تتمنى التقاعد في سن الأربعين؟.. اتبع هذه الخطة في شبابك
التقاعد في الأربعين ممكنٌ بالفعل، وهو ما تمكّن العديد من الناس العاديين فعله، فعلى سبيل المثال عمل ماني موستاش مهندساً لعشر سنوات وبراتب سنوي بلغ 67 ألف دولار قبل أن يعلن تقاعده في سن الثلاثين، أو جيرمي جاكوبسون وويني تسينج، اللذان بلغ راتبهما السنوي معاً 135 ألف دولار ما مكّنهما من التقاعد في سن الثلاثين مع ملايين الدولارات.
إذا أردت الاقتداء بهم، فإليك بعض النصائح والاستراتيجيات التي اتبعها هؤلاء الناس العاديون الذين تقاعدوا قبل سن الأربعين.
اصنع مصادر متعددة للدخل
كتب جاكوبسون وتسينج على مدونتهما «يحتاج استقلالك المادي إلى قدر كبير من رأس المال، وهو ما يزداد سهولة إن جنيت دخلاً مرتفعاً».
وعلى الرغم من المساعدة التي سيقدمها دخلٌ مكون من 6 أرقام، إلا أنه ليس ضرورياً للراغبين في التقاعد المبكر، كما أشارا إلى أنه «بالنسبة للذين لا يرغبون في الالتحاق بالجامعة أو الذين يملكون شهادات في أحد المجالات منخفضة الدخل، يمكن للوقت خارج العمل أن يُنفَق على نشاط جانبي. وأياً كان الطريق الذي تختاره يمكنك زيادة دخلك عبر التفاني والعمل الجاد. ومع توجيه المال لزيادة مدخراتك بدلاً من ارتفاع نمط حياتك، سيمكنك زيادة ثروتك سريعاً».
تعرف على 50 طريقة للحصول على دخل إضافي، وبعض الوظائف الجانبية مرتفعة الدخل التي يمكنك العمل بها، بالإضافة لكيفية جني دخل سلبي والخطوة الأولى قبل بدء أي عمل من رجل أعمال يجني 170 ألف دولار شهرياً.
استثمر الفرق
مع ارتفاع دخلك الخاص، سيكون عليك استثمار هذا المال بقدر استطاعتك، فأفضل طرق زيادة المال عبر الزمن هي استثماره، وكلما بدأت مبكراً، كلما كان ذلك أفضل.
يستخدم ماني موستاش حيلة ذهنية بسيطة لتستمر أمواله في الزيادة، إنه يفكر في المال باعتباره شيئاً للاستثمار لا الإنفاق.
كما أوضح: «أحب فكرة استثمار المال كله، لذا فحين أحصل على فائض ما لا أفكر في شراء شيء، بل أفكر أن أتخلص من هذا المال وأستثمره مجدداً، أسحبه من الحساب البنكي لأضعه في إحدى المحافظ الاستثمارية العادية».
وفي الوقت الذي تشعل فيه العلاوة أو هدية عيد الميلاد السخية أو الفوز باليانصيب، فورة من الشراء بالنسبة لمعظمنا، تميل غريزة ماني موستاش لاستثمار فائض المال، ما يقضي على إغراء الإنفاق. الأهم من ذلك هو أنه يحافظ على هذا الفائض ويسمح له بالتضاعف عبر الزمن.
حدد أهدافاً واضحة ومحددة
يقول جو أودو في كتابه «تَقَاعَد في الأربعين» إن تحديد تاريخ لتقاعدك هو إحدى الخطوات الحاسمة إذا خططت للتقاعد مبكراً، ويضيف أودو الذي ادخر ما يزيد على نصف دخله وتقاعد في عمر 38 «إنه يوفر لك هدفاً لتعمل من أجله، ومعظمنا يتحسّن عمله مع اقتراب الموعد النهائي».
عليك أيضاً أن تحدد ميزانية التقاعد، ما يعني أن عليك الجلوس لتحديد كيف سيبدو دخلك ونفقاتك بعد التقاعد، وهو ما سيعتمد على تصورك لنمط حياتك المستقبلي. هل تخطط للسفر كثيراً على سبيل المثال، أو إهداء المال لعائلتك؟ وكم سيتكلف كل من هذه الخيارات؟
اقتَصِد
ينصح جاكوبسون وتسينج بالعيش برفاهية لكن في مساحة صغيرة. كما أشارا إلى أن «مساحة المنازل قد تضاعفت منذ الخمسينات، المزيد من غرف النوم ودورات المياه، ومرآب السيارات، وهو ما يعني مزيداً من الضرائب ونفقات الصيانة والمزيد من وقت التنظيف. على النقيض من ذلك، حين اخترنا السكن في شقة صغيرة فإن مدخراتنا ذهبت إلى حساب الوساطة مباشرة».
