أنت مش أسوأ إنسان في الكون.. تعلم كيف تحب نفسك
حبك لنفسك كما هي لا يعني الغرور أو أن تتغاضى عن العيوب التي تؤخرك أو تؤذي الآخرين. فهو يعني ببساطة شيئا بين هذا وذاك، أن تعترف بصفاتك الجيدة، وعدم الإقلال من شأنك، مع اعترافك بوجود بعض الصفات التي تريد تطويرها. فهل يمكن تحقيق ذلك؟
سيخبرك الأطباء النفسيين أن هذا الأمر ممكن للغاية، لكنه يحتاج فقط إلى التدريب، وقبل ذلك أن تعرف الأسباب التي تجعلك تقلل من نفسيك بهذه الطريقة، وتراها شخصا سيئا.
وفي هذه السطور، يعرض لك «شبابيك» هذه الخطوات، وفقا لآراء الأطباء النفسسين بموقع «psychcentral».
اعرف مميزاتك
يقول «ريان هواس»، الطبيب النفسي بكاليفورنيا، أننا بارعون جدا في إحصاء نقاط ضعفنا، لكن عند الاعتراف بمييزاتنا وقدراتنا، نصبح أسوأ ما نكون.
ويؤكد هذه المقولة أيضا الطبيب النفسي «جون دافي»، بأن أغلب الناس لا يستطيعون رؤية نقاط القوة لديهم، ويميلون إلى التمسك بالوساوس التي تخبرهم بأنهم أشخاص بلا قيمة.
واستطاع الدكتور «دافي» مساعدة مرضاه على رؤية نقاط قوتهم، عندما طلب منهم أن يكتبوها، قائلا: «إذا كنت تواجه وقتا عصيبا ولا ترى نفسك شخصا ذا قيمة، فعليك بكتابة أحد نقاط القوة التي تتمتع بها، كل يوم. ولا تصعب الأمر على نفسك، فيمكنك كتابة الصفات البسيطة للغاية، مثل كونك شخصا عطوفا. فذلك سيساعدك على رؤية بعض الصفات الحسنة التي تتجاهلها».
كما يقترح «دافي» أن تضع قائمة بكل الصعاب التي استطعت التغلب عليها، أو الأهداف التي حققتها، أو علاقاتك الناجحة، أو حتى اللحظات التي عشتها بشكل أفضل. وأعد قراءة هذه القائمة والإضافة عليها من حين لآخر».
سامح نفسك
يقول الدكتور «هواس» إن أخطاء الماضي من أكثر الأشياء التي تمنعنا من التصالح مع النفس. لكن لا شيء يمكننا فعله حيال ذلك سوى التعلم من الأخطاء والمضي قدما، وأن نتقبل حقيقة أننا لا يمكننا تغيير الماضي، لكن بإمكاننا بذل المزيد من الجهد لتطوير أنفسنا.
ويضيف: «في تلك اللحظات التي تسترجع فيها ماضيك وتبدأ في الندم، لا تلُم نفسك، بل تذكر أنك وقتها اتخذت أفضل قرار مقارنة بالمعلومات والخبرات المتاحة أمامك. فهذا هو الخيار الأفضل لكي تتجاوز الأمر».
اقرأ أيضا⇐«4 فيديوهات لـ Tedx تساعدك على الثقة في النفس»
سيطر على الناقد الداخلي
كثير من الناس يربطون نقدهم الذاتي بأسباب منطقية، ويعتقدون أن هذا الصوت الداخلي دائما ما يتحدث بالحقيقية، وهو ما يجعلهم يقسون على أنفسهم أكثر، ويضعونها في مكانة أقل، هذا ما توضحة الطبيبة النفسية «جويسي مارتر».
وتضيف: «يجب أن تتعلم كيفية السيطرة على انتقادك لنفسك، وإقناعها أنك مجرد إنسان يخطيء ويصيب، وأن الجميع يقعون في مثل هذه الأخطاء، وأنك تفعل الأفضل بقدر ما تستطيع».
وتتابع: «أخطاؤنا وعدم مثاليتنا، ليست سيئا، ولا تعد حتى فشلا، لكنها جزء من إنسانيتنا، وتعتبر فرصة للتعلم وتطوير أنفسنا».
اختر أصدقائك
تخبرك الدكتورة «مارتر» أنك إذا كنت تقضي معظم وقتك مع أشخاص يصدرون لك صورة سيئة عنك، فسيكون من الصعب عليك كثيرا تقبل نفسك كما هي.
فعندما ينتقدك الناس باستمرار، لن ترى نقاط القوة بداخلك، مقارنة بقضاء الوقت مع الأشخاص الذين يدعمونك ويساعدونك على رؤية صفات الحسنة. وهذا يختلف تماما عن الأشخاص المجاملين. لكن هؤلاء الذين يساعدونك على رؤية صفات الحسنة مع تطوير نفسك وتقبلها بكل مميزاتها وعيوبها.
أحلام الماضي
كثير من مشاكلك مع نفسك، تكون بسبب أنك لا تغفر لها تلك الأحلام التي لم تستطع تحقيقها، مثل أحلام الطفولة والشباب التي كنت تريد تحقيقها، لكنك لم تنجح في ذلك.
اقرأ أيضا⇐«التوتر مفيد للصحة.. طيب إزاي؟»
يقول «هواس» إن هذه الأحلام مثل رغبتك في أن تصبح لاعبا رياضيا، أو تجني الكثير من الأموال، أو حتى النجاح في علاقتك العاطفية، أو تكوين أسرة كبيرة؛ أو أيا كانت يجب أن تتوقف عن الحداد على الأحلام الضائعة، وأن تقنع نفسك بأنك فعلت أفضل ما في الإمكان.
النية
وأخيرا قبل أي شيء، فإن تقبلك لنفسك يعتمد على النية، بمعنى نيتك أن تخرج من دائرة اللوم والعتاب وعدم ثقتك في قدراتها، كما يقول الطبيب النفسي «جيفيري سامبر». فذلك سيحقق لك السلام النفسي والثقة، وسيساعدك على تطوير نقاط ضعفك، بعكس حالتك وأنت تقلل من شأنك.
المصادر: