من المفيد أن تخسر بعض الأصدقاء.. وهذه أسبابك
الصداقة الحقيقية من أكثر الأشياء التي تشعر الإنسان بالطمأنينة والراحة النفسية، وأن هناك من يدعمه ويقف بجانبه مهما كانت الظروف.
لكن لأسباب عديدة قد نجد أنفسنا فجأة قد خسرنا بعض الأصدقاء أو الكثير منهم.. نشعر بالوحدة ونبدأ في لوم أنفسنا أو إلقاء اللوم على هؤلاء الأصدقاء السابقين.
الأمر لا يستحق كل هذه المعاناة، فهناك أسباب كثيرة لخسارة الأصدقاء أكثر من وجود عيب في شخصيتك أو في أصدقاءك. والأهم أن خسارة بعض الأصدقاء يعتبر شيئًا صحيًّا في أحوال كثيرة.
زحمة الحياة
مرحلة الجامعة هي أكبر فترة نقضيها بصحبة الأصدقاء، لكن بعد التخرج يتغير الأمر تمامًا. وهؤلاء الأصدقاء الذين كنا نراهم بصفة يومية، بالكاد نراهم كل فترة طويلة.
هذا الأمر قد يسبب لك الكثير من المتاعب النفسية، فتشعر أن أصدقائك لم يعودوا يحبونك أو أنهم يتجاهلونك ويبتعدون عنك بمحض إرادتهم.
لكن كل ما يحدث هو أمر طبيعي تمامًا، فبعد التخرج تتغير أولويات الشباب، ويصبح كل همهم هو إثبات أنفسهم في العمل، وبناء مستقبلهم وتوفير المال اللازم للزواج وبدء حياة جديدة.
الغيرة نار يا بنات.. بس ممكن تعملي منها حاجة مفيدة
كل هذه الأمور سوف تأخذ الشاب من أصدقائه وعائلته وحتى نفسه والأشياء الذين يحبنها. هذا الأمر قد يحدث معك أيضًا. لكن ضع في اعتبارك دائمًا أنهم لا يكرهونك وأنك متى اتصلت بهم فسيرحبون بذلك كثيرًا وقد يفرحون لأنك ما زلت تتذكرهم وسط زحمة الحياة.
لا يستحقون وقتك
الحفاظ على الصداقة على المدى الطويل هو عمل صعب، يتطلب الوقت والتفاهم والتضحية وأيضًا إنفاق بعض المال.. وليس جميع أنواع الأصدقاء يستحقون ذلك، حتى لو كانوا أصدقاء منذ الطفولة.
إذا نظرت للأمور بسطحية فسترى أنه من السيء أن تخسر بعض أصدقائك القدامى؛ لكنه في الواقع شيء طبيعي، خاصة إذا ارتبط بنضوجك الفكري، ونضوج اختياراتك في الحياة، والتي ستنعكس على اختيارك لأصدقائك.
البعد المكاني
صديقك الذي يذهب للدراسة أو العمل في مكان بعيد أو يتزوج ويغير مكان إقامته، كل هذا يقلل من تواصلك مع أصدقائك، وبالتأكيد ستتأثر صداقتكما بشكل كبير.
لكن الأمر ليس عيبًا في شخصيتك أو في هؤلاء الأصدقاء؛ أكثر مما هو انشغال بطبيعة الحياة الجديدة؛ فالعلاقات بما فيها الصداقة الحقيقة، تحتاج لجهد كبير جدًا للحفاظ عليها، رغم كل العقبات والمشاكل.
إذا كان في الإمكان أن تتواصل مع أصدقائك بأي شكل وألا تدع الظروف تؤثر على صدقاتكما، فسيكون أمرًا جيدًا؛ وإن لم تستطع فلا توهم بنفسك بوجود عيب في شخصيتك يُبعد الناس عنك، أو حتى وجود عيب في أصدقائك السابقين أنفسهم.
شخصيتك تتغير
تحدث الصداقة بسبب اشتراكك مع أشخاص في طريقة التفكير أو الاهتمامات أو وجود مساحة كبيرة من التفاهم بينكم. لكن شخصية الإنسان بطبعها متغيرة، وتفكيره يتغير بسبب ما يتعرض له من مواقف أو يكتسبه من خبرة في الحياة.
هذا التغيير في الشخصية قد يقلل المساحات المشتركة بينك وبين أصدقائك، لكن لا تقلق في كل مرحلة من مراحل تطور شخصيتك ستجد الأصدقاء الذين يتفقون معك. فإصرارك على التواصل مع أشخاص لم يعودوا يفهمونك مثل السابق سيضرك أكثر مما ينفعك.
بعدهم أفضل
بعض الأصدقاء من الأفضل لك أن تخسرهم وتبتعد عنهم تمامًا. هذه النوعية التي تفسد حياتك بمعنى الكلمة، سواء تضيع معهم الكثير من الوقت فتهمل في عملك أو دراستك، أو يدفعونك لبعض السلوكيات السيئة، أو الذين يبدون مصلحتهم الشخصية عليك، أو حتى يحبطونك ويقللون من عزيمتك ولا يتفهمون طموحك.. فكل هذه العوامل ستضرك أنت في النهاية.
الخروج الآمن.. كيف تنهي علاقة عاطفية بأقل الخسائر؟
ما هي الصداقة الحقيقية؟
كلما كبرت في العمر ستصبح اختياراتك لأصدقائك أكثر نضوجًا، لن تعود تهتم بكثرة الأصدقاء حولك، أكثر من وجود شخص أو اثنين يفهمك ويدعمك في جميع الأحوال والمواقف. هذه هي الصداقة الحقيقية، ووقتها ستعلم أن خسارتك لبعض الاصدقاء القدامى لم تكن أمرًا سيئًا لهذه الدرجة كما كنت تعتقد، إما أنهم لم يعودوا مناسبين لهذه المرحلة التي تعيشها أو لأنهم كانوا مجرد أشخاصًا تقضي معهم وقتا لطيفًا لكن لا يشكلون مصدر دعم حقيقي لك.