هل شهر رجب يصب فيه الرزق؟.. سر تسمية الأصب

هل شهر رجب يصب فيه الرزق؟.. سر تسمية الأصب

تتزايد التساؤلات في الأوساط الشعبية حول حقيقة تدفق الأرزاق في شهر رجب بالنظر إلى تسميته الأصب، وسط محاولات علمية لفك الاشتباك بين الموروث اللغوي وبين الحقائق الشرعية المرتبطة بهذا التوقيت الفاضل.

قراءة في الجذور التاريخية لمصطلح الأصب

يرجع أصل تسمية رجب بـ «الأصب» إلى ما نقله الإمام الماوردي وغيره من أهل العلم، حيث أشاروا أن الله تعالى يصب فيه الرحمة على عباده صبا.

وتوضح الدراسات التاريخية أن هذه التسمية كانت متداولة بشكل واسع لدى قبيلة «مضر» في الجاهلية، نظرا لمكانة هذا الشهر العظيمة لديهم وتعظيما لحرمته.

ويشير المحققون أن الرزق في هذا الشهر لا ينبغي حصره في الجانب المادي الصرف، بل يتعداه إلى «الرزق الروحي» الذي يتمثل في انشراح الصدور وتيسير سبل الطاعة والسكينة النفسية التي تعين المسلم على مواجهة أعباء الحياة.

وتتجلى القيمة الإبداعية لهذا المفهوم في كون رجب يمثل «نهر العطايا» الذي لا ينضب؛ فالمسلم الذي يشرع في غرس بذور الخير مع بداية الشهر، يجد رزقه في توفيق الله له للإقلاع عن الذنوب، وهو أعظم أنواع الرزق المعنوي.

ويحذر العلماء من المبالغات التي يتم الترويج لها عبر منصات التواصل الاجتماعي، والتي تزعم أن رجب يشهد تدفقا ماليا إعجازيا أو شفاء للأمراض دون دليل شرعي صحيح.

ويؤكد العلماء أن الرزق الحقيقي في هذا الشهر هو «البركة والنفحات» التي تلازم العبد المخلص، مما يجعل حياته أكثر استقرارا وطمأنينة، ويفتح له أبوابا من الخير لم تكن تخطر له على بال.

وتعتبر المدارس الفقهية المعاصرة أن تعظيم رجب كشهر حرام هو الضمانة الحقيقية لنوال البركة والأرزاق.

ويشرح الفقهاء أن الرزق يطلب بالعمل والدعاء في كل آن، إلا أن خصوصية رجب تكمن في كونه وقتا لاستجابة الدعاء وتحقيق «السكينة الروحية».

وبناء على ذلك، فإن التعامل مع رجب كـ «مصصب للرحمات» يتطلب نفسا مقبلة على التوبة، حيث يصب الله نوره في قلب العبد التائب، فيرى الحق حقا ويرزق اتباعه.

عمر مصطفى

عمر مصطفى

صحفي مصري يقيم في محافظة الجيزة ومتخصص في ملف التعليم وكتابة الأخبار العاجلة منذ عام 2011