بعد الانفصال العاطفي.. إزاي تسيطر على عقلك؟
عندما يحدث انفصال غير متوقع في العلاقة العاطفية، يكون الأمر مؤلما جدا، ليس من الناحية النفسية فقط، بل الجسدية كذلك، وتشعر بصدمة شديدة كما لو أن أحدهم ضربك بكل قوته في معدتك أو رأسك، أو أنك عالق في منطقة الألم.
علماء الأعصاب يقولون إن المخ يستجيب لحالات الانفصال بنفس رد الفعل الذي يتخذه مع حالات الألم الجسدي الشديد. ويرجع العلماء هذا السبب إلى خصائص فيسيولوجية ووراثية في عقل الإنسان بدأت منذ زمن بعيد جدا، عندما كان يعيش في الغابات.. فما هي العلاقة؟
اقرأ أيضا⇐«كيف تعرف أنك في علاقة عاطفية ناضجة»
افهم عقلك
الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، فعندما كان الإنسان البدائي في الغابة كان بقاؤه وحيدا يعني أن فرصتة في النجاة أقل بكثير، سواء من المفترسات أو ظروف البيئة القاسية. ولذلك ارتبط الشعور بالوحدة مع الألم والإحساس بالضياع وشعور الإنسان كأن حياته ستنتهي لا محالة.. وكلها أشياء نشعر بها في حالة الانفصال العاطفي.
ظروف الحياة الآن قد تغيرت وأصبح احتياجنا للآخر ليس من أجل الطعام أو الحماية من المفترسات، لكن من أجل أن يساندنا في وجه ظروف الحياة القاسية، ويعيننا على تحقيق حلمنا أو يعطي لحياتنا معنى. لكن العقل يسجيب بنفس الحِدّة في حالة الانفصال المفاجيء والشعور بالوحدة كما لو أنك أصبحت في غابة وحيدا وخائفا ولا تستطيع التفكير أو المقاومة!
الأمر بالتأكيد مؤلم جدا، لكن أصحاب هذا الرأي يعطوننا الكثير من الأمل، لأن الشعور بالضياع في حالة الانفصال ليس شعورا حقيقيا، فالحياة لا تتوقف على أحد.. ولأن الشعور بالوحدة ارتبط بتلك الحالة التي ورّثها لنا أجدادنا.
أعراض انسحاب
الشعور بالحب يجعل المخ يفرز هرمون «الدوبامين» المعروف باسم هرمون السعادة، والذي يجعلك تشعر وكأنك «تطير في السماء». وهو نفس الهرمون الذي يفرزه تعاطي بعض المخدرات. ولذلك ستجد البعض يصف الحب الشديد بأنه كالإدمان.. وهذا حقيقي جدا.
وعندما تفقد هذه العاطفة فجأة، تحدث في المخ أعراض انسحاب من هرمون «الدوبامين» وتقل مستوياته إلى أدنى حد. ويبدأ جسمك في طلب هذه الدفعات من «الدوبامين» لكنه لا يجدها. هذا يفسر لماذا يشعر البعض بما يشبه الصدمة أو الجنون ويحاولون بكل الطرق إعادة تلك العلاقة إلى حالها. ولا يتحملون هذا الشعور بالحزن، الناتج عن غياب «الدوبامين».. تماما كمدمني المخدرات.
اقرأ أيضا⇐«5 طرق مضمونة تكسب بيها قلب أي بنت»
أصحاب هذا الرأي يؤكدون أيضا أن الفحصوات الطبية أظهرت أن المخ يستجيب في حالات الانفصال العاطفي بنفس الطريقة التي يستجيب فيها لحالات الألم الشديد؛ وفقا لدراسة بجامعة ميتشيجان.
لكن إذا كان الحب كالإدمان، وإذا كان المخ يتعامل مع الانفصال مثل الانسحاب من المخدرات، فالتعافي من الحب رغم صعوبته، إلا أنه ممكن للغاية.
عندما تكون في علاقة عاطفية طويلة الأمد، فإن المخ يعمل تلقائيا على ربط كل نشاط تقوم به في حياتك اليومية بهذه العلاقة ذهابك لعملك في الصبح، وقراءتك لكتاب أو الاستماع بالموسيقى، والتمشية لبعض الوقت مع نفسك.
يربط عقلك كل هذه الأشياء ببقاءك مع شريك حياتك للأبد لذلك بعد الانفصال يشعر المخ بنوع من الارتباك والإحباط وخيبة الأمل، لكن إدراكك لأن المخ يتعامل مع الانفصال مثل تعامله مع حالات الألم الشديد سيعطيك الكثير من الأمل بتجاوز هذا الشعور مع الوقت.
اقرأ أيضا⇐«الحب من أول نظرة.. حقيقة ولا خدعة»