طفل يكره المذاكرة

طفل يكره المذاكرة


طفلك مش عايز يذاكر؟.. اتعامل معاه بالطريقة

المذاكرة هي المعاناة الأزلية للآباء والأطفال على السواء، وبعض الأطفال مهما حاول معهم الآباء، بالمحايلة، أو بالتعنيف؛ فإنهم يرفضون المذاكرة رفضا تاما، وإن استسلموا للمذاكرة أخيرا فإن عقولهم لا تستسلم وترفض استيعاب أي معلومة.

الخبير التربوي الدكتور كمال مغيث يؤكد أن الطفل بطبيعته لديه فضول لكي يتعلم ويستكشف كل شيء حوله، لذلك فهو يحب تقليد الكبار دائما.

ويوضح «مغيث» أن هذا الاستعداد الطبيعي بداخل الطفل يمكن استغلاله لخلق جو مشجع على المذاكرة حوله، من خلال بعض الخطوات، منها:

بيئة محفزة على المذاكرة

إذا كان الطفل يرى والده والدته يقرآن الكتب أو يكتبان باستمرار، فسيبدأ بالإمساك بالورقة والقلم لتقليد والديه، وسيفعل ذلك بحب وفضول شديد لتجريب ما يرى والديه يفعلانه؛ وبذلك نكون قد خلقنا حول الطفل بيئة ومشاعر إيجابية نحو الكتب.

وستكون الخطوة التالية كما يرى الخبير التربوي هي تشجيع الطفل بشراء الكتب والألوان الخاصة به، وبدلا من أن يقلد والديه سنوجه هذا الاستعداد في العملية التعليمية، فنجعله يقرأ أو يكتب بعض الكلمات التي يجب أن يتعلمها في المدرسة؛ وبهذا سيجد الطفل نفسه يتعلم ويذاكر دون أن يشعر.

التشجيع

 

الأطفال يتأثرون كثيرا «بالكلمة الحلوة» فهي تزيد ثقتهم في أنفسهم، فعندما تثني على الطفل عندما يعمل عملا جيدا، فسيحب الطفل هذا الشيء وسيستمر في فعله لأنه يشعره أنه شخص مميز عن زملاءه.

ويشرح «مغيث»: «إن قام الطفل بكتابة بعض الكلمات بطريقة صحيحة، فلا مانع من أن تعلقها له على الحائط والثناء عليه.. لا يجب أن يكون ما فعله الطفل عظيما جدا حتى نثني عليه، فمجرد تشجيعه على كلمة بسيطة يكتبها بطريقة صحيحة ستكون دافعا له للمذاكرة».

احكِ له قصة

قد لا تكون للقصص علاقة مباشرة مع صعوبات المذاكرة التي ستواجهها مع طفلك، ولكن على المدى البعيد فهي أسلوب جيد لتخلق لدى الطفل علاقة جيدة مع الكتب والقراءة وبالتدريج ستتفتح لديه الرغبة في التعلم، والفضول للتعامل مع الكتب المدرسية بشكل أكثر جدية.

من غير وجع ضهر.. إزاي تحمي طفلك من شنطة المدرسة

اتركه يلعب


يقول «مغيث» إن: «في علم النفس هناك مبدأ مهم جدا وهو أن الطفل مهنته اللعب، فالطفل الذي لا يحب اللعب أو الحركة غير طبيعي».

وبالتالي فإن الآباء يجب ألا يغضبوا أو ينفعلوا على أطفالهم عندما يهربون من المذاكرة، لأن اللعب هو عالمهم الحقيقي، ولكن على الآباء أن يستغلوا هذه النقطة في تشجيع الطفل على المذاكرة.

 ويوضح الخبير التربوي أن: «الطريقة المجربة والتي أستخدمها بنفسي مع الأطفال هي تقسيم الوقت بين المذاكرة واللعب؛ المذاكرة ساعة واللعب ساعة أخرى. وإذا كان الطفل يريد مشاهدة كرتون يأتي في الساعة التاسعة مثلا، فلا مشكلة سأقول له مثلا سنعقد اتفاقا أن نذاكر حتى الساعة التاسعة ثم أتركه يلعب أو يشاهد التليفزيون كما يشاء».

من أول يوم مدرسة.. إزاي تحبب طفلك في المذاكرة؟

لا تنفعل عليه

وإذا كان جزء كبير من حب الطفل للمذاكرة ينبع من استغلال فضوله وتنمية ثقته في نفسه حتى يشعر أن المذاكرة هي عمل يميزه عن غيره ويستطيع به إثبات شخصيته؛ فهناك ثلاثة قيم يقول «مغيث» إنه يجب أن يؤسس الوالدان أطفالهم عليها.

هذه المباديء هي: «نحبكم – نحترمكم – نثق فيكم»، وهي القيم التي تسمح بنمو شخصية الطفل بشكل سوي وتدفعه للقيام بالأفعال الإيجابية، بحسب «مغيث».

الطفل عندما يجد أن المذاكرة محاطة دائما بأجواء سلبية ومؤذية مثل الضرب، والصراخ في وجهه دائما، والتقليل من شأنه، ووصفه بالفشل والغباء، فهذا جزء كبير وأساسي من نفوره من المذاكرة.

يقول «مغيث»: «أعرف بعض النماذج الذين وصلوا للستين عاما ولم ينسوا الطرق العنيفة التي استخدمها معهم آباؤهم وهم في عمر الست سنوات».

لكن هذه الطرق تأتي بنتيجة سلبية تماما كما يؤكد الخبير التربوي.

في أول يوم.. إزاي تتغلب على خوف الطفل من المدرسة؟

كلام إيجابي عن المدرسة

 

وإذا لم يتقبل الطفل المدرسة فهو بالتأكيد لن يتقبل المذاكرة، ولا يجب أن تكون المدرسة بالنسبة له مكانا للتهديد والعقاب أو حرمانه من الأشياء التي يحبها ويعتاد عليها.

يقول «مغيث»: «معظم الأطفال يتعرضون لشيء اسمه صدمة المدرسة، فالطفل يخرج من بيئته المليئة باللعب والحب والاهتمام لبيئة جافة مليئة بالمعلومات والقواعد الصارمة. وهذه الأشياء كلها تؤثر على تقبل الطفل للمدرسة والمذاكرة معا».

وهنا يأتي دور الأهل والمدرسين معا بأن يجعلوا المدرسة مكانا تحفيزيا وإيجابيا بالنسبة للطفل، فتشجيع الطفل وتحفيزة بنظام المكافئة.

أفكار جديدة عشان تصحي ابنك للمدرسة

الكلمات المفتاحية

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال