كيف تحمي طفلك من الاختطاف؟.. إليك خطة الإنقاذ

كيف تحمي طفلك من الاختطاف؟.. إليك خطة الإنقاذ

في الساعة الواحدة ظهرًا كان الطفلان ذاهبين وحدهما إلى المدرسة، الكبرى تبلغ 12 عامًا وأخيها الصغير 9 سنوات.. وفي أثناء ذلك اقتربت سيارة وفُتح الباب وجذب أحدهم الطفل الصغير فصرخت الأخت.. تحكي «ليلي» عن محاولة اختطاف طفليها.

هربت السيارة بعد أن التفت المارة للصراخ.. تنتشر حالات خطف الأطفال في مصر بشكل لافت وترتبط هذه الحوادث بجرائم الاتجار في الأعضاء وعصابات التسول.

هل هناك وسيلة لحماية طفلