كيف يجعلنا التنوع والاختلاف أكثر ذكاءً؟

كيف يجعلنا التنوع والاختلاف أكثر ذكاءً؟

هل تتضايق عندما تجد من حولك ليسوا مثلك؟.. هل تريد دائمًا أن تكون في بيئة مألوفة وأن يكون الأفراد فيها شبهك في كل شيء؟.. لو كنت كذلك فربما عليك الآن أن تغير رأيك.

أجرى كثير من علماء النفس والاجتماع، والاقتصاديين والديموغرافيين أبحاثا حول تأثير التنوع والاختلاف (الثقافي، والعرقي، والجنسي) على الأفراد وكيف أن الأفراد في الجماعات المتنوعة تكون أكثر إبداعًا من الجماعات التي يتشابه أفرادها.

وأول شيء ينبغي أن نعرفه عن التنوع هو أنه من الممكن أن يكون صعبًا على أفراده، وحتى في بلد الحريات وتقبل الآخر (الولايات المتحدة) قد يحدث كثير من المشاكل بسبب الاختلاف العرقي أو الديني.

الاختلافات الثقافية أو الدينية تعني عدم توافق بين الأشخاص وبالتالي قد تتسبب في كثير من النقاشات والصراعات والمشاكل.

ماذا نستفيد من الاختلاف إذا؟

نحتاج الاختلاف إذا أردنا أن نخلق فريق عمل مبدع، فالتنوع يحفز التفكير الإبداعي.

الأمر كله يدور حول المعلومات، عندما يجتمع أشخاص لحل مشكلة ما فإن كل فرد منهم يستدعي مخزونه من المعلومات والأفكار والخبرات السابقة، وبالتالي يسهم كل فرد باختلافه الفكري، والديني، والثقافي بأفكار مختلفة عن الآخر تساهم في حل المشكلة، مثلا: مهندس ذكر ومهندسة أنثى سيكون لديهم آراء مختلفة حول إمكانية حل مشكلة ما.

المتخصص في إدارة الأعمال بجامعة ماريلاند كرستيان ديزو، وديفيد روس بجامعة كولومبيا، أجريا دراسة استمرت من 1992 حتى 2006 حول تأثير التنوع الجنسي في الشركات الكبرى من مجموعةStandard & Poor’s Composite 1500 list وهي مجموعة شركات تمثل إجمالي الشركات الأمريكية المساهمة.

وقد وجدا أن زيادة نسبة النساء في المناصب الإدارية زاد من أرباح تلك الشركات بمقدار 42 مليون دولار، وأن الشركات التي شاركت النساء في اتخاذ القرارات فيها حققت معدلات نجاح أعلى.

ولخص «ديزو» دراسته بالقول إنه: «عندما نسمع آراء وتجارب الآخرين المختلفين عنا، فإن هذا يشجع العقول سواء عقل المتحدث أو المستمع على أن يفكر في أبعاد جديدة ومختلفة لم يسبق له التفكير فيها».

وفي عام 2004 أجرى أستاذ الدراسات العليا بجامعة ستانفورد أنتونيو ليسينج دراسة تقوم على تقسيم الأفراد المشاركين فيها إلى مجموعات مختلطة من ذوي البشرة السوداء والبيضاء، وطلب منهم الحديث حول المشاكل والصراعات التي يمرون بها.

ولاحظ أنه عندما يحكي أحد أصحاب البشرة السوداء مشكلته على مجموعة من أصحاب البشرة البيضاء فإن الحديث يختلف عما إذا كان يحكي لأفراد من نفس عرقه، حيث يسهب أكثر ويحاول توضيح وجهة نظره لكي يفهموه.

وفي دراسة آخرى أجراها أستاذ الإدارة بجامعة إلينوي روبرت لوينت على 186 فردا (بعضهم مؤيد للحزب الديموقراطي وآخرون للحزب الجمهوري) طلب منهم حل لغز جريمة قتل وتحديد من ارتكبها، وقيل للمشاركين أن كل فرد سيتناقش مع فرد آخر حول رأيه في الجريمة.

النتيجة كانت أن الديمقراطيين الذين قيل لهم أنهم سيتناقشون مع ديمقراطيين آخرين مختلفين معهم في الرأي كان اهتمامهم بتحضير خطاباتهم وفحص أدلتهم أقل من اهتمام الديموقراطيين الذين قيل لهم أنهم سيتناقشون مع جمهوريين مختلفين معهم في الرأي.

الخلاصة أنه عندما يتواجد أفراد من ثقافات مختلفة سويًا، فإن الاختلاف الثقافي يجعل الأفراد يتوقعون وجود اعتراضات من الآخرين على عكس ما يحدث إذا كان الجميع متشابهين ومتفقين مع آراء بعضهم البعض، وهذا ما يجعل الاختلاف بالرغم من سلبياته فإنه إذا احترم كل فرد اختلاف الآخرين عنه وحاول أن يستفيد من هذا الاختلاف ستقل النزاعات والخلافات ويتمكن هؤلاء الأفراد من الوصول لهدفهم.

المصدر 

اخترنا لك: مش كلة عرق الصيف

منة مدحت

منة مدحت

صحفية ومترجمة مهتمة بالكتابة في ملف العلاقات والثقافة الجنسية