لماذا نحب الموسيقى وكيف نتفاعل معها؟

لماذا نحب الموسيقى وكيف نتفاعل معها؟

عندما تستمع إلى الموسيقى لا يعود عقلك كما كان من قبل، فالموسيقى تغير كيمياء المخ، بمعنى أنك لن تعود ترى الأمور وتتفاعل معها بنفس حالتك قبل الاستماع إليها.

لا يقتصر تأثير الموسيقى على شعورك بالسعادة أو الاسترخاء، لكن الأمر أبعد من ذلك بكثير، فنظرتك للأمور وحتى فهمك للأشخاص من حولك ستتغير تماما.

وفي السطور القادمة يوضح لك «شبابيك» كيف تغير الموسيقى من حالتنا العقلية، ومناطق تأثيرها علينا.

تغيير كيمياء المخ

الاستماع إلى الموسيقى يحسن وظائف المخ، ويزيد إفراز هرمون «الدوبامين» المعروف بهرمون السعادة، وهو المسؤول عن الشعور بالمتعة الذي يحدث تناول الشوكولاتة أو بلوغ النشوة الجنسية أو الجري السريع.

وأما عزف الموسيقى مع الآخرين، فيساعد المخ على إفراز هرمون «الإكسيتوسين»، والذي يعرف بهرمون الثقة، لأنه يساعدنا على الإحساس بالدعم والسند والثقة في الآخرين، ما ينعكس على حالتنا النفسية وسلوكنا الاجتماعي بالإيجاب.

فهم تعبيرات الوجه

تختلف استجابة المخ لنوعية الموسيقى التي نسمعها، سواء كانت حزينة أو سعيدة. وقد كشفت إحدى الدراسات أن نوعية الموسيقى تؤثر على فهمنا لتعبيرات الوجه المحايدة. فبعد الاستماع لمقطوعة موسيقية، وجد الباحثون أن المشاركين في الدراسة يفسرون تعبيرات الوجه المحايدة وفقا لنوعية الموسيقى التي استمعوا إليها.

ولم يقتصر الأمر على تأثير نوعية الموسيقى على الطريقة التي يفسر بها العقل التعبيرات المحايدة، بل شملت نماذج مختلفة من تعبيرات الوجه. لكن كان الأمر أكثر وضوحا مع التعبيرات المحايدة. كما تؤكد الكاتبة «بيللي بيث» بموقع «Lifehacker».

هناك أيضا إحدى النقاط المثيرة حول كيفية تفاعل عقولنا مع الموسيقى. فالمخ يستطيع فهم مقطوعة موسيقية دون أن ينقل نفس إحساسها، هذا يفسر لماذا يستطيع البعض الاستمتاع بالموسيقى الحزينة، دون أن ينتقل إليهم الشعور بالحزن أو الإحباط.

الضوضاء المحببة

كثير منا يفضلون الموسيقى الحماسية، عندما يؤدون بعض الأعمال، خاصة التي تتطلب مجهودا بدنيا. لكن عندما يأتي الأمر للعمل الإبداعي، فالموسيقى الصاحبة قد لا تبدو الخيار الأفضل.

وقد اتضح من خلال التجارب، أن الموسيقى المعتدلة، هي الأفضل للعمل الإبداعي، مقارنة حتى بالموسيقى الهادئة للغاية أو المنخفضة. فتلك الضوضاء المحببة التي تأتي لنا من الخلفية بينما نقوم ببعض الأعمال، ترفع مستوي الإبداع بشكل كبير جدا.

الموسيقى المعتدلة تساعد أيضا على التعامل مع المهام الصعبة والعمليات المجردة، وتجعلك أكثر إبداعا، وفقا لـ«بِيث».

ويقول العلماء إن الموظفين الذين سمح لهم بالاستماع إلى موسيقاهم المفضلة، فكان آدائهم للمهام أفضل واختيارهم للأفكار أفضل، مقارنة بالموظفين الذين لم يختاروا الموسيقى التي يستمعون إليها.

تكشف عن شخصيتك

تقول الكاتبة «بيللي بِيث» إن نوعية الموسيقى التي تستمع إليها، قد تعطي بعض التوقعات عن شخصيتك. ففي دراسة أجريت على شخصين مرتبطين، يسعون للتعرف أكثر على بعضهما، وجدت أن استماعهما للموسيقى والأغاني المفضلة عند كل منهما، مكنت كل منهما من إصدار توقعات حول شخصية الآخر.

وكشف الدراسة أيضا أن عادات الاستماع، كانت الأكثر إفصاحا عن بعض السمات الشخصية، مثل الخبرات، والمرح والاستقرار العاطفي. بينما كانت بعض السمات الشخصية الأخرى صعبة التوقع بناء على الذوق الموسيقي.

العلاج بالموسيقى

العلاج بالموسيقى يبدو أشمل بكثير من استخدام الموسيقى لتحسين الحالة النفسية.  وفيه تستخدم الموسيقى لعلاج المشاكل النفسية والاجتماعية، وكذلك تحسين القدرات العقلية والبدنية. بعد تحديد نقاط القوة والضعف في كل مريض.

ولا يقتصر العلاج بالموسيقى على الاستماع فقط، فهو يشمل الاستماع والغناء والرقص، وكذلك صناعة الموسيقى وكتابة الأغاني. ويتم كل هذا من خلال معالجين مختصين ومحترفين، يكونون حاصلين على الأقل على بكالوريوس في العلاج بالموسيقى.

ويوفر العلاج بالموسيقى الدعم النفسي للمرضى، وفرصة للتعبير عن مشاعرهم، خاصة لهؤلاء الذين يجدون صعوبة في التواصل مع الآخرين والتعبير عن أنفسهم. وفقا للجمعية الأمريكية للعلاج بالموسيقى.

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال