قبل الدخول.. تعرف على قصص 5 من أبواب القاهرة
القاهرة مدينة محظوظة لأنها جزء من التاريخ. ملوك يأتون وأمراء يرحلون، وكل منهم يضع بصمته، حتى شكلوا تلك اللوحة الفنية المعروفة بقاهرة المعز.
أماكن حفرت مكانها في نفوسنا وذاكرتنا، ونسمع عنها الحكاوي التي تسحبنا لعالم من الخيال.. باب زويلة، بمشانقه المعلقة، وباب الفتوح وحكايات النصر والهزيمة.. وباب الشعرية بحكاياته الشعبية العريقة، وغيرها من الأماكن.
لكن هل فكرت يومًا ما قصة هذه الأماكن ولماذا أخذت هذه الأسماء العجيبة؟ تعالوا بنا في رحلة عبر الزمن لنتعرف على قصص 5 من أبواب القاهرة في السطور التالية.
باب زويلة
امتزج باب زويلة بذاكرة المصريين وحكاياتهم الشعبية. فبعد أن بناه جوهر الصقلي القائد الفاطمي ليدخل منه الخليفة المعز أول مرة عام 355 هجرية، وقد أخذ مكانة التقديس، فالسقيم العابر منه يُشفى والعاقر تحمل، والمحتاج تقضى حاجته.
كما ارتبط بلحظات هامة في ذاكرة المصريين، فهو الباب الذي عُلقت عليه رسل هولاكو قائد التتار عندما أتوا مهددين مصر. وأعدم عليه طومانباي آخر سلاطين المماليك على يد سليم الأول، لضم مصر للدولة العثمانية.
لكن هذا الباب الذي عرف باسم باب زويلة، اتخذ تسمية أخرى عند العامة، وهي «بوابة المتولي» فقد اتخذ متولي الحسبة الذي كان يحصل الرسوم عند الدخول للقاهرة. أو متولي الشرطة، مقره قرب باب زويلة، لذلك كان المكان المفضل لتنفيذ أحكام الإعدام.
أما تسمية باب زويلة فيقال أنها تعود لقبيلة من البرابرة التي ساعدت في بناء الباب بعد فتح الفاطميين لمصر.
اقرأ أيضا⇐«حكاية يوم الفاصوليا في اليابان وخطأ المواقع المصرية»
باب الفتوح
باب الفتوح هو البوابة الشمالية للقاهرة، ويقع في بداية شارع المعز. وكان الباب التي تخرج الجيوش منه للفتح، وتعود منتصرة لتدخل من باب النصر، وهناك ممرات وسراديب تصل بين البابين، سواء من فوق السور أو تحت الأرض.
يتكون الباب من برجين مستديرين بأعلاهما غرفة دفاعية، ترمى منها السهام على الأعداء. ويُروى أن الفتحات في أعلى الباب كانت تصب منها الزيت المغلي أو السوائل الحارقة على الأعداء الذي يحاولون اقتحام المدينة.
اقرأ أيضا⇐«اكسر قوقعتك وسافر شوف الدنيا»
باب النصر
بناه أول مرة القائد الفاطمي جوهر الصقلي، وكعادة جميع أبواب القاهرة فقد أعاد بناءه الوزير بدر الجمالي وغير مكانه الأصلي.
باب النصر هو البوابة التي تدخل منها الجيوش المنتصرة ويقع في الجنوب من باب الفتوح. ولعل هذا ما دفع بدر الجمالي إلى تغيير اسمه لباب العز، لكن المصريين تمسكوا بالتسمية القديمة.
وعلى عكس باب زويلة وباب الفتوح يتكون باب النصر من برجين مستطيلين. ويبدو الهدف من هذا الباب في النقوش المرسومة عليه، والرموز الحربية مثل الدروع والسيوف.
ارتبط باب النصر والفتوح معًا بالأحداث الهامة، القوافل الحاملة لكسوة الكعبة والحجاج كانوا يخرجون من باب الفتوح ويرجعلون مهللين من باب النصر. السلطان العثماني سليم الأول دخل مصر من باب النصر ليعطي رسالة لآخر سلاطين المماليك في مصر طومان باي بأنه هو المنتصر.
باب الشعرية
لم يتبقَ من الباب غير اسمه وذلك الحي الشعبي العريق المجاور له. باب الشعرية هو أحد أبواب السور الشمالي للقاهرة بناه بهاء الدين قراقوش، وزير صلاح الدين الأيوبي.
لا أحد يعرف بالتحديد لماذا سمي بباب الشعرية، لكن هناك رواية تقول إنه نسبة لقبيلة من البربر سميت ببني الشعرية وسكنت هذا الحي، على غزار تسمية باب زويلة. ويقال نسبة للقطب الصوفي عبد الوهاب الشعراني.
باب اللوق
على عكس الأبواب السابقة، لم يقام أي باب بمنطقة باب اللوق من قبل، بل كانت هذه المنطقة جزءا من النيل، ومع مرور مئات السنين بدأ مسار النيل يتحول تدريجيًا، لكن مياه الفيضان استمرت في غمر تلك الأرض.
ويقال أن كلمة اللوق كانت تعني بالعامية الأرض اللينة، وبعد أن انحسرت مياه الفيضان أصبحت تلك المنطقة مقصدًا للأمراء لخصوبتها وليونتها الشديدة، وسهولة زراعتها. فأقاموا فيها فيها البساتين والملاعب الخاصة بهم.
ويقال أن بوابة بستان الملك الصالح نجم الدين أيوب كان تطل في تلك المنطقة فسميت باب اللوق.
اقرأ أيضا⇐«بوابات السماء والموت والجحيم.. أساطير واقعية»
⇓نرشح لك⇓