بدع شهر رجب.. هذه الأمور ابتعد عنها تماما
تتزايد التحذيرات العلمية مع حلول شهر رجب من ممارسات وطقوس دخيلة اجتاحت بعض المجتمعات الإسلامية تحت مسمى العبادة، وهي في ميزان الشرع «بدع منكرة» يجب الحذر منها للحفاظ على صفاء الدين.
ما هي البدع في شهر رجب؟
تكشف الكتب الفقهية أن شهر رجب شهد عبر القرون ظهور عبادات لا أصل لها في الكتاب ولا في السنة، مما جعل المحققين كابن تيمية والنووي وابن حجر الهيتمي يخصصون مؤلفات للتحذير منها.
وتتصدر «صلاة الرغائب» قائمة هذه البدع، وهي صلاة تؤدى في أول ليلة جمعة من رجب بكيفية مخصوصة، حيث اتفق أئمة المذاهب الأربعة على أنها بدعة قبيحة، وأن الحديث الوارد فيها موضوع ومكذوب على النبي.
ويشير العلماء أن هذه الصلاة لم تظهر إلا بعد القرن الرابع الهجري، مما يؤكد أنها ليست من هدي السلف الصالح.
وتكشف الدراسات التاريخية عن ممارسات أخرى كـ «العتيرة»، وهي ذبائح كان يخص بها رجب في الجاهلية، ورغم أن الإسلام أمر بالذبح لله، إلا أن تخصيص رجب بذبائح معينة على أنها سنة راتبة قد نسخ بحديث «لا فرع ولا عتيرة».
كما يحذر العلماء من «صلاة أم داود» في منتصف رجب، و«الصلاة الألفية»، وكلها طقوس تعتمد على مرويات واهية لا تثبت أمام النقد الحديثي، وتؤدي إلى صرف الناس عن العبادات الصحيحة المشروعة.
وتتوسع دائرة الابتداع لتشمل تخصيص ليلة السابع والعشرين من رجب باحتفالات تعبدية معينة بدعوى أنها «ليلة الإسراء والمعراج».
فضل أول ليلة في رجب.. اعرف الصح بالدليل
وتوضح البحوث التاريخية أن تحديد هذا التاريخ ليس محل اتفاق بين العلماء، فضلا عن أن الصحابة والتابعين لم يخصوا هذه الليلة بأي عبادة زائدة عن المعتاد.
ويشدد العلماء على أن الاحتفاء بالمعراج يكون بامتثال الصلاة والدروس المستفادة، لا باختراع صلوات أو أذكار لم يشرعها الله، مؤكدين أن «الاقتصاد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة».
وتخلص آراء العلماء إلى ضرورة الابتعاد التام عن هذه الأمور، والاكتفاء بما ثبت من الصيام المطلق، والذكر، والدعاء، والصدقة دون تخصيصها بهيئات مخترعة.
هل يستحب صيام أول رجب؟.. بيان الحكم بالأدلة
وتتجلى الخطورة في البدع أنها تزاحم السنن في نفوس العوام، حتى يظن البعض أن الدين لا يكتمل بدونها.
وبناء عليه، فإن المنهج السليم هو تعظيم رجب كشهر حرام باتباع المأثور وترك المحدثات، لضمان قبول العمل وسلامة المعتقد.