آيات وأحاديث صحيحة.. هذه أدلة المتشدّدين لإباحة القتل والتفجير
يستند من يعتقدون بإباحة قتل المدنيين إلى العديد من الآيات والأحاديث النبوية وبعض الآراء الفقهية.
نرصد في التقرير التالي مبررات المتشددين لقتل المدنيين من غير المسلمين، ورد العلماء المتخصصين عليهم.
آيات قرآنية
من أكثر الآيات التي تستند إليها الجماعات المتشددة وتأولها لاستباحة القتل، قوله تعالى: «فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ»، ويقول ابن كثير في هذه الآية إنها «نسخت كل الآيات التي فيها الصفح والكف عن المشركين، آمرة بقتالهم»، أي أن الآية تحض على فتال غير المسلمين.
ويخالف هذا التفسير عددا من المفكرين الإسلاميين مثل الشيخ محمد الغزالي في كتابه جهاد الدعوة، فيقول: «إن ناسا من المفسرين -عفا الله عنهم- لم يعيشوا في جو السورة، ولم يربطوا الحكم بحكمته، وزعموا أن السورة ألغت أكثر من 100 آية تدعوا للمسالمة، وأحلت العنف مكان اللطف والإكراه مكان الحرية.
وكذلك تحدث الشيخ يوسف القرضاوي في كتاب فقه الجهاد عن أن من يتأمل الآية حقا لن يجد فيها إشارة تفيد بمشروعية قتال المسالمين من غير المسلمين.
ويرى المفكر الإسلامي عدنان إبراهيم أن ظاهر الآية السابقة يفتح حربا على المشركين، الأمر الذي يعتبرُه مغالطة لكتاب الله.
وقال بأن الآية مقيدة بقول الله تعالى: «إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحدا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين» أي من أمرنا بحربهم هم فريق خاص من المشركين اعتدوا علينا ونبذوا عهودنا دون إيذان.
هذا ما سيحدث.. 14 رد فعل قادم عقب تفجير «مارجرس» و«المرقسية»
ومن الآيات التي بتعاملون مع ظاهرها أيضا، قوله تعالى «وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ».
وقوله تعالى «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ»، وكذلك «قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ».
المقصود بالآيات السابقة، مقاتلة من اعتدى أولا، وقد جاء في تفسير قوله تعالى «فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ» أن ذكر كلمة «لقيتم» تفيد بأنه هناك مواجهة واستعداد مسبق، وليس مباغتة الآمنين كما يعتقد البعض.
ماذا تعرف عن المحفل المسيحي الذي تحول لمأتم؟
أحاديث نبوية
من أكثر الأحاديث التي يستند إليها الجماعات المتطرفة في تبرير أعمال القتل، قول النبي «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ».
ويعلق شيخ الأزهر، أحمد الطيب في حديث تلفزيوني سابق، قائلا: «إن الأمر لا يقصد به قتال الكون كله، بل مشركو مكة الذين أخرجوا المسلمين، وحاربوا النبي آنذاك، كما أن كلمة «أقاتل» تعني رد العدوان المبدوء من جهة المشركين».
3 مؤشرات أدت إلى تفجير كنيسة طنطا.. هل فطنت الأجهزة الأمنية لها؟
آراء فقهية
يتخذ المتشددون من بعض الآراء الفقهية للأئمة السابقين دليلا لقتل غير المسلمين، ومنها جهاد الطلب -وهو طلب مقاتلة المشركين في أرضهم- ، فجمهور الأحناف يقولون إن الكفر ليس سببا للقتل ولكنه مقرون بتحقق الاعتداء.
ويقول أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، سعدالدين الهلالي، في كتابه «المواجهة الدينية لظاهرة الإرهاب» بأن جمهور فقهاء المالكية والشافعية إن رأى بوجوب جهاد الطلب، فهذا ليس نصا مقدسا وإنما هو قولهم الفقهي ويتحمل من يأخذ به مسئوليته أمام الله تعالى، خاصة مع قوله تعالى «لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ».