هل من الممكن أن تكون لطيفا «بزيادة»؟

هل من الممكن أن تكون لطيفا «بزيادة»؟

من الممتع أن يكون صديقك أو شريك حياتك لطيفا، لكن ما هو الحال إن كنت أنت لطيفا «بزيادة»؟ الأستاذة بجامعة ماساتشوستس والحاصلة على دكتوراة في علم النفس سوزان كرايسيس تحذرك من أن هذه الصفة قد تسبب لك مشاكل نفسية واجتماعية كثيرة.

تشرح «كرايسيس» -في مقال لها بموقع Positive Psychology- التركيبة النفسية للأشخاص اللطفاء بشكل زائد عن الحد، وتقول إن هذا يظهر في ست صفات أساسية وهي:

  • الثقة الشديدة بمن حولهم.
  • سهولة التعامل معهم.
  • يفضلون الآخرين على أنفسهم.
  • يسهل إرضاءهم.
  • متواضعون.
  • يشعرون بالتعاطف مع الآخرين.

وتقول إن الأشخاص اللطفاء يكونون شركاء أفضل في المستقبل، ولن يحتاج شركاؤهم أن يبذلوا مجهودا كبيرا لإرضاءهم.

لكن هذه الصفات قد تكون نقمة على أصحابها، وتتسبب لهم في كثير من المشاكل النفسية والاجتماعية أيضًا؛ لأن هؤلاء الأشخاص غالبًا ما يحاولون تجنب المشاكل والصراعات مع من حولهم، بحسب «كرايسيس».

يحكي علي عوض، 25 سنة، وهو شخص معروف بالطيبة الشديدة بين أصدقاءه: «أنا مش بحب أحرج حد، وبخاف على مشاعر الناس، مثلا حصل موقف في مناسبة اجتماعية، كنا كذا واحد واقفين مع بعض وفي أحد الأشخاص معروف برخامته، لما وقف معانا كل اللي واقفين مشيوا وسابوه، بس أنا مرضيتش أحرجه وفضلت واقف معاه، رغم أني من جوايا متضايق».

ويضيف «مثلا لو أختي وأمي متخانقين وأنا شايف أن أختي هي الغلطانة، مش هروح أواجهها على طول، لكن هحاول أهدّيهم هما الاتنين، مع أن من جوايا عايز أقولها أن أنتي الغلطانة، بس مش بعرف».

في العلاقات، يعاني الشخص المسالم من كبت ما بداخله من اعتراضات على تصرفات شريكه، وكذلك عدم البوح برغباته إذا كانت متعارضة مع رغبات الطرف الآخر، وهذا مع الوقت يجعله غير سعيد ويهدد استمرارية العلاقة، وفي وقت ما ستنفجر تلك المشاعر المكبوتة بشكل قد يدمر العلاقة تمامًا.

أما في بيئة العمل، فإن هذه الصفات تعتبر سلاحا ذا حدين، فهي تفيد في بناء بيئة عمل إيجابية وقوية، لكنها أيضًا قد تتحول إلى استغلال من المدراء والزملاء أحيانًا. فالشخص اللطيف سيحاول إرضاء من حوله بكل الطرق؛ حتى لو كان على حساب نفسه.

تقول سلمى حسين، 23 سنة، «أنا مبحبش أحرج حد أو أزعله، وأوقات كتير باجي على نفسي، واتقبل هزار تقيل من الناس عشان ماحرجهمش.. بحاول أوفق ما بين إني أقف جنب صحباتي لما يكونوا محتاجينلي وبين المسؤوليات المطلوبة مني في البيت، مع أن صحابي نفسهم مش بيعملوا كدا معايا».

تنصح «كرايسيس» الأشخاص اللطفاء بشكل زائد عن الحد بالتفكير في أنفسهم بجانب التفكير في مشاعر الآخرين، وأنه من الجيد إرضاء الآخرين، لكن من الصعب إرضاء الجميع، فهذا شيء مستحيل.

وتقول أنه: «من الضروري أن يعبر هؤلاء الأشخاص عن مشاعرهم بطريقة ملائمة، حتى لو كانت ستغضب البعض، لأن كبت المشاعر والأفكار لا يفيدهم أبدًا بل يضرهم بشكل كبير، ومهما حاولوا كبت مشاعرهم فإنها ستتراكم وتخلق مشاكل نفسية كبيرة جدا في المستقبل، كما أن الثقة في الآخرين مطلوبة لكن بشكل معقول».

المصدر 

البنات

8-أخطاء صح

منة مدحت

منة مدحت

صحفية ومترجمة مهتمة بالكتابة في ملف العلاقات والثقافة الجنسية