الدروز في إسرائيل.. وضع سيئ رغم الاستعطافات
يقدر عدد مجتمع الدروز في إسرائيل بحوالي 150 ألف نسمة، يستقر معظمهم في قرى منطقتي الكرمل والجليل شمال الأراضي المحتلة، بينما تقيم أقلية منهم، تقدر بـ 20 ألف نسمة، في مرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل من سوريا عام 1967.
ويرفض معظم دروز الجولان الجنسية الإسرائيلية ويحتفظون بهويتهم السورية، أما بالنسبة لبقية الدروز في إسرائيل، فتخضع علاقتهم بالدولة لاتفاق غير مكتوب يُعرف بحلف الدم، والذي بموجبه يخضع الشبان الدروز للتجنيد الإلزامي في الجيش الإسرائيلي منذ عام 1957.
عدد الدروز في سوريا وأدوارهم في التاريخ السياسي
وضع الدروز في إسرائيل
يعد التجنيد الإجباري الركيزة الأساسية لعلاقة الدروز في إسرائيل بالدولة، وقد شارك الجنود الدروز في جميع الحروب التي خاضتها إسرائيل.
ومنذ بداية الحرب على غزة، نظم المجتمع الدرزي مبادرات واسعة لدعم المجهود الحربي، شملت إنشاء مقرات للمساعدة، وتطوع أفراد يتقنون اللغة العربية لمساعدة أجهزة المخابرات في فحص مقاطع الفيديو، بالإضافة إلى تقديم الدعم اللوجستي للجنود والنازحين.
وعلى الرغم من هذا الانخراط، تسود حالة من التوتر والاستياء داخل مجتمع الدروز في إسرائيل بسبب عدد من القوانين والسياسات.
عقيدة الدروز.. إسلام مخالف لمعتقد لأهل السنة
ويعتبر قانون الدولة القومية للشعب اليهودي الذي أُقر عام 2018 المصدر الرئيسي لهذا التوتر، حيث يرى منتقدوه من الدروز وغيرهم أنه يعرف الدولة كدولة يهودية حصرا، ويتجاهل مبدأ المساواة وحقوق الأقليات، وهو ما أثار احتجاجات واسعة في تل أبيب شارك فيها عشرات الآلاف.
يضاف إلى ذلك، قضية قوانين التخطيط والبناء التي تعتبرها الطائفة تمييزية، حيث تهدد بهدم العديد من المنازل المبنية على أراضٍ زراعية.
وقد صرح العميد السابق في الجيش الإسرائيلي أنور صعب، بأن الحرب الأخيرة وضعت هذه القضايا جانباً مؤقتاً، لكنها لم تحلها، مشيراً إلى أن قانون القومية "أثر على شعورهم بالانتماء". وعليه، فإن وضع الدروز في إسرائيل يظل محكوماً بهذه العلاقة التي تجمع بين أداء الواجب العسكري والمطالبة بالحقوق المدنية الكاملة.