التأجيل خسرنا كتير... اعرف أضراره وإزاي تواجهه

التأجيل خسرنا كتير... اعرف أضراره وإزاي تواجهه

في عام 2014، حاول اثنان من الأساتذة البريطانيين معرفة ماذا يحدث عندما يتأخر الطلاب في تسليم الأبحاث المطلوبة منهم، والنتيجة كانت مفاجئة إذا علمها الطلاب ربما لا يأجلوا مرة آخرى في حياتهم.

«دايفد أرنوت» و «سكوت داكو» حددوا عينة المؤجلين بأنهم الذين ينتظروا حتى أخر ميعاد للتسليم حتى يسلموا أبحاثهم، وتتبعوا سلوك 777 من الطلاب لديهم في كلية إدارة الأعمال، وكان لدى هؤلاء الطلاب فرصة 4 أسابيع أو أكثر لكي يسلموا أبحاثهم، فقط 100 منهم سلموا الأبحاث قبل الموعد المحدد، بينما الباقين 669 طالب فضلوا الانتظار حتى اليوم الأخير للتسليم، أي حوالي 86% منهم يؤجلوا.

في دراسة مختلفة عام 1984 في جامعة «فيرمونت»، كانت النتيجة أن 46% من الطلاب يقوموا بتأجيل تسليم الأوراق المطلوبة حتى اللحظة الأخيرة.

وفي نهاية الدراسة بدأ «أرنوت» و«داكو» يلاحظا وجود علاقة ما، وهي أن الطلاب كلما تأخروا عن تسليم الأوراق كلما كانت درجاتهم أقل بشكل عام، ليس في تلك المادة بالتحديد وإنما في معظم المواد، وأن الدرجات تكون أقل كلما تأخر الطالب بمقدار ساعة وهكذا. وهذا يعني أن من يسلموا أوراقهم في أخر الوقت تمامًا هم أصحاب أسوء العلامات على الإطلاق.

ما تأثير التأجيل على سعادتك؟

الكثير من الدراسات أثبتت أن التأجيل بشكل مستمر يؤثر على سعادتك بالسلب. والمجموعة البحثية الخاصة بدراسة آثار التأجيل المستمر على حياة الأفراد و وجدوا حوالي 70% من الأفراد الذين يعانوا من تلك المشكلة يكونوا أقل سعادة من الأفراد الذين لا يعانوا منها.

التأجيل باستمرار قد يدمر علاقات بأكملها، وقد يتسبب في ضياع كثير من الفرص، هذا إلى جانب أسوء شيء فيه وهو الشعور بالندم بعد مرور الموعد النهائي أو بعد مرور الوقت المناسب للقيام بهذا الشيء.

التأجيل يبدأ بالأمل في القيام بشيء ما في وقت لاحق، ثم يتحول إلى قلق وضيق وتأنيب للضمير وينتهي بالشعور بالندم.

ماذا تعرف عن التأجيل؟ 

التأجيل هو تأخير القيام بشيء ما عليك القيام به أو تجنب إنهاء شيء ما أنت تعرف أن عليك إنهاءه. تحاول أن تقنع نفسك أنك ستقوم بهذا الشيء في وقت ما لاحق، ولكنك لا تحدد هذا الوقت ولا تهتم بتحديده.

اقرأ أيضًا⇐  لماذا نؤجل؟.. قرينك البدائي «ريكس» يفسد عليك حياتك

الخبراء يقسموا التأجيل إلى نوعين: تأجيل اتخاذ القرارت و تأجيل القيام بأفعال ما، وأكثر المجالات التي نؤجل القيام بخطوات أو أفعال جدية فيها هي:

1- التعليم، رأينا كم أن التأجيل يضر بدرجات الطلاب، وقد يكون التأجيل بسبب أن أحدهم اعتاد هذا من الصغر، حيث يصفه المعلمون والزملاء بأنه بطيء التعلم أو الفهم، فيصدق هذه الصفة وتظل معه حتى الكبر.

2- الحياة العملية، غالبًا أنت تعرف أحد أصدقاءك ممن لديهم الرغبة في تغيير مهنته الحالية ولكنه ليس لديه الشجاعة الكافية للقيام بذلك فيقوم بتجنب اتخاذ هذا القرار ويتحجج بأن الآن ليس الوقت المناسب.

3- الصحة، كم ساعة من يومك تعطيها لصحتك؟ أو كم يوم في الأسبوع تقرر أنك ستمارس رياضة ما حتى لو لمدة قصيرة؟ .. إننا جميعًا لدينا مشكلة في تأجيل اتخاذ خطوات تحسن من صحتنا، مثل تأجيل الذهاب لطبيب الأسنان أو طبيب العيون، بأن تقنع نفسك أن الأمر بسيط ولست بحاجة لزيارة طبيب، أو أنك ستقلع عن عادة التدخين لكن ليس الآن.

كيف تتغلب على تلك المشكلة؟

بداية عليك أن تكون على دراية بتأثيرها السلبي على حياتك وأنك بحاجة لحلها، لأن أول الحلول لأي مشكلة هو أن تعرف بوجودها وتذكر نفسك بتأثيرها عليك حتى يكون لديك الدافع للتغيير.

1- تجنب

التأجيل دائرة مغلقة بمجرد دخولك فيها ستحتاج مجهود كبير للخروج منها، لذا فإن أفضل شيء للقيام به هو أن تتجنب دخول تلك الدائرة من الأساس، في تلك اللحظة التي ستقوم  بتأجيل شيء ما، ادفع نفسك دفعًا لأن تقوم بهذا الشيء الآن بدلًا من تأجيله أو أن تضع لنفسك وقت محدد للقيام به وتلتزم بهذا الوقت.

2- استعن بأصدقاءك 

أطلب ممن حولك أن يشجعوك وأن يساعدوك على التخلص من التأجيل بأن يلحوا عليك في القيام بشيء ما، الأمر سيختلف كثيرًا إذا كان أحدهم يتابع معك خطوات حل المشكلة.

3- راقب تقدمك

إذا كنت قد قررت بالفعل أن تتخلص من مشكلة التأجيل فإنها لن تنتهي بين يوم وليلة، ستحتاج لنفس طويل لكي تتابع تقدمك وتحسنه، حتى لو باتخاذ خطوات بسيطة فإن المشكلة ستُحل بالتدريج وباستمرارية تلك الخطوات البسيطة.

المصدر 

12919719_1864653123761615_1584859560333822088_n

12963901_1864653120428282_2540077885626712570_n

منة مدحت

منة مدحت

صحفية ومترجمة مهتمة بالكتابة في ملف العلاقات والثقافة الجنسية