أخوك عنده «انسحاب اجتماعي».. بس هيتعالج بالطريقة دي

أخوك عنده «انسحاب اجتماعي».. بس هيتعالج بالطريقة دي

كتبت- مي مصطفى:

هناك آراء مغلوطة عن مرض الانسحاب الاجتماعي، منها أنه يصيب الأطفال المعاقين فقط، ومنها أنه يستحيل أن يصيب شخصا في العشرينات أو الثلاثينات من عمره.

وكثيرا ما يعتقد الأفراد أنهم مصابون بالانسحاب الاجتماعي لمجرد أنهم مكثوا المنزل أو لم يتصلوا هاتفيا بأحد لمدة يومين أو ثلاثة، رغم أنهم قد يكونوا مصابين بحالة عارضة من الضيق أو بدايات اكتئاب ولكن يتم الخلط بين هذه الأنواع دون دراية.

قد يكون المصاب بهذا المرض أخاك أو صديقك، وفي هذه الحالة عليك أن تتعرف على المرض وعلاجه في هذا التقرير من «شبابيك».

ما هو الانسحاب الاجتماعي؟

الانسحاب الاجتماعي هو عدم الرغبة في الاختلاط مع الآخرين حتى لو كانوا من الأصدقاء والأهل، وتفضيل عدم الخروج من المنزل ولا حتى الحجرة، والاعتقاد في أن البعد عن العالم الخارجي هو أفضل الحلول، وتعتبر من أشهر أسباب الإصابة بهذه الحالة: الافتقار إلى الكفاية الاجتماعية والسلوك التكيفي (خاصة لدى المعاقين)، وتكرار حوادث الصدمة من تصرفات الآخرين لدرجة تجعلك تفضل الابتعاد عن كل الناس.

وعادة ما يصاب به الكبار بسبب تعرضهم لأكثر من موقف سيء أو محرج بشكل متتابع، مثلا الصدمة في الحبيب والأصدقاء تباعا، أو مثل تعرض شخص لخيانة أحد أقاربه، بخلاف استمرار توجيه الانتقاد واللوم له من زملائه في العمل ومن أقاربه في المنزل، وهو ما يمكن في بعض الأحيان أن يشكل عوامل عدة تتسبب في دفع الشخص إلى كره التواصل مع الآخرين والتقوقع على ذاته التي يكون غير راض عنها، ولكن يظل اعتقاده أنه إن بقي بعيدا عن الآخرين بقدر الإمكان فسيجنبه هذا المزيد من الألم أو التجارب الفاشلة.

للرجال.. «الهوس الجنسي» مرض وهذا علاجه

هل يصيب الكبار فقط؟

الانسحاب أو الانطواء أو الخجل الاجتماعي قد يكون مكتسبًا، بمعنى أنه قد يحدث للإنسان في أي مرحلة من مراحل عمره حتى في سن الشباب أو بعدها، وغالبًا يكون مرتبطًا بتجارب سلبية قد لا يتذكرها الإنسان أو لم يلاحظها، وفي بعض الأحيان يكون الانطواء الاجتماعي ناتجًا عن مرض نفسي، فمثلا الاكتئاب النفسي الشديد قد يؤدي إلى الانطواء، وحتى الخوف الاجتماعي الشديد في بعض الأحيان يؤدي إلى الانطواء أيضًا وهو نوع من الفوبيا يطلق عليه (فوبيا المجتمع) المتمثل في الخوف من التعامل مع العالم الخرجي سواء في مجتمع العمل أو العلاقات العاطفية أو الفشل في تكوين الصداقات.

ما أعراضه؟

أعراض الانسحاب الاجتماعي تتشابه لدى جميع المصابين به سواء من الأطفال أو الكبار، وتتلخص في رغبة البقاء وحيدا داخل منزله (وليس الهروب عن طريق السفر مثلا)، ورفض التحدث مع الأشخاص حتى من أفراد أسرته إلا بأقل الكلمات، وعدم الاكتراث بأي حادث أو مشكلة تحدث لأي شخص آخر مهما كانت درجة القرابة، وزيادة عدد ساعات النوم بدرجة غير طبيعية، في حين لا يعتبر رفض الطعام من علامات الانسحاب المجتمعي وإنما هي علامة على الاكتئاب وهناك فارق بينهما.

كما تشمل أعراض الانسحاب الاجتماعي: رفض التعرف على أي أشخاص جدد أو تكوين علاقات جديدة بخلاف التي قد تكون فشلت، وعدم الثقة الشخصية في أن يكون الخص قادرا على تكوين علاقات جديدة أو التعامل مع هذا العالم، ورفض العودة للعمل أو حتى بدء مشروع جديد، وعدم الثقة في الذات واحتياج وقت مضاعف لأخذ أي قرار جديد.

ويقول الطبيب النفسي دكتور محمد مهدي إنه لا يجب على أي شخص يعاني من بوادر اكتئاب أن يعتبر نفسه قد دخل في أزمة الانسحاب المجتمعي، موضحا أنه طالما لازالت لديه قدرة على التحدث وإجراء النقاش مع شخص أو اثنين من المحيطين به، فهذا دليل كاف على أنه لا يعاني من الانسحاب المجتمعي من الأساس وبناء عليه يمكن استشارة طبيب نفسي كي لا يشخص حالته تشخيصا خاطئا.

الحق نفسك.. «أزمة ربع العمر» الأعراض والعلاج

طرق الخلاص منه

يقول «مهدي»، إنه لا يمكن للشخص المصاب بالانسحاب الاجتماعي أن يتخلص من أزمته منفردا، فعادة ما يمل الشخص حياته المنعزلة بعد مرور أسابع أو حتى أشهر وهنا تكون الفرصة سانحة لأقاربه أو كل من يهمهم أمره للتدخل وإقناعه بمعاودة التعامل في حياته بشكل طبيعي ولكن هذا يتطلب عدة خطوات من أهمها:

  • إقناع الشخص المصاب بالانسحاب الاجتماعي بزيارة الطبيب النفسي لأنه سيتمكن من إقناعه أولا بالخروج من عزلته وربما بحضور جلسات العاج الجماعي، بخلاف اعتماده على بعض الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب.
  • إعطاء الشخص المنسحب دلائل على وجود نماذج جيدة من أشخاص حوله لم يخذلوه ولا زالوا مستعدين لمساعدته والتضحية من أجله، فكسر صورة زيف المجتمع وعدم القدرة على الثقة في كل الناس هو أهم عامل يساعد في العلاج.
  • إشعار الشخص المنسحب اجتماعيا أنه مهم في حياة من حوله، وتقديم نماذج لذلك، مثل توصيل رسائل مباشرة له أن فلان كان يسأل عنه ويحتاجه في أمر ضروري، أو أن أحد أصدقائه اتصل به أكثر من مرة لأخذ مشورته في مشكلة ولكنه كان يرفض الرد على التليفون وقتها، فشعور الشخص أنه مهم في حياة من حوله يعيد له بالتدريج ثقته في نفسه وفي أن علاقاته ليست فاشلة كما كان يظن، قبل عودة ثقته في الآخرين.

شبابيك

شبابيك

منصة إعلامية تخاطب شباب وطلاب مصر