ونحو 480 نوعا من النباتات.
طابا.. ملحمة الأرض
بعد حرب أكتوبر، وقعت مصر وإسرائيل في 1979 اتفاقية السلام، في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، والتي نصت على انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من باقي الأراضي المصرية، وفي أواخر عام 1981 ميلاديًا، وكانت تتم المرحلة الأخيرة من عملية الانسحاب، ولكن الاحتلال الإسرائيلي افتعل أزمة لوقف الانسحاب، وافتتح فندق «سونستا» وقرية سياحية وأدخل قوات حرس الحدود.
وعقبها شكلت الحكومة المصرية اللجنة القومية للدفاع عن طابا، ووافق مجلس الوزراء الإسرائيلي على التحكيم، وتم توقيع إتفاقية المشارطة بمشاركة شمعون بيريز في 11 سبتمبر 1986، والتي قبلتها إسرائيل بضغط من الولايات المتحدة الأمريكية. وفي 19 مارس 1989 كان الاحتفال التاريخي برفع علم مصر معلنًا السيادة على طابا وإثبات حق مصر في أرضها، بعد صراع قانوني ودبلوماسي بين مصر والاحتلال الإسرائيلي.