في 10 مشاهد.. هكذا ترى السينما العلماء المصريين
«رجل يتحدث أو يمشي بطريقة غير مألوفة؛ وينظر لمن حوله نظرة متعالية من خلف نظارته الطبية، وغالبا ما يغفل الاهتماما الكافي بمظهره أو ملابسه لأنه مشغول الفكر دائما بما هو أهم من تلك الأمور التي يراها «تافهة».
نظرة تعميمية أعطتها بعض الأفلام في السينما المصرية لشخصية «العالم»، بخلاف غيره من الناس. كما أظهرت بعض الأفلام شخصية العالم على نحو أكثر جدية.
فلفل
طبيب يرفض أن يظل فقط مجرد «طبيب عادي»، فهو يؤمن بقدرته على عمل اختراع جديد يدخل الجنس البشري بأكمله في طور غير اعتيادي، فيجري تجارب على الحيوانات لكي يُبدل أصواتهم سويا، ثم يتطور الأمر عندما يجري التجربة ذاتها على مطرب شاب و«صبي بقال»، وذلك ضمن أحداث فيلم «فلفل» الذي عُرض عام 1950.
ولم تختلف هيئة ذلك «الطبيب»، والذي جسده الفنان حسن فايق، كثيرا، باستثناء ارتدائه للبالطو الطبي في أغلب أحداث الفيلم.. لمشاهدة الفيلم اضغط هنا
«السرقة» في السينما.. عرض مستمر من أيام إسماعيل ياسين
اقتنلي من فضلك
في الفيلم الذي عرض عام 1965، يظهر عبد المنعم مدبولي، مجسدا شخصية والد «أمينة»، العالم الذي يمشي بطريقة معينة، وظهره منحني قليلا، غير مهتم بملابسه، «منكوش» الشعر، ويرتدي نظارة طبية.
يجري «مدبولي» تجاربا على الحيوانات ليبدل أصنافهم سويا، وعندما يعلم بالمشكلة المتورط فيها خطيب ابنته «عادل»، يحاول إقناعه بأن يحوله إلى أي نوع حيوان يرغب به.
ويتبنى ذلك العالم بعض الأفكار غير المألوفة، والتي يقتنع بها بشكل تام، مثل استعانته بطباخة أمية للعمل معه كمساعدة بعد تدريبها، وذلك لخوفه من الاستعانة بفتاة متعلمة، فتسرق اختراعاته وتنسبها إليها.
شنبو في المصيدة
قدم عميد المسرح العربي يوسف وهبي شخصية «البروفيسير درويش» ضمن أحداث فيلم «شنبو في المصيدة»، الذي عرض عام 1968، وهو العالم الذي يجري تجارب على الحيوانات تسمح بتزاوج أنواع مختلفة منهم؛ مثل إجرائه لعمليات تلقيح بين فأر وقطة، وبين غراب وعصفور لينجبا كتكوت، وعملية تزاوج بين ثعبان وضفدع.
وتتضح نرجسية «البروفيسير درويش»، والذي يظهر بشارب ولحية طوال أحداث الفيلم، بداية من إضافة لقب «البروفيسير» لاسمه إلى تبنيه لنظرية تخالف نظرية عالم التاريخ الطبيعي «داروين»، لا لأنها غير دقيقة، ولكن لاقتناعه بأن الإنسان «أصله حمار»، وليس «قرد» كما قال «داروين».
هكذا بدّلت السينما لسان المصريين.. الدليل في 23 مثال
استقالة عالمة ذرة
ولم تتجاهل السينما المصرية النساء العالمات كذلك، ولكنها حين قدمت شخصية المرأة العالمة، ربطت بينها وبين معاناة المرأة المصرية الدائمة، وهي محاولة التوفيق بين عملها واهتمامها بأسرتها، مثلما جسدت سهير البابلي شخصية عالمة الذرة الدكتورة عنايات في فيلم «استقالة عالمة ذرة» الذي عرض عام 1980.
وظهرت الدكتورة عنايات مرتيدة النظارة الطبية في أغلب أحداث الفيلم، ومهتمة بمظهرها وأناقتها.
واحدة بواحدة
«دكتور أيوب» عالم اعتزل الماس بعد 30 عاما، ليبقى في معمله يجري تجارب كيفا يشاء، يكره النساء، ويظهر في أغلب مشاهده بالفيلم مرتديا البالطو الطبي.
يلجأ «صلاح فؤاد»، والذي يجسده عادل إمام، إلى الدكتور أيوب، بعد أن تورط في تنظيم حملة إعلانية لمنتج وهمي باسم الفنكوش، ليطلب منه أن يخترع له أي منتج يطلق عليه الاسم ذاته ويحل تلك الأزمة، وبعد رفض قاطع، يوافق دكتور أيوب تحت تأثير المال، بالرغم من أنه أخبره في بداية الأمر أن المال لا يهمه، وذلك ضمن أحداث فيلم «واحدة بواحدة» الذي عرض عام 1984.
وتتضح النظرة المتعالية لدكتور أيوب تجاه باقي البشر حين يصفهم بـ«جنينة الحيوانات الكبيرة» و«الأغبياء» و«المجانين». وتظهر النرجسية التي يتمتع بها حين يقول: «أنا هنا عايش مع الإنسان الوحيد في الكون ده كله اللي يستاهل إنه أعيش معاه.. أنا» و«عبقريتي أسمى من إنها تشترى بالمال».
جري الوحوش
«دكتور نبيه» طبيب وعالم ينظر لمن يعترض على أرائه نظرة متعالية، فهو دائما ما يتهم صديقه «عبد الحكيم» بالجهل عندما يبدي عدم اقتناعه بأفكاره، والتي تتجلى أبرزها في محاولته شفاء العقم عند الرجال، من خلال زرع أجزاء معينة في جسمهم مأخوذة من رجال قادرين على الإنجاب.
ويزداد حماس «د. نبيه» تجاه بدء تنفيذ الفكرة بعد أن أثبتت نجاحها عندما جربها على الحيوانات، وخاصة عندما يعاني صديقه «سعيد» من المشكلة ذاتها، وذلك ضمن أحداث فيلم «جري الوحوش» الذي عرض عام 1987.
وبجانب النظرة المتعالية التي تتجلى خلف نظارته الطبية، لا يتخلى «د. نبيه»، أو الفنان حسين فهمي، عن «البايب» في أغلب مشاهده بالفيلم، بجانب التحدث ببعض الكلمات الإنجليزية بين كلامه العادي، كما أنه يعطي اهتماما كبيرا لملابسه ولطريقة تصفيف شعره.
قاهر الزمن
وفي نفس العام، قدم الفنان جميل راتب شخصية الطبيب والعالم المصري «د. حليم» الذي اكتشف طريقة تسمح بتجميد جسم الإنسان لبضع السنوات بشكل لا يجعل خلايا الجسد تفقد حيويتها، كي تعود إلى الحياة مرة أخرى، ويقوم بإجراء تجاربه على مرضاه بشكل خفي.
ويظهر الدكتور حليم في الفيلم مهندم الملابس، مهتما بطريقة تصفيف شعره، ويرتدي نظارة طبية.
الصحفيون في السينما.. نضال وانتهازية في بلاط صاحبة الجلالة
الرهينة
ومجسدا شخصية العالم المصري المسيحي «دكتور مكرم سحاب»، ظهر الفنان صلاح عبد الله ضمن أحداث فيلم «الرهينة» الذي عرض عام 2006.
ومن خلال حادث اختطافه، يظهر الفيلم المخاطر التي قد يتعرض لها العالم بهدف سرقة أبحاثه ومحاولات منعه إفادة الناس بعلمه، والتي قد تصل إلى محاولات القتل.
السفاح
وعلى نفس الطريقة، ظهر الفنان نبيل الحلفاوي، في فيلم الرهينة الذي عرض عام 2009، مجسدا شخصية الدكتور حسن، العالم الذي يحاول أن يحتفظ بـ«ميكروفيلم» أبحاثه النووية، فيتعرض وعائلته إلى الكثير من المخاطر، والتي تصل إلى القتل.
فبراير الأسود
أما في فيلم فبراير الأسود الذي عرض عام 2013، اضطر العالم الكيميائي «صلاح» والذي يجسده الفنان طارق عبد العزيز، إلى العمل كبائع طرشي بسبب ظروف المعيشة الصعبة داخل القاهرة. ويظهر «صلاح» في معظم مشاهده بالفيلم مرتديا النظارة الطبية.
وتقول الناقدة السينمائية «ماجدة خير الله» إن «طبيعة الفيلم السينمائي تتحكم في كيفية ظهور شخصية العالِم»، فإذا كانت طبيعة الفيلم كوميدية، ظهرت الحاجة إلى المبالغة في الهيئة والملابس بهدف إضحاك الجمهور، أما إذا كان الفيلم يعالج قضية اجتماعية، فتظهر شخصية «العالِم» عادية كأي شخص آخر.