عدد الدروز في سوريا وأدوارهم في التاريخ السياسي

عدد الدروز في سوريا وأدوارهم في التاريخ السياسي

يمثل عدد الدروز في سوريا أكبر تجمع سكاني للطائفة على مستوى العالم، حيث تشير التقديرات إلى أن عددهم يتجاوز 700 ألف نسمة.

يتركز الوجود الدرزي بشكل أساسي في محافظة السويداء الواقعة في الجنوب السوري، وهي منطقة تعرف تاريخيا باسم جبل الدروز.

تعود جذور هذا التجمع إلى القرن الثامن عشر، عندما هاجرت أعداد كبيرة من الدروز من لبنان واستقرت في هذه المنطقة الجبلية الوعرة، والتي وفرت لهم حماية طبيعية وسمحت لهم بالحفاظ على كيانهم الاجتماعي والثقافي.

تأثير عدد الدروز في سوريا على تاريخ البلاد

لم يكن عدد الدروز في سوريا مجرد رقم في السجلات السكانية، بل كان له وزن سياسي وعسكري بارز في محطات مفصلية من تاريخ سوريا.

الحدث الأبرز في هذا السياق هو الثورة السورية الكبرى التي اندلعت عام 1925 بقيادة الزعيم الدرزي سلطان باشا الأطرش.

انطلقت الثورة من جبل الدروز لمقاومة الانتداب الفرنسي، لكنها لم تلبث أن اكتسبت زخما وطنيا واسعا بانضمام قوى وطنية من مختلف أنحاء سوريا، وامتدت شرارتها إلى دمشق ومناطق أخرى.

ورغم أن القوات الفرنسية تمكنت من قمع الثورة في نهاية المطاف عام 1927، إلا أنها تُسجل في التاريخ السوري كأول انتفاضة وطنية شاملة ضد المستعمر.

استمر الحضور السياسي للدروز قويا في فترة ما بعد الاستقلال، ففي عام 1954، كان لانتفاضة جبل الدروز دور أساسي في الإطاحة بحكم الرئيس أديب الشيشكلي.

كما برزت شخصيات درزية على الساحة السياسية، مثل منصور الأطرش، نجل سلطان باشا، الذي كان من الأعضاء المؤسسين لحزب البعث العربي الاشتراكي وتولى منصب رئيس البرلمان لفترة وجيزة في عام 1965 قبل أن يتم اعتقاله في عام 1966.

عمر مصطفى

عمر مصطفى

صحفي مصري يقيم في محافظة الجيزة ومتخصص في ملف التعليم وكتابة الأخبار العاجلة منذ عام 2011