الحريرة والعواشر والقرنقعوه.. هذه عادات العرب في رمضان

الحريرة والعواشر والقرنقعوه.. هذه عادات العرب في رمضان

هلَّ شهر رمضان وهلّت معه العادات المميزة لكل شعب، وخاصة عادات الشعوب العربية التي تختلف من بلد لآخر، وأغلبها لا يوجد له علاقة بشريعة الإسلام أو سنة النبي (ص) أو عُرف عن الصحابة، ولكنها عُرفت على مدار سنوات وأصبح أهلها يعتبرونها طقس لابد منه لا يستقيم شهر الصوم بدونه.

بقليل من البحث نتبين أنه لا علاقة بين رمضان والفوانيس، وإنما هي عادة اعتدناها بمرور الزمان بدأت عندما قرر أحد الخلفاء الفاطميين أراد أن يجعل كل شوارع القاهرة مضيئة طوال ليالي رمضان، فأمر شيوخ المساجد بتعليق فوانيس على كل مسجد وتتم إضاءتها بالشموع، كما أن عادة تناول الحلويات من كنافة وقطايف التي يقال أنها صنعت أصلًا للخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك أو الخليفة معاوية بن أبي سفيان.

 وفيما يلي عدد من عادات العرب الغريبة خلال شهر رمضان:

الأردن والإفطار بعد التراويح

على غير العادة فإن الشعب الأردني لا يتناول إفطاره بعد آذان المغرب، وإنما يفضل الأغلبية أن يقوموا أكل التمر وشرب العصائر، ويؤجلوا وجبة الإفطار الدسمة لما بعد صلاة العشاء أو صلاة التراويح ليكونوا انتهوا من الفروض الدينية ولتكون المعدة قد تهيأت لتناول الطعام بعد تناول المشروبات بفترة كافية.

المغرب والإفطار على العدس

رمضان المغرب

من أغرب الطقوس الرمضانية في المغرب هي «عواشر المغرب»، حيث يتم ضرب نفير السحور 7 مرات بدلا من مرة واحدة، وهو ما يشبه إطلاق مدفع الإفطار ولكن للسحور، ووقتها يهنئ المغاربة بعضهم قائلين «عواشر مبروكة»، والعبارة تقال بالعامية المغربية وتعنى «أيام مباركة»، بمناسبة دخول شهر الصوم بعواشره الثلاثة: عشر الرحمة، وعشر المغفرة، وعشر العتق من النار.

maxresdefault

فيما تعتبر شوربة الحريرة في مقدمة الوجبات، إذ لا يعتبر كثيرون للإفطار قيمة بدونها، ولذلك بمجرد ذكر شهر رمضان تذكر معه «الحريرة» والتي تتكون من قطع لحم وخضراوات وتوابل وبيض بخلاف العدس والحمص.

قطر وقرنقعوه الأطفال

يحتفل أطفال قطر برمضان بطريقة مختلفة، وهي أن يقوموا بحمل كيس كبير أو شوال ويمروا على البيوت في أيام 13 و14 و15 رمضان يطلبون من أهلها توزيع الحلوى عليهم بمناسة قدوم شهر رمضان وهم يغنون أغنية تسمى «القرنقعوه» وينتهي عادة أول أيام رمضان وقد تمكن كل طفل من تجميع كل ما يحتاج له من حلوى بقية الشهر.

سوريا والكنافة النابلسية

رمضان سوري

تعتبر سوريا أكثر دولة عربية يتحول فيها رمضان إلى موسم للحلوى كل ما تحمل الكلمة من معنى، فكونها من الأساس مشهورة بصناعة الحلويات بل وتصديرها، جعل المأكولات على قائمة ما يميز الرمضان السوري مثل (الكنافة النابلسية والمذلوقة)، وفي سورية أيضا تشتهر التبولة والبطاطس المقلية والفطائر بالسبانخ والكبة النيئة، بالإضافة إلى السنبوسة وحساء العدس المجروش.

أما الأكلة الرئيسة في رمضان فهي فتة المكدوس (وهي من الباذنجان واللحم المسلوق وخبز مقلي ولبن) وفتة المقادم، والفوارغ والقبوات وهي عبارة عن خروف محشو بالأرز واللحم والصنوبر.

وفي السحور، فالطبق الناعم يؤكل عادة وهو عبارة عن رقاقات من العجين ترش عليها دبس العنب والحلويات فالقطايف العصافيري وهي عبارة عن عجينة دائرية تُحشى بالقشطة البلدي ويرش عليها القطر.

الكويت والقريش وجلسة الغبقة

رمضان الكويت

تبدأ الاحتفالات في الكويت بقدوم شهر رمضان في آخر ليلة من شهر شعبان والتي تسمى «يوم القريش»، وتقوم فيه كل عائلة بالذهاب إلى بيت كبير العائلة «العود»، وهم يحملون ما لذ وطاب من الأكلات المتوفرة في بيوتهم للاحتفال بقدوم الشهر الفضيل من ناحية ، وللقاء بقية أفراد الأسرة من ناحية أخرى، وأطلق على هذا اليوم كلمة (القريش) لأن كل أسرة تجود بما لديها من أطعمة ومأكولات بكرم وسخاء وهو ما يعبر عن معنى الكلمة، فالقريش في اللغة تعني السخاء، والبعض الآخر يقول أن أصل كلمة (القريش) هو تصغير لكلمة (قرش) لتدل على صغر الوجبة أو قيمتها المادية، فالقريش هو آخر وجبة يتناولها أهل البيت قبل بداية رمضان ، وهي وجبة مكونة من بقايا الأكل الموجود بالمنزل والذي يفضل أن ينتهي قبل بداية الشهر الجديد.

وخلال الشهر الكريم، عادة ما يلجأ الكويتيون إلى تأخير موعد وجبة الإفطار الرئيسية إلى ما بعد صلاة العشاء وتسمى «الغبقة»، ونظرًا للأهمية التي تحتلها هذه العادة المتأصلة في نفوس الكويتيين، فقد أطلقوا على شهر رمضان تسمية «شهر الغبقات» والغبقة قديمًا كانت عبارة عن وليمة تقام بعد صلاة التراويح للأهل والجيران الذين يذهبون للمباركة بمناسبة الشهر الفضيل، وأكلاتها تتضمن أنواعًا متعددة من المأكولات البسيطة الخفيفة كالنخي والباجلا والهريس والفطائر والكبة والسلطات، إضافة إلى بعض الحلويات الشعبية كالزلابية والمحلبية واللقيمات والتمور، وكذلك مشاريبها تتنوع بين القهوة العربية والشاي والقهوة الحلوة المكونة من زعفران مغلي مضاف له السكر، وشراب اللوز «البيذان».

وبمرور الوقت أصبح للغبقة الرمضانية عادات وتقاليد مختلفة، فباتت الأسر الكويتية تنفق مبالغ باهظة على الغبقات في ليالي الشهر الكريم، سواء داخل المنازل أو بحجز القاعات الفخمة بالفنادق والمطاعم وبذلك أصبحت الغبقات الرمضانية تدخل ضمن اهتمامات المطاعم والفنادق، خاصة وأن الغبقات خرجت من كونها عزائم تقام للأهل والجيران والأصدقاء إلى ولائم تقيمها الوزارات والهيئات الحكومية  والشركات.

لبنان وأكبر فانوس في العالم

من التقاليد الرمضانية في العاصمة اللنانية بيروت، ما يعرف بـ«سيبانة رمضان»، وهي القيام بنزهة على شاطيءء مدينة بيروت تخصص لتناول المأكولات والمشروبات والحلويات في اليوم الأخير من شهر شعبان قبل انقطاع الصائمين عن الطعام في شهر رمضان المبارك، ويقال إن تقليد «سيبانه رمضان» كان في الأصل عملية استهلال لشهر لهلال شهر رمضان، وكانت تسمّى «استبانة».

رمضان لبنان

أما عن الفوانيس، فقد اشتهرت مدينة النبطية في جنوب لبنان، بوجود أكبر فانوس فيها.

مي مصطفى

مي مصطفى

محررة صحفية ومدونة مهتمة بالتنمية البشرية والمجالات الأدبية