من ساعة الحادث وأنت مصدوم؟.. تغلّب على مخاوفك بهذه الطريقة
الصدمات الناتجة عن الحوادث المختلفة قد يكون تأثيرها أشد وأصعب بمراحل من هول الحادث نفسه، ويصبح الأمر «فوبيا» تحتاج إلى علاج نفسي، ووقت للتخلص من آثارها السلبية.
«عُقدة» حادث السيارة
«صاحبتي أتوفت من أقل من شهر في حادثة عربية.. ومن وقتها وأنا بقيت أخاف من العربيات اللي في الشارع، بعد ما كنت بجري وأعتمد إن العربيات هي اللي تقف مش أنا اللي لازم أقف»، هذا كان تعليق حنان محمد على صدمتها من حوادث السيارات.
وتؤكد «حنان» لـ«شبابيك» أن هذا الموقف سبب لها «عُقدة»، وباتت تخاف من السير في الشارع، وأصبح الأمر غير مقتصر عليها فقط، حيث أنها تخاف على صديقاتها وأهلها؛ ودائمًا ما تشدد على أي شخص بالتركيز عند «عبور الشارع»، وأخذ الوقت الكافي وعدم الاستعجال.
مفيش أسانسير تاني
تروي مروة عزيز لـ«شبابيك»، سر خوفها من الأسانسير، وتقول: «مرة كنت رايحة عند الدكتور ومعايا واحدة صاحبتي، والأسانسير وقف بينا وأحنا في الدور الـ12، بقيت حاسة إن إحنا خلاص هنموت، مفيش شبكة ومش عارفين نتصل بحد، وفي نفس الوقت إحنا في دور عالي جدًا وده زاد من خوفي».
وتضيف: «بعد أكتر من ساعتين وأحنا محبوسين جوه الأسانسير، بدأت الناس تطلع وتسحب الأسانسير وبعدين يقف تاني، ونطلع شوية وينزل شوية، وفي الآخر خرجنا في الدور التاسع، وقعدنا على السلم مصدومين كتير، وبعدين نزلنا على السلم، ومن وقتها مش بركب الأسانسير إلا لو كان الدور بعيد أوي ويكون معايا حد طبعًا».
صدمة الحوادث صعبة
استشاري الطب النفسي، دكتور ماجد عزمي، يقول لـ«شبابيك» الصدمات التي تحدث عقب الحوادث المختلفة من الأمور الصعبة للغاية، وتحتاج إلى وقت للقضاء على هذه الأزمة بشكل كامل.
فترتان لعلاج الصدمات
ويشير «عزمي» إلى أن علاج هذه الحالات يحتاج إلى فترتين، الفترة الأولى؛ تكون عن طريق تناول بعض الأدوية المهدئة، خاصة أن هناك بعض الحالات تكون متأثرة بشدة ولا تستطيع تجاوز الصدمة بسهولة، ولذلك يتم اللجوء إلى المهدئات.
وفي الفترة الثانية، والتي يطلق عليها اسم «التعرّض»، يتم التعرض لهذه المواقف بجرعات قليلة وبصفة متكررة وبشكل تدريجي أيضًا، من أجل مساعدة الشخص على مواجهة الموقف الصعب الذي مر به من قبل، وهذه المرحلة معتمدة ويتم اتباعها بشكل دائم تقريبًا.
ويضرب استشاري الطب النفسي، مثالا لتوضيح مرحلة «التعرّض» قائلا إنه في حالة حدوث فوبيا نتيجة حادث سيارة، يتم التعرّض للموقف ذاته أول مرة مع مجموعة من الأشخاص، ثم مع عدد أقل، وهكذا حتى يستطيع الشخص مواجهة الموقف بمفرده، وفي حالة الأسانسير «ممكن يطلع بيه دور واحد وبعدين دورين وهكذا»، وهذه الطريقة تستخدم مع كافة الحالات الأخرى.
ويؤكد «عزمي» لـ«شبابيك»، أنه في حالة الاستمرار على نفس الوضع بعد فترة «التعرّض»، يجب أخذ بعض الأدوية التي تساعد على تخطي هذه المرحلة الصعبة.
«الأكوافوبيا».. هكذا تضع حدا للخوف من نزول البحر
الاستعانة بمتخصص أفضل
وعن إمكانية عدم الاستعانة بطبيب والاكتفاء بمساعدة الأسرة والأصدقاء، يقول «عزمي» إنه يفضل اللجوء إلى متخصص وأن تتم هذه الخطوات تحت إشرافه، خاصة أن بعض الحالات التي تعاني من صدمة شديدة تحتاج إلى مساعدة طبيب نفسي، لمساعدتها وتجاوز هذه الفترة السيئة.
ويمكن أن يساعد الأهل باتباع خطوات فترة «التعرّض»، والتحدث مع الحالة كثيرًا عن إحساسه عند تعرّضه لهذا الموقف، ومواجهته بأن مصدر الخوف الذي يشعر به، ليس له أي أساس، فكل هذه الأمور تساعد كثيرًا في تجاوز صدمات الحوادث.
خطة المساندة الاجتماعية
ومن جانبه، أكد استشاري الطب النفسي الدكتور توفيق ناروز لـ«شبابيك» أن الحالات التي تعاني من فوبيا أو صدمة نتيجة حادثة ما تخضع لتقييم معين، من أجل الوصول إلى التشخيص المناسب ووضع الخطة العلاجية الملائمة.
ويشير «ناروز» إلى أنه يجب شرح الحالة للمريض وطمأنته على تحسنه مع الوقت والعلاج المناسب، وفي حالات فوبيا الأماكن المغلقة، يكون هناك علاج معرفي وسلوكي ودوائي.
وتحتاج الحالات التي تعاني من صدمات الحوادث، إلى مساندة اجتماعية من أسرة المريض، بالإضافة إلى علاج جماعي مع حالات أخرى مماثلة، فمثل هذه الأمور تساعد على العلاج بشكل كبير.