أصل «شم النسيم».. واشمعنى البيض الملوّن والفسيخ؟

أصل «شم النسيم».. واشمعنى البيض الملوّن والفسيخ؟

الاحتفال بشم النسيم ارتبط ببداية الربيع، ولأنه الموسم الذي تزدهر فيه النباتات، أصبح الربيع رمزًا بعودة الحياة من جديد، بعد موسم ثقيل من الشتاء تتساقط في أوراق الأشجار.

الشعب المصري قديما ارتبطت حياته بالكامل بالبعث بعد الموت، وتجدد الحياة مرة أخرى، فكان عيد شم النسيم من أهم الأعياد الفرعونية على الإطلاق، له طقوس خاصة تُمارس في المعبد ووسط الطبيعة، ويشارك فيها الفرعون بنفسه.

احتفل المصريون القدماء في هذا اليوم بالإله أزوريس، إله البعث، وهو أيضا إله الحساب والحياة الأبدية بعد الموت، والذي يرونه متجسدًا في ازدهار النباتات مرة أخرى في موسم الربيع.

توقيت الاحتفال

الاحتفال بشم النسيم يرتبط ببداية موسم الحصاد، حيث قسم المصريون القدماء فصول السنة إلى ثلاثة فصول ارتبطت بطبيعة الزراعة في مصر، وليست أربعة فصول ، هي «آخن» وهو شهر الفيضان الذي يغمر فيه الأرض، و«برت» وهو موسم البذر بعد انحسار مياه الفيضان، و«شمو» وهو موسم الحصاد، والذي يحتفلون فيه بالربيع ونمو المحاصيل واستعدادها للحصاد.

عند شعوب العالم الأخرى مثل العراق وفارس، كانت أعياد الربيع توافق الاحتفال برأس السنة. لكن عند المصريين كان الأمر مختلفًا، فالاحتفال برأس السنة، يوافق بداية موسم الفيضان، الذي يمهد الأرض للزراعة، ليحتفلون ببداية موسم الحصاد في شم النسيم.

احتفالات الربيع

تسمية شم النسيم

هناك أقاويل كثيرة حول أصل هذه التسمية، منها أنها ليست كلمة عربية، ولكن مأخوذة من الكلمة الفرعونية «شمو إن سيم» كلمة «شمو» بمعنى بستان، وكلمة «سيم» بمعنى الزرع، و«إن» معناها في اللهجة العامية «بتاع»

التفسير الآخر هو أن «شم النسيم» مأخوذة من كلمة «شمو» أو «شموش» والتي تعني يوم الخلق. وعندما دخل العرب مصر، كانت أقرب تسمية عربية للأصل الفرعوني لهذا العيد هي شم النسيم.

لكن تبدو التسمية الأكثر منطقية هي أن «شم النسيم» مشتقة من كلمة «شمو» وهو اسم موسم الحصاد.

شم النسيم 3

مأكولات شم النسيم

جميع المأكولات التي نتناولها اليوم في شم النسيم لها رموز تتعلق بفكرة تجدد الحياة وإعادتها مرة أخرى.

الفسيخ: يرمز إلى عملية «تحنيط الموتى» ثم عودتهم للحياة مرة أخرى. هناك تفسير آخر بأنه يرمز إلى النيل والحياة التي يمنحها للمصريين.

البيض الملون: كان المصريون القدماء ينقشون أمنياتهم وصلواتهم على البيض، ويضعونه في سلال من سعف النخيل، حتى يستجيب الإله لدعواتهم عندما تشرق شمس «شم النسيم». وكان البيض يرمز لخروج الحياة من الجماد.

شم النسيم 2

الخس: لأن شم النسيم مرتبط بموسم الحصاد والخصوبة، تناول المصريون الخس في هذا اليوم، لاعتقادهم أنه يزيد الخصوبة وفرص الإنجاب.

البصل الأخضر: يقال أن رائحته النفاذة تساعد على طرد الشياطين والأرواح الشريرة. أما الأسطورة الثانية فتعود إلى أن أحد الفراعنة أغمي عليه، وأوصى أحد الأطباء بأن يشم ثمار البصل، فأفاق بعد ذلك، وكأنه عاد للحياة مرة أخرى.

وأخيرًا رغم أن عيد الربيع هو عيد ديني في الأصل، إلا أنه أصبح في العصر الحديث من أهم الأعياد التي تجمع جميع الطوائف والديانات. فقد اختفى مدلولة الديني مع الزمن، وظل الناس يحتفلون ببهجة الربيع وعودة الحياة للنباتات ونشاط الطيور بعد بياتها الشتوي.

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال