بتتوهم كتير؟.. طريقك لعلاج نفسك من «الوساوس»

حينما تتملك الضغوط من الإنسان تسبب له بعض الهواجس العرضية، ولكن ماذا عن «الوساوس» التي تلاحقك أينما نذهب؟

قد تعتقد أن الأمر ليس بهذه الخطورة، وأن الجميع يُصاب بتلك الوساوس وهذه هي الحقيقة فالجميع يُصاب بها بدرجات متفاوتة، ومنهم من يصل الأمر معه إلى حد الحديث مع النفس بكثرة، وآخرون يذهبون إلى حد الخوف من المرض والشعور بوجود رغبة دائمة في قتله.

عضو الجمعية المصرية للطب النفسي الدكتور محمد فوزي يرى أن الوسواس القهري من أخطر أنواع الوساوس التي تصاحب المريض بصورة متكررة، والتي قد تستمر مدة زمنية تصل إلى ساعة أو ساعتين يشعر فيها المريض بالقلق الشديد والمعاناة الناتجة عن عدم تحديده لمصدر هذه الأفكار.

أعراضه

تختلف أعراض الوسواس القهري من شخص لآخر، لكنها في النهاية تظل فعلًا لا إراديًا يثير لدى صاحبة الإزعاج والقلق الشديد عبر العديد من الأمور المتمثلة في:

• الخوف من شيء ما قد يكون متعلقًا بـ «التلوث أو الاتساخ».

• الحاجة الدائمة إلى ترتيب الأشياء حتى وإن كانت مرتبة.

• شكوك دائمة تجاه الآخرين.

• تخيلات متعلقة بالجنس.

أنواع الوسواس القهري

وفقًا لما ذكره الدكتور «فوزي»، فإن للوسواس القهري أنواع عديدة منها:

• الوساوس

• أفكار وسواسية مصحوبة بأفعال قهرية

الوساوس

هذا النوع يرتبط بالعديد من الأفكار التي يذهب بعضها إلى أفكار متعلقة بـ: «النظافة الشخصية، والدين، والجنس، وترتيب الأشياء».

بخصوص ما يتعلق بالنظافة الشخصية، ستجد أن الشخص لديه وساوس عديدة تتعلق بالنظافة الشخصية، أو أنه سيُصاب بالجراثيم حينما يُسلم على شخص معين، مشيرًا إلى أنه في حال مصاحبة هذه الوساوس لأفعال تتعلق بغسل اليدين فهنا يكون قد انتقل المريض للنوع الثاني الذي يحتوي على أفعال قهرية.

أما الدين، تدور معظم هذه الوساوس حول نوعية معينة من الأسئلة الخاصة بـ: ربنا خلقني ليه؟، أنا مسلم ولا مسيحي؟، طيب إيه الدين الصح؟ وهكذا، مؤكدًا أن هذا النوع يصاحبه إحساس قاتل بالذنب.

الجنس، وهذا النوع من أخطر الوساوس التي يشعر معها الفرد بأنه أقام علاقات جنسية مع أحد المحارم، وهذا النوع يصاحبه أيضًا قلق وإحساس بالذنب ما يضطر المريض إلى تفادي مقابلة هذا الشخص الذي يشعر معه في كل مرة بنفس الإحساس.

وهنا يضيف عضو الجمعية المصرية، فئتين دونًا عن غيرهما يتعرضان لهذا النوع من الوسواس القهري وهما الأطفال من عمر 6- 15 سنة، والبالغون من عمر: 20- 29 سنة، مُرجعًا السبب في ذلك إلى عدة عوامل منها:

• العوامل الوراثية.

• حدوث خلل في بعض المواد الكيميائية الخاصة بـ«السيروتونين، والدوبامين».

تحذيرات

عند الإصابة بالوسواس القهري، ينبغي التفرقة بينه وبين ما يُسمى بـ«الفصام الذهاني»؛ نظرًا لتشابه أعراض المرضين الذي يتمثل وجه الاختلاف بينهما في مدى إدارك للمريض لإصابته، فمثلًا في الوسواس يكون المريض على علم بما يعانيه بعكس الفصام الذي لا يكون فيه المريض مُدرك لأي شىء.

كيفية الوقاية 

يرى البعض أن هناك صعوبة بالغة في الوقاية من مثل هذه الوساوس، لكن الدكتور محمد فوزي ينصح الأفراد الذين يعانون من الوساوس غير المصاحبة لأفعال قهرية بالقيام ببعض الخطوات الهامة مثل:

• التوقف فورًا عن التفكير في مثل هذه الوساوس.

• فعل ما يسمي بـ«تشتييت الأفكار» عن طريق الاستماع إلى موسيقى أو التحدث مع آخرين لعدم ترك فرصة للحديث مع النفس.

• ترديد عبارات أن هذا وهم وليس له أي أساس من الصحة حتى يترجمها العقل لفعل تلقائي.

تجربة

مي فتاة تبلغ من العمر 19 عامًا، وظهرت لديها أعراض الوسواس القهري في صورة أفكار دينية تتعلق بالخروج من الإسلام وأخرى تتعلق بهاجس النظافة لدرجة وصلت معها إلى استخدام 4 صابونات في اليوم الواحد بجانب الأكياس المطهرة، ولأنها كانت مدركة لما تمر به، قررت الذهاب للطبيب للحصول على جلسات العلاج السلوكي وذلك عقب تدهور مستواها الجامعي.

وعليه يجب أن تعلم أن معرفة العرض ليس كافي للعلاج، وإنما يحتاج للإرادة القوية للتخلص نهائيًا من المرض.

نصائح مهمة

حتى تتخلص نهائيًا من الوسواس القهري يُمكنك القيام ببعض الخطوات، مثل:

• السيطرة على الأفكار المزعجة.

• مقاومة التصرفات القهرية ومحاولة تجاهلها.

• عدم اللجوء لإدمان الكحول أو المخدرات.

• عدم التردد في الذهاب للطبيب ومتابعة العلاج معه.