شاركوا في 30 يونيو.. شباب يحكون عن «الأحلام» بعد 4 سنوات من عزل مرسي

شاركوا في 30 يونيو.. شباب يحكون عن «الأحلام» بعد 4 سنوات من عزل مرسي

4 سنوات مرت على 30 يونيو 2013، شهدت خلالها مصر الكثير من الأحداث والقرارات المؤثرة على المجتمع المصري ككل، والشباب خاصة.. وكما تبدلت الأوضاع في مصر تبدلت أحلام شباب شاركوا في عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، واستدعوا وزير الدفاع وقتها الرئيس عبدالفتاح السيسي.

فكيف كانت الأحلام والطموحات وكيف أصبحت؟.. هذا ما يوضحه «شبابيك» من خلال حديث خاص مع ثلاثة شباب شاركوا في «30 يونيو».

حلم إيمان تبدّد

«ذكرى 30 يونيو بالنسبة ليا بقت نكسة، لأن مبقاش فيه حرية ومبقناش نعرف نقول لأ، فيه ناس بتتسجن وفيه اختفاء قسري»​​​​​​​، تقول إيمان أبوزيد

​​​​​​​كان الدافع وراء مشاركة إيمان أبوزيد، 28 عاما، في «30 يونيو» هو التخلص من «السلطة الدينية»، ليتولى الحكم رئيس مدني، ولكنها تعتبر أن «أملها لم يتحقق بشكل كامل» بعد أن تولى الحكم الرئيس عبدالفتاح السيسي برغم استقالته من الجيش في مارس 2014.

«ذكرى 30 يونيو بالنسبة ليا بقت نكسة، لأن مبقاش فيه حرية ومبقناش نعرف نقول لأ، فيه ناس بتتسجن وفيه اختفاء قسري».. هذا ما تعتقده أبوزيد، المتخصصة في السوشيال ميديا، بعد مرور 4 سنوات من عزل أول رئيس منتخب بعد ثورة 25 يناير.

وتقول: «قررت التخلي عن أحلامي والاستسلام للأمر الواقع.. مبقاش فيه غير خيبة الأمل»، مشيرة إلى أنها خريجة إرشاد سياحي، قسم لغة روسية، وكان حلمها العمل في مجال تخصصها، ولكن تراجع معدلات السياحة في مصر خلال حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، جعلها لا تحقق حلمها.

بعد عزل «مرسي» كان لـ«أبوزيد» أمل في أن تعود السياحة.. «لكن للآسف ده محصلش لأننا طفشنا السياح بفكرة الإرهاب، ولما فقدت الأمل إني اشتغل في مجالي اشتغلت في مجال السوشيال ميديا»، هكذا تقول أبنة الثماني وعشرين ربيعا لـ«شبابيك».

الطلاق بسبب الغلاء

لم تتخل «إيمان» عن أحلامها المهنية فقط، بل أجبرتها الأوضاع في مصر على التخلي عن حلمها في الاستقرار وتكوين أسرة.. تقول «اتجوزت بعد 30 يونيو 2013، كان عندي أمل إن حال البلد هيتصلح وإني هستقر، لكن في الأخر انفصلت، كان من ضمن أسباب انفصالي إني مكنتش عايزه أجيب أطفال»، وتستطرد: «أجيب أطفال ليه وأنا مش هعرف أربيهم في بلد مبقاش فيها اقتصاد، الأسعار بقت غالية، مفيش تعليم، مفيش صحة».

بلاها مشروع

أحلام وطموحات «محمد» وفق ما يقول «تبددت»، فهو لم يستطع فتح كافيه ومركز تدريب فنون، كما كان يحلم

كراهية الإخوان دفعت إسلام محمد، 30 عاما، للنزول في 30 يونيو من العام 2013، وكان يرى أن «هدفهم الوحيد كان الوصول للسلطة وبعد أن تمكنوا من ذلك بدأوا في اتباع سياسة أخونة الدولة».

«البدايات كانت مبشرة بعد عزل مرسي» في وجهة نظر محمد، الذي يقول «لكن من بعد فض اعتصام رابعة، كل حاجة مشيت العكس.. رجع قانون التظاهر تاني، وبقى فيه قمع للمتظاهرين، وتقييد لحرية الإعلام، أي برنامج أو صحيفة معارضة بقت تتقفل، غير الارتفاع الكبير في الأسعار، اللي خلاني اقتنع إن استحالة إن الشاب يقدر يتجوز إلا لو كان غني أو وارث، لأن تكاليف الجواز بقت 3 أضعاف».

أحلام وطموحات «محمد» وفق ما يقول «تبددت»، فهو لم يستطع فتح كافيه ومركز تدريب فنون في نفس الوقت، كما كان يحلم، لأنه كان ينوي الاقتراض من أحد البنوك، إلا أن البنوك رفعت الفائدة بعد تعويم الجنيه.

يضيف محمد: «يعني عشان أخد قرض 50 ألف جنيه هسدده 80 ألف، فطبعا لغيت فكرة المشروع واشتغلت في السوشيال ميديا، وقررت إني متجوزش ولا هحوش حاجة من مرتبي للمستقبل، وهصرفه كله وهعيش حياتي».

الرعب من الفقر

السبب الذي دفع إسلام محمد، للنزول في «30 يونيو» هو نفسه الذي دفع سارة سعد صحفية، 28 عاما إلى المشاركة فيها ولكنها بعد 4 سنوات من الأحداث تقول: «أنا دلوقتي ندمانة إني نزلت، بسبب الوضع اللي البلد وصلت ليه، بقى فيه قمع للحريات محدش بقى عارف يتنفس ويقول رأيه، غير الارتفاع المستمر في الأسعار».

«بقيت خايفة من الفقر، وأني ممكن مقدرش أعيش أو ألاقي احتياجاتي الأساسية».. جملة تقولها «سعد» بنبرة حزينة، ثم تضيف: «عشان كده كل همي بقى إزاي أقدر أجمع فلوس عشان أعيش كويس في الوضع اللي البلد فيه، مع إني لما نزلت في 30 يونيو مكنتش بفكر بالطريقة دي وكان كل أحلامي إني أبقى مذيعة، وارتبط واتجوز وأكون أسرة».

سارة سعد، اقتربت من تحقيق حلمها بالزواج وتكوين أسرة؛ فهي الآن مخطوبة، إلا أنها أكدت في ختام حديثها مع «شبابيك» أنها تعاني من ارتفاع الأسعار، وقالت: «حاسة إن الجواز دلوقت بقى لمن استطاع إليه سبيلا».

 

أسماء أبو بكر

أسماء أبو بكر

عن كاتب المقال: صحفية مصرية حاصلة على كلية الإعلام من جامعة القاهرة، تهتم بشؤون الطلاب