اشترك في إحدى خطط التقاعد
عليك الاستفادة من الخطط المالية للتقاعد التي توفرها شركتك، أو استخدم حساباً آخر للتقاعد. اختر النسبة التي تود خصمها من راتبك واستثمر لتحقق أهدافك المالية، كلما رغبت في التقاعد مبكراً، كلما كان على النسبة أن تكون أعلى، وجهز التحويل التلقائي الشهري للنسبة التي ترغب بها من حسابك البنكي إلى حساب التقاعد الخاص بك. لن ترى هذه النسبة من المال وستعتاد العيش من دونها.
ويضيف أودو: «عليك أن تعرف كم عليك أن تقتطع من راتبك، وجهزه منذ بداية العام. يمكنك أن تستخدم حسابات أخرى للتقاعد بنفس الطريقة. بعدما تجهز هذه الاستقطاعات التلقائية، يمكنك أن تنفق من باقي الراتب بأمان».
استثمر أكثر
وصي العديد من الخبراء باستخدام الأدوات الاستثمارية بجوار خطة تقاعدك.
يشرح توماس والش خبير الاستثمار: "مع التوقعات القاتمة لمستقبل الضمان الاجتماعي واختفاء خطط التقاعد، ربما لن يكون الاعتماد على خطة التقاعد وحدها كافياً لتمويل سنواتك الذهبية"، مضيفاً: «الاشتراك في خطة التقاعد التي يقدمها رب العمل هي بداية رائعة للادخار من أجل التقاعد، لكن كلما زادت مدخراتك للمستقبل، تحسن الوضع».
وتابع: «فكر في الاشتراك في إحدى المحافظ الاستثمارية منخفضة التكاليف، التي يوصي بها وارين بوفيت، كما يمكنك أن تلقي نظرة على منصات الاستثمار الإلكترونية مثل "robo-advisers».
كوّن احتياطاً نقدياً
ينصح أودو الراغبين في التقاعد المبكر بتوفير سيولة نقدية كافية لنفقات عام قبل ترك العمل، مضيفا «بنينا احتياطياً نقدياً بقيمة 50 ألف دولار قبل أن أترك وظيفتي في 2012، وهو ما وفر لنا سلاماً نفسياً ومورداً يمكننا استخدامه في حالات الطوارئ».
وإن سارت خطة التقاعد على ما يرام فلن تحتاج للاقتراب من ذلك المال، وهو ما سيعني قدراً فائضاً من المال يمكنك استثماره.
تتبع نفقاتك
هل تعرف كم تنفق على تناول الطعام في الخارج، أو على القهوة أو الاشتراكات الشهرية؟ في الأغلب أنت تنفق على هذه الأمور أكثر مما تتخيل. إذا أعدت توجيه النفقات اليومية الصغيرة نحو حساب التقاعد فسيمكنك جمع آلاف الدولارات بمرور الوقت.
كما نصح جاكوبسون وتسينج أيضاً اللذان يسافران العالم مع ابنهما حالياً: «اكتب كل نفقاتك وحللها. تتبع أموالك وستجد قدراً من الأموال المُنفَقة على أمر لا تعلمه أو لا تراه ضرورياً».
يمكنك أن تحتفظ بجدول للبيانات على حاسوبك الشخصي أو يمكنك أن تلجأ لأحد التطبيقات التي تراقب نفقاتك بشكل آلي مثل Mint ، وYou Need a Budget أو Personal Capital.
ابحث عن السعادة فيما لا يكلفك كثيراً
في النهاية، مفتاح التقاعد المبكر هو خفض الإنفاق وزيادة الادخار.
«يفترض الكثيرون أن عليك العمل لما يزيد على 40 عاماً لتتمكن من التقاعد، أو أن السفر حول العالم هو للمتسربين من الجامعة أو الذين يأكلون الأرز والبقوليات»، هكذا كتب جاكوبسون وتسينج قبل أن يضيف: «هناك أمر واحد يحدد سرعة انضمامك إلينا: معدل الادخار».
إذ يجد أفضل المدخرين المتعة في الأنشطة الرخيصة والمجانية مثل الطهي والقراءة والمشي وغيرها من الأنشطة المجانية التي توفرها مدينتك.
ويشير أودو إلى أن إنفاق المال أمر ممتع، فهو يحب السفر وتناول الطعام في الخارج والعديد من الأنشطة الترفيهية مثل الآخرين، لكنه يعتقد أنه وجد سر خفض إنفاق المال، ألا وهو الاستمتاع بالأنشطة المجانية أو الرخيصة، مضيفاً: «هناك الكثير من الأمور المجانية التي يمكنك القيام بها، ولن يكون عليك إنفاق الكثير من المال للحصول على هذه المتع. لا بأس من إنفاق المال للحصول على البهجة من آنٍ إلى آخر، لكن لا يجب ألا يكون هذا هو المعتاد».