5 عملات عامت قبل الجنيه.. وهذه النتيجة
«تعويم الجنيه».. جملة أصبحت تحمل كثير من المخاوف حول ارتفاع الأسعار وانهيار قيمة الجنيه المصري أمام الدولار، رغم تأكيد المسئولين أن قرار التعويم سيكون في صالح الاقتصاد المصري.
تعويم العملة، تجربة اقتصادية خاضتها دول عديدة قبل مصر، منها دول عربية أيضا، كانت تريد بها الخروج من «أزمات اقتصادية خانقة».. بعض هذه الدول نجح نجاحا كبيرا وأصبح نموذج يحتذى به اقتصاديا، وبعضها أخفق بشدة، والبعض الآخر لايزال ينتظر النتائج التي لم تظهر بشكل واضح بعد.
ما بين النجاح والفشل سيعرض لك «شبابيك» تجارب هذه الدول في تعويم العملة.. للإجابة على سؤال يقلق كثيرون: هل يكفي تعويم العملة فقط في تجاوز الأزمة الاقتصادية أم أن هناك إصلاحات أخرى لابد من إجراءها مع هذا القرار؟
المغرب
في أواخر سبتمبر الماضي قرر بنك المغرب اتخاذ الإجراءات اللازمة لتعويم الدرهم المغربي.
جاء ذلك بعد قرار من الملك محمد السادس والتنسيق بين وزارة المالية وصندوق النقد الدولي.
ورغم اختلاف آراء الخبراء الاقتصاديين حول آثار تعويم الدرهم على الاقتصاد المغربي، فمنهم من رأى أنه خطوة ضرورية للتحكم في معدل التضخم، ومنهم من رأى العكس تماما وأنه سيؤثر عليه سلبيا على البنية الاقتصادية التي اعتمدت لسنوات طويلة على سعر صرف ثابت للدرهم المغربي؛ إلا أن الحكومة المغربية اتخذت قرار التعويم التدريجي وليس التعويم الحر.
والانتقال التدريجي يعني أن يضع البنك المغربي حدا أدنى وأعلى لسعر الصرف ويتدخل في حالة تجاوزه، ثم بعد ذلك تكون خطوة التعويم الحر، فيتم تحديد قيمة الدرهم بناء على العرض والطلب.
خطوة أخرى تحسب للحكومة المغربية كما يرى محللون اقتصاديون وهي عدم اتخاذ خطوة التعويم إلا مع وجود احتياطي نقدي في حالة جيدة؛ وفقا لصحيفة «HesPress» المغربية الإلكترونية.
وفي أواخر أكتوبر الماضي سجل البنك المركزي المغربي زيادة في الاحتياطي النقدي لـ14.4%.
البرازيل
كانت البرازيل لسنوات طويلة نموذجا يحتذى به في الانتقال للديمقراطية وفي النمو الاقتصادي أيضا. بدأتها بعدة إصلاحات اقتصادية كان ضمنها قرار تعويم الريال البرازيلي عام 1999.
جاءت هذه الخطوة بعد أن أصبحت البرازيل بلدا طاردا للاستثمار وللمواطنين أيضا، فانخفضت معدلات الاستثمار وارتفعت معدلات الهجرة بشكل غير مسبوق.
ومع قرار التعويم انخفضت قيمة الريال البرازيلي ليسجل 2.15 مقابل الدولار الواحد، بعد أن كان سعر الدولار هو 1.20 ريال برازيلي. وفقا لموقع «V- Brazil».
ورغم أن البرازيل عانت من أزمة اقتصادية بعد قرار التعويم ولأربع سنوات متتالية، إلا أنها اتبعت بعض الإصلاحات الاقتصادية التي كزت على تشجيع الصناعة المحلية وزيادة الصادرات للخارج، حتى أصبت ضمن الدول الأقوى اقتصاديا.
لكن مع بداية عام 2015 تعرضت البرازيل لأزمة اقتصادية أخرى بسبب تراجع النمو في الإنتاجية وزيادة الأسعار.
روسيا
عندما جاء العام 2010 كانت روسيا قد بدأت تدخل مرحلة صعبة من الركود الاقتصادي، بسبب انخفاض سعر النفط؛ وانخفاض قيمة الروبل أمام الدولار.
استمرت هذه الأزمة الاقتصادية أربعة سنوات كاملة؛ وفي العام 2014 قرر البنك المركزي الروسي تعويم الروبل.
الحكومة الروسية، قالت إن تعويم الروبل سيحافظ على الاحتياطي النقدي، وأنها تراهن على الاستثمارات الروسية التي ستزيد الطلب على الروبل، وبالتالي ترفع قيمته مرة أخرى أمام الدولار.
وبعد قرار التعويم الروبل، انخفض سعر الروبل أمام الدولار، فأصبح متقلبا ما بين 33 روبل و40 روبل؛ وفقا لموقع «روسيا اليوم».
لكن سبب العقوبات التي فرضت على روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية، انخفضت قيمة الروبل مرة أخرى لأدنى مستوياتها وزاد التضخم بشكل غير مسبوق، حتى سجل 62 روبل.
وبعد أن تدخل البنك المركزي الروسية لدعم سعر الروبل، وإعلان الحكومة الروسية لسحب وحداتها العسكرية من أوكرانيا، تراجع انخفاض سعر الروبل وتباطأ معدل ارتفاع الأسعار.
لكن لايزال الاقتصاد الروسي لم يستعد عافيته بعد مع تخوفات بانخفاض أسعار النقط مرة أخرى والتي تهدد قيمة الروبل؛ وفقا لـ«روسيا اليوم».
هذه الموارد تزيد ميزانية المترو والمكسب ملايين
الأرجنتين
عندما فاز ماوريسو ماكري برئاسة الأرجنيتن عام 2015، كانت أولى وأهم قراراته الاقتصادية هي تعويم العملة الأرجنتينية البيزو.
وكان «مكاري» قد تعهد في حملته الرئاسية باصطلاحات اقتصادية، بعدما عانى المواطنون من أزمة اقتصادية بدأت منذ عام 2001 أدت فيها سياسات رئيسة الأرجنتين السابقة بفرض قيود شديدة على سعر صرف البيزو وتجميد ودائع المواطنين بالدولار، مع ارتفاع الأسعار؛ ما أدى إلى ظهور سوق السوداء يباع فيها الدولار الأمريكي بعشرة بيزو.
كان وزير المالية الأرجنتيني ألفنسو برات جاي، صريحا مع المواطنين، فقد أكد أن تعويم البيزو سيؤدي إلى انخفاض قيمته أكثر أمام الدولار، وبالتالي وارتفاع الأسعار.
وبالفعل بعد قرار التعويم مباشرة انخفض سعر البيزو، اصبح سعر الدولار15 بيزو، ثم تراجع قليلا ليسجل 14.5 بيزو للدولار الواحد.
لكن حكومة الأرجنتين تابعت قرار التعويم بإصلاحات اقتصادية، مثل رفع القيود عن الشركات الراغبة في الاستيراد، وحرية تداول المواطنين للدولار حتى لا تنشأ سوقا سوداء، وتحفيز الصادرات وجذب الاستثمارات الأجنبية، لمضاعفة الاحتياطي النقدي.
هذه الحكومات أقنعت مواطنيها بالإقلاع عن التدخين.. تعرف عليها
كازاخستان
وبسبب انخفاض أسعار النفط أيضا انخفضت قيمة عملة كازاخستان التينج أمام الدولار مع بداية العام 2014.
وبعد حوالي عام ونصف وبالتحديد في أغسطس 2015 قررت حكومة كازاخستان تعويم التينج.
وقال رئيس كازخستان، نور سلطان نزارباييف، إن قرار التعويم سيحافظ على الاحتياطي النقدي للبلاد، وسيعمل على الحد من ارتفاع التضخم.
وبعد قرار التعويم مباشرة انخفضت قيمة التينج أمام الدولار بنسبة 30% ليسجل الدولار الواحد 252 تينج.
ونتيجة هذا الارتفاع توقفت عن بيع الدولار بعد زيادة الطلب عليه بصورة كبيرة، خوفا من أن يؤدي هذا الإقبال الكبير على الدولار إلى خفض قيمة التينج أكثر من ذلك.
أما الشركات والمحلات التي تعتمد على السلع المستوردة فقد أغلق كثير منها أبوابها بعد ارتفاع قيمة الدولار لهذا الحد.
تجربة كازاخستان تشبه إلى حد كبير تجربة روسيا، فقد احتفظت الحكومة بحق التدخل لضبط أسعار التينج للحفاظ على الاقتصاد من الانهيار.
وعلى الرغم من جميع هذه الآثار السلبية لتعويم التينج، بدأت حكومة كازاخستان في تشجيع الاستثمار، وبدأت بعض الشركات تستعيد منافستها ووضعها في السوق، وتوفير فرص عمل كثيرة للمواطنين؛ وفقا لموقع « Kashagan Today».