للحوامل.. توترك ضار ولكنه مفيد أحيانا
إنجاب طفل جديد لهذا العالم، ليست مهمة سهلة بالتأكيد؛ فأنتِ تكونين قلقة من كل شيء، مثل التغذية والمجهود والتوفيق بين الأمومة والعمل. لكن الأطباء يؤكدون أنه في حالة معينة قد يكون التوتر مفيدا لصحة الجنين.
التوتر الذي تشعر به الحامل بسبب مواقف الحياة اليومية، هو أمر طبيعي جدا، لكن إذا أصبحت هذه الضغوط دائمة، وزادت عن الحد الطبيعي، فسيمتد تأثيرها السيء لصحتة الأم والجنين.
هذا يعني أن هناك نسبة من التوتر لن تكون مؤذية لك أو للجنين، لكن قبل أن نتعلم التفريق بين التوتر المؤذي وغير المؤذي، وكيفية التعامل معه، تعالي بنا نتعرف على ما يحدث داخل الجسم عندما يشعر بالتوتر، نقلا عن آراء الأطباء المتخصصين بموقع المجلة الطبية «Wb Mb» وأراء الخبراء بموقع «Baby Center».
ماذا يحدث في أجسامنا؟
التوتر في الأصل ليس شيئا ضارا، فهو وسيلة يدافع بها الجسم عن نفسه عند الشعور بالخطر. فعندما تشعرين بالتوتر سيستعد الجسم لوضع «المواجهة أو الهروب» فتزيد نسبة هرمون «الكورتيزول» وغيره من هرمونات التوتر التي يفرزها الجسم في حالة الشعور بالخطر، لتمد عضلات الجسم بالطاقة وتسرِّع ضربات القلب، حتى يتمكن الإنسان من الهرب والجري بسرعة لحظة الخطر أو تمكنه من سرعة رد الفعل ساعة المواجهة. ولذلك تكون الحركة هي أفضل وسيلة لتفريغ هذه الطاقة الزائدة التي ينتجها الجسم لحظة التوتر، ليعود إلى حالته الطبيعية.
كيف يصبح التوتر مؤذيا؟
تقول الدكتورة «سوزان أندروز» الباحثة في الطب النفسي العصبي، إنه إذا لم نستطع السيطرة على هذا التوتر بتفريغ هذه الطاقة أو بتشتيتها أو حتى إذا تجاوزت الضغوط النفسية الحد الطبيعي الذي يمر به جميع الناس في العمل أو الحياة اليومية العادية؛ فإن هذا التوتر سيكون مؤذيا لصحة الأم والجنين.
اقرأ أيضا⇐«لو بتفكري في الحمل.. النصائح دي حلقة في ودنك»
وتضيف أن النسبة القليلة من التوتر تساعد على تطوير الجهاز العصبي للجنين، وقدرته على التعامل مع الضغوط فيما بعد. لكن إذا كان شعور الأم بالتوتر والضغط النفسي كثيرا ومستمرا فالأمر سينعكس تماما، وسيتغير نظام إدارة الإجهاد في جسم الجنين، وسيصبح بعد الولادة مبالغا في ردود فعله عند التوتر، أو إصابته بمتلازمة الاستجابة الالتهابية، والتي تؤثر على صحة الجنين البدنية وتمتد آثارها لما بعد الولادة.
آثار التوتر على الجنين
وتقول الدكتورة «آن بورديرز» الباحثة في طب النساء والتوليد بمستشفى جامعة «نورث شور» الأمريكية، إن الضغوط المزمنة على الأم والتي لا تستطيع التكيف والتعامل معها، تؤدي إلى نقص في وزن الجنين عند الولادة أو الولادة المبكرة. وتضيف أن القلق المزمن للأم يرتبط بمشاكل في تطور مخ الجنين، والذي يؤدي إلى مشاكل سلوكية أثناء نمو الطفل.
ورغم أن أبحاث الأطباء في هذا المجال لا تزال في بدايتها، إلا أن الأطباء ينصحون الحامل بأن تكون حريصة فيما يتعلق بالقلق والتوتر، خاصة إذا كانت تعاني مشاكل خلال الحمل، مثل الأزمات المالية أو الزوجية أو غيرها.
كيف تعاملين الضغوط؟
وتقول الدكتورة «آن بورديرز» إن الأطباء بحاجة إلى إيجاد طرق تساعد الحامل على تقليل هذا التوتر المؤذي، والتعامل مع ضغوط الحياة اليومية. وتنصح الحوامل بألا يلمن أنفسهن إذا شعرن بهذه الضغوط، بل يحاولن السيطرة عليها بقدر إمكانهن.
اقرأ أيضا⇐«إزاي تستفيد من الضغط النفسي وتحوله لصالحك؟»
هناك بعض الخطوات التي ينصح بها الأطباء لمساعدة المرأة الحامل على تجاوز الضغوط، منها:
الحديث: إذا كنت قلقة بشأن الحمل والجنين والأمور الصحية الأخرى المتعلقة بالحمل فتحدثي مع الطبيب في كل هذه الأمور، حتى يطمئنك.
وإذا كان قلقك بشأن الأمور الشخصية أو التوفيق بين العمل والامومة على سبيل المثال فتحدثي مع الآخرين، ربما تحصلين على بعض الدعم النفسي والخبرة ممكن سبقوك في هذا الأمر.
الموسيقى: لا تهوني من شأن الموسيقى في إخراجك من حالة القلق، فهي تعمل على تشتيت الذهن عن المشكلة، فضلا عن تأثيرها على الأعصاب للإحساس بالهدوء والاسترخاء. وتقول الدكتورة «سوزان أندروز» إن الموسيقى تساعد الحامل على السيطرة على هرمونات التوتر.
اقرأ أيضا⇐«دليلك في الحمل من أول شهر حتى الولادة (1-2)»
«دليلك في الحمل من الشهر الأول حتى الولادة (2-2)»
التغذية: الاهتمام بنوعية الطعام خلال الحمل يؤثر على حالتك النفسية، فنظام غذائي مدعوم بأحماض «أوميجا3» الموجودة في الأسماك، يساعد على تقليل التوتر.
التمرينات: الرياضة معروفة بتأثيرها الجيد على الحالة النفسية، وهناك تمارين آمنة ومخصوصة للحوامل، يمكنك مراجعتها مع الطبيب الخاص بك، والتأكد أولا من أن حالتك الصحية تسمح بهذه التمرينات.
الاسترخاء: تقول «أندروز» أن حمام دافي مع مشروبك المفضل أو قراءة الكتب والاستماع للموسيقى، يساعدك على الخروج من حالة التوتر والسيطرة عليه بصورة أفضل.
المصادر:
