رئيس التحرير أحمد متولي
 نيلسون مانديلا قائد الاغتيالات الدموية والمؤيد لإسرائيل.. وجه آخر لأيقونة السلام

نيلسون مانديلا قائد الاغتيالات الدموية والمؤيد لإسرائيل.. وجه آخر لأيقونة السلام

يُنظر إليه على أنه قائد السلام، والداعية الأول لحركات النضال السلمي، إلا أن الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا له وجه آخره، غير ما نعرف عنه.

قاد الحاصل على جائزة نوبل في السلام، تنظيما مسلحًا، وصنف على أنه شيوعي إرهابي من قبل عدد كبير من الدول الأوروبية.

مانديلا الذي مر أكثر من مائة عام على ميلاده، وتحديدا في عام 1918، وحوالي خمسة أعوام على موته في 5 ديسمبر 2013، اتخذ اتجاها سلميا في النضال بداية الأمر من خلال تنظيم الاحتجاجات والإضرابات العمالية، إلا أنه لم يجني من ذلك إلا مزيدا من التعسف الحكومي والمقاومة العنيفة لحركته.

مانديلا الذي مر أكثر من مائة عام على ميلاده، وتحديدا في عام 1918، وحوالي خمسة أعوام على موته في 5 ديسمبر 2013، اتخذ اتجاها سلميا في النضال بداية الأمر من خلال تنظيم الاحتجاجات والإضرابات العمالية، إلا أنه لم يجني من ذلك إلا مزيدا من التعسف الحكومي والمقاومة العنيفة لحركته.

قابلت الحكومة الجنوب أفريقية الحركات الاحتجاجية التي أشرف عليها مانديلا مع باقي زعماء تيارات الاستقلال بمزيد من الاعتقالات والقمع، ففي 6 أبريل 1952، أقدم نظام التمييز العنصري على اعتقال 8500 مناضل من «المؤتمر الوطني الإفريقي» أعقب ذلك جولات من الاعتقالات والمقاومة العنيفة من قبل الحكومة وصلت ذروتها في 21 مارس 1960، حيث أطلقت الشرطة الرصاص على مظاهرة شارك فيها 5000 من السكان السود في حي شاربفيل الفقير، ما أسفر عن وقوع 69 قتيلًا.

كانت هذه المواجهة خطًا فاصلا في منهج نيلسون مانديلا، في كفاحه ضد سياسة التمييز العنصري، واتجه للدعوة لتأسيس حركته المسلحة التي ستقيم الدنيا وتقعدها في جنوب أفريقيا.

حركة رمح الأمة المسلحة

في البداية اقترح مانديلا على رفاقه في حزب المؤتمر الوطني تشكيل خلايا عنقودية لموجهة الحكومة بالسلاح، إلا أن الفكرة لم تلقى قبولا بين قيادات الحزب، وبسبب خلافه مع الجناح السلمي في حزب المؤتمر الأفريقي، خرج مانديلا من مناصبه مفصولا، لانحرافه عن النهج السلمي للمقاومة.

 ظل مانديلا متشبثا بالفكرة وأنشأ تنظيمًا مسلحًا سمي بـ«رمح الأمة» عام 1961م، ليشكل التنظيم شرارة مقاومة حكومة الفصل العنصري بواسطة الخلايا السرية والعمل المسلح.

اغتيالات وتعذيب

نفذت حركة مانديلا المسلحة عشرات العمليات النوعية والاغتيالات والتفجيرات، وبحسب إحصاءات شرطة جنوب أفريقيا، سقط جراء عمليات الحركة 130 من الضحايا، منهم 30 منتمين للحكومة، و40 من البيض و60 من السود.

وقاد التنظيم 193 هجومًا عسكريًا، وتنوع في عملياته، فما بين عامي 1961 لـ 1985 اعتمد على تنفيذ التفجيرات، ومن عام 85 لـ 87 تحول لزرع الألغام، إلا أن ذروة المواجهة كانت في العام 89 بتنظيم عمليات اغتيالات وخطف وتعذيب ممنهجة.

حرب عصابات

وتميزت هجمات هذا التنظيم بأسلوب حرب العصابات واستهدفت منشآت حكومية وعسكرية وحيوية من بنية تحتية ومحطات كهربائية، حتى اتهمت في ظل الحرب الباردة بمحاولة قلب نظام الحكم لصالح حسابات سوفييتية وصنفت لدى الولايات المتحدة وبريطانيا والغرب عموما على أنها منظمة إرهابية وتم حظرها.

في الخامس من أغسطس 1962، وبعد 17 شهرًا من العمل السري، اعتقلت السلطات نيلسون مانديلا، وزجت به في السجن، وبعد أقل من عام حكم عليه مع معظم قيادات المؤتمر الوطني، المعتقلين بتهم الخيانة والتخريب والتآمر ضد استقلال البلاد، بالسجن مدى الحياة.

كليرك رجل السلام

المثير في مشوار نيلسون مانديلا أنه لم يكن هو البادئ بالسلام، ولم يعرضه على حكومة بلاده؛ لكن الفضل الأكبر يرجع للرئيس فريدريك ويليام دي كليرك، آخر رئيس أبيض لجنوب أفريقيا، فبعد وصوله للحكم في عام 1989، حاول فتح جبهة تفاوض مع منديلا في السجن، بأن عرض عليه الإفراج عن كل المعتقلين مقابل وقف الأعمال المسلحة ضد الحكومة والمنشآت العامة.

لم يكن موقف اللاعنف والتنظيم المسلح هو فقط ما عرف عن نيلسون مانديلا، فرغم تضامن الزعيم الأفريقي مع مطالب الفلسطينيين؛ إلا أن دعوته لإنهاء الأزمة انصبت على حل تنظيم الدولتين، المرفوض لدي قطاعات كبيرة من الثوريين العرب وخاصة حركات التحرر في العالم.

رفض مانيلا العرض في البداية إلا أنه بعد ذلك ربط الأمر بوقف سياسة الفصل العنصري، والاعتماد على عنصري الأمة معا في الحكم.

وافق كليرك على شروط مانديلا وأسسا معا المجلس الإفريقي القومي بقيادة الأخير، وهو أدى تباعا إلى تشكيل أول حكومة متعددة الأعراق في تاريخ البلاد.

 أدت هذه العوامل إلى حصول كليرك على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع نيلسون مانديلا سنة 1993

مانديلا يعترف بإسرائيل

لم يكن موقف اللاعنف والتنظيم المسلح هو فقط ما عرف عن نيلسون مانديلا، فرغم تضامن الزعيم الأفريقي مع مطالب الفلسطينيين؛ إلا أن دعوته لإنهاء الأزمة انصبت على حل تنظيم الدولتين، المرفوض لدي قطاعات كبيرة من الثوريين العرب وخاصة حركات التحرر في العالم.

وكان منديلا يرى ضرورة تأسيس دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، ودعا في زيارة له عام 1999 لإسرائيل وقطاع غزة الدول العربية للاعتراف بإسرائيل التي طالبها بالانسحاب من الضفة الغربية.

فشل في الدارسة

لم يكن مانديلا طالبا مثاليا كما يظن البعض، فالرجل ظل يدرس القانون بصورة متقطعة لمدة خمسين عامًا منذ 1939، وأخفق في نحو نصف المواد الدراسية، ولكن دراسته الدبلوم لمدة عامين بعد إنهاء الدراسة الجامعية سمحت له بممارسة المحاماة، وربما يرجع ذلك لانشغاله بالعمل السياسي، حتى أنه بعد ذلك نجح في الحصول على درجة في الحقوق أثناء وجوده في السجن عام 1989.

عبدالغني دياب

عبدالغني دياب

صحفي مصري متخصص في الشؤون السياسية والاجتماعية