لاعب أفضل من كريستيانو رونالدو.. ماذا تقول لغة الأرقام؟

لاعب أفضل من كريستيانو رونالدو.. ماذا تقول لغة الأرقام؟

يثير جماهير كرة القدم الجدل دائما حول ما إذا كان هناك لاعب أفضل من كريستيانو رونالدو، الأسطورة البرتغالية الذي حطم أرقاما قياسية لا حصر لها على مدار مسيرته المذهلة.

وبعيدا عن الآراء العاطفية والانطباعات الفنية، تقدم لغة الأرقام والإحصائيات أساسا متينا للمقارنة، حيث يمكن من خلالها تحليل إنجازات الدون ووضعها في ميزان المقارنة مع أساطير أخرى مثل ليونيل ميسي وبيليه لمعرفة ما إذا كانت الأفضلية المطلقة له أم أن هناك من تفوق عليه رقميا.

هل يوجد لاعب أفضل من كريستيانو رونالدو؟

عندما يتم طرح سؤال حول وجود لاعب أفضل من كريستيانو رونالدو، يجب تفكيك الإنجازات إلى عدة محاور رئيسية: الجوائز الفردية، البطولات القارية مع الأندية، الإنجازات الدولية مع المنتخب، والأرقام القياسية الفردية التهديفية.

الجوائز الفردية الكبرى:

في سباق الكرة الذهبية البالون دور، التي تعد الجائزة الفردية الأهم في العالم، يمتلك كريستيانو رونالدو 5 كرات ذهبية، ورغم أنه رقم مذهل يضعه في نخبة النخبة، إلا أن غريمه التقليدي ليونيل ميسي يتفوق عليه بوضوح في هذا المقياس، حيث يمتلك في جعبته 8 كرات ذهبية، ومن هذا المنظور الرقمي البحت، يمكن القول إن ميسي يقدم حجة قوية لكونه اللاعب الأكثر تتويجا على المستوى الفردي.

​​​​​​​

البطولات القارية والإنجازات مع الأندية:

هنا تبرز قوة رونالدو بشكل لافت، فقد فاز بلقب دوري أبطال أوروبا 5 مرات، وهو رقم لم يتجاوزه سوى عدد قليل جدا من اللاعبين في التاريخ.

الأهم من ذلك، أنه الهداف التاريخي للبطولة، وأكثر من صنع أهدافا في تاريخها، وأكثر من سجل في المباريات النهائية.

تفوقه في البطولة الأهم على مستوى الأندية يجعله ملكا متوجا لها، ويجعل من الصعب إيجاد لاعب أفضل من كريستيانو رونالدو في هذا المحفل تحديدا، كما أنه اللاعب الوحيد الذي حقق الدوريات الكبرى في إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا، مما يثبت قدرته على النجاح في بيئات مختلفة.

الإنجازات الدولية مع المنتخب:

تعتبر بطولة كأس العالم هي المقياس الأسمى في تاريخ كرة القدم، وفي هذا الجانب، فإن الحجة القائلة بوجود لاعب أفضل من كريستيانو رونالدو تكتسب زخما كبيرا.

ورغم قيادة رونالدو للبرتغال للفوز ببطولة أمم أوروبا «يورو 2016» ودوري الأمم الأوروبية، إلا أنه لم يتمكن من الفوز بكأس العالم.

في المقابل، حقق ليونيل ميسي لقب كوبا أمريكا وكأس العالم 2022، وهو اللقب الذي يضعه في مصاف الأساطير الخالدة، أما الأسطورة البرازيلية بيليه، فيمتلك إنجازا فريدا يصعب تكراره، وهو الفوز بكأس العالم 3 مرات، مما يمنحه أفضلية تاريخية مطلقة في هذا الجانب.

الأرقام القياسية التهديفية:

فيما يتعلق بالقدرة على تسجيل الأهداف، فإن أرقام رونالدو تتحدث عن نفسها، فهو الهداف التاريخي الرسمي لكرة القدم، والهداف التاريخي للمنتخبات الوطنية، والهداف التاريخي لدوري أبطال أوروبا، والهداف التاريخي لبطولة اليورو.

تجيد هذه الأرقام استمرارية رونالدو وقدرته التهديفية الفذة على مدار أكثر من عقدين، مما يجعل مهمة العثور على لاعب أفضل من كريستيانو رونالدو من حيث القدرة على حسم المباريات بالأهداف مهمة شبه مستحيلة.

وبالنظر إلى الأرقام المجردة، يتضح أن كريستيانو رونالدو هو الأفضل تاريخيا في دوري أبطال أوروبا ومن حيث إجمالي الأهداف المسجلة، لكن ليونيل ميسي يتفوق في عدد الجوائز الفردية الكبرى ويمتلك لقب كأس العالم، بينما يظل بيليه أسطورة فريدة بفضل ألقابه الثلاثة في المونديال، لذلك، فإن الإجابة تعتمد على الوزن الذي يعطيه كل شخص لكل بطولة وإنجاز.

عمر مصطفى

عمر مصطفى

صحفي مصري يقيم في محافظة الجيزة ومتخصص في ملف التعليم وكتابة الأخبار العاجلة منذ عام 2011