حكايات للفتى الأسمر أحمد زكي مع المشاهير

حكايات للفتى الأسمر أحمد زكي مع المشاهير

عينان تجذبك لمتابعتهما من النظرة الأولى لتكتشتف من خلالهما أنك أمام فتى أسمر صاحب ألف وجه، يستطيع أن يجعلك تراه في كل مرة في ثوب جديد كأنك تراه للمرة الأولى.. هكذا أطل النجم المحبوب أحمد زكي أمام الكاميرا حارس عقار أو رئيس جمهورية أو ضابط صارم الملامح والطباع.

مواقف عدة جمعت بين الفتى الأسمر والعديد من المشاهير. في ذكرى ميلاده، نستعرض البعض منها في هذا التقرير من «شبابيك».

محمد خان

كان محمد خان، مخرج التفاصيل الصغيرة، يعتبر أحمد زكي، صديقه الأقرب منذ عملهما سويا في فيلم «طائر على الطريق» من إنتاج عام 1981، تخللها العديد من المشاكسات الصبيانية التي نشأت بسبب عصبية «زكي» وعِند «خان» معه، ولكنهما سرعان ما كانا يتصالحان مجددا لتعود صداقتهما أقوى من السابق.

وكان «زكي» هو الاسم الأول الذي يحب أن يرشحه «خان» كبطل أول في جميع أفلامه؛ الأمر الذي جعله يرشحه لأداء شخصية «فارس» أمام الكاميرا في فيلم «الحريف»، على شرط أن يحتفظ بشعره المجعد الكثيف، ولكن عند «زكي» دفعه لكي يحلق شعره تماما، ما جعل منتجي الفيلم «خان» و«عاطف الطيب» يذهب ترشحيهما إلى الزعيم عادل إمام عوضا عنه.

وحين ذهب «خان» إلى منزل الفتى الأسمر ليخبره، كان رد الأخير: «والله؟ .. طيب.. كويس»، ثم دخل الحمام، ولاحقا روى لـ«خان» أنه وقتها، وفور دخوله الحمام، ظل يسبه بدافع الغضب، لتصبح شخصية «فارس» بفيلم الحريف من الأدوار التي ندم عليها «زكي»، وهو من قرأ افتتاحية الفيلم بصوته، والتي كتبت كلماتها أمينة جاهين.

وروى «خان» موقف آخر جمعه بالفتى الأسمر، وذلك عندما رشحه للقيام بدور البطولة في فيلم «فارس المدينة» ولكنه اختفى قبل بداية التصوير، ما اعتبره «خان» طريقة اعتذار ضمنية معروفة في الوسط الفني، فذهب ترشيحه إلى صديقه محمود عبد العزيز، والذي وافق على تأدية الدور، ولكنه طلب مهلة لانشغاله في عمل آخر، ما رفضه «خان»، وجعله يقرر إعطاء البطولة للشاب الصاعد وقتها «محمود حميدة» لتكون البطولة السينمائية الأولى له.

وعلى طريقته المميزة، انتقم رائد الواقعية من «زكي»، صديقه الأقرب، من خلال وضع اسم محمود حميدة بطل فيلمه قبل اسم الفيلم على الأفيش، مع وجود الضمير «هو» مكتوبا بخط صغير كفاصل بينهما. وعندما قابل «خان» الفتى الأسمر عندما كان في زيارة للمنتج حسين القلا بعد طباعة إعلانات الفيلم بالشوارع، قال له «زكي» مازحا: بقى «هو» فارس المدينة؟!

محمود عبد العزيز

كما جمعت بين أحمد زكي ومحمود عبد العزيز علاقة صداقة قوية، وإعجاب كلا منهما بعمل الآخر؛ فقال عنه الساحر: «أذكر مرة أننى بدافع شدة انفعاله، كنت هاموت منه أثناء تصوير مشهد في المياه ببحيرة قارون في فيلم شفيقة ومتولى». كما كان عبد العزيز يؤكد دائما أن الفتى الأسمر كان كريما ولديه عزة نفس عالية جدا

ذلك بجانب وقوف الفتى الأسمر فوق خشبة المسرح في حفل مهرجان الإسكندرية السينمائي عام 1990، ليشيد بـ«مزاجنجي السينما المصرية» فور إعلان الفنان سمير صبري فوز «الشيخ حسني» بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم «الكيت كات»، فقال «زكي» إن عبد العزيز توحد مع الشخصية بدرجة رائعة استحق ان يحصل على جائزة تقديرا لروعة أدائه لها، بل هو يستحق جائزة الأوسكار أيضا.

سعيد صالح

وكان الفنان سعيد صالح من أشد المؤمنين بموهبة «زكي» في بداياته الفنية، ذلك بجانب إدراكه لمدى خفة ظله؛ الأمر الذي جعله يصر على استفزازه في مشهد من مسرحية العيال كبرت، إلى أن قام «زكي» بارتجال مشهد بالكامل نابعا من خفة ظله المعهودة في ظل إعجاب باقي الممثلين فوق خشبة المسرح، وضحكات الجمهور أيضا، ليبقى من أشهر مشاهد مسرحية «العيال كبرت».

يسرا

وحكت الفنانة يسرا أنه في أحد المشاهد التي جمعته بها أثناء تصوير فيلم «الراعي والنساء»، كانت تقف في مواجهته ووجهها للكاميرا، ليبقى ظهره للكاميرا وهي تقول: ماتسيبنيش لوحدي.. أنا حسيت معاك بالأمان.. أرجوك ماتسيبنيش يا حسن. وبالرغم من أنه كان يعطي ظهره للكاميرا، فقد تأثر جدا بالجمل التي كانت تقولها «يسرا»، ما جعله يندمج بشدة لدرجة وصلت إلى البكاء.

رغدة

كما روت الفنانة رغدة أنها كانت من أشد المقربات للفتى الأسمر، وفي إحدى مداعباته لها أثناء مشاهدتهما سويا لحفل ينقله التليفزيون، شاهد الفنانة مريم فخر الدين تمسك بذراع الفنان أحمد مظهر أثناء صعودها على خشبة المسرح في دار الأوبرا المصرية، فقال لها: «عندما نكبر مثلهما تأخذين بيدي وأنا أصعد على خشبة المسرح»، ما جعلهما يتفقا على أن من يقع منهما، على الطرف الآخر أن يقوم بمساندته.

إبراهيم نصر

وفي أحد حواراته الصحفية، قال الفنان إبراهيم نصر إنه في أحد ليالي عملهما سويا في فيلم «مستر كاراتيه»، دعاه «زكي» للعشاء في مطعم شهير بالزمالك عقب انتهاء التصوير، وبعد تناولهما العشاء، خرجا من المطعم ليجدا عاملا بالمطعم يضرب كلبا باستخدام عصا بعنف شديد، كي يبتعد عن باب المطعم، ما أغضب الفتى الأسمر للغاية، وجعله ينفعل على العامل، مطالبا إياه بالرفق بالحيوان، ومعاملة الكلب كأنه زبون جاء للمطعم بهدف العشاء، وإحضار لحم له في الأطباق ذاتها التي يأكل منها الزبائن، وأكد له أنه مستعد لسداد تكاليف ذلك، فاستجاب صاحب المطعم لطلبه، ووقف «زكي» حتى انتهى الكلب من تناول طعامه ثم انصرف.

منى زكي

وحكت الفنانة منى زكي أنها حرصت على دعوة أحمد زكي لحضور زفافها على الفنان أحمد حلمي، ولكنها فوجئت يوم الفرح بالموجودين بداخل القاعة يخبرونها أنه حضر قبل يوم من الفرح، ما جعلها تتوقع عدم حضوره يوم الفرح بعدما أخطأ في تاريخه لانشغاله بأعماله الفنية، ولكنه حضر بالفعل مرة أخرى لتستقبله بفرحة عارمة.

أحمد زكي فنان مصري ولد في 18 نوفمبر 1949، اشتهر بلقب «عبقري الأداء»، وعرف بالعديد من الأفلام السينمائية مثل «زوجة رجل مهم» و«استاكوزا» و«حليم»، وتوفى في شهر مارس من عام 2005.

أماني عماد

أماني عماد

صحفية مهتمة بمجال الفنون والثقافة.. تهوى الكتابة عن السينما والأفلام، بجانب كتابة سيناريوهات أفلام واسكتشات وقصص قصيرة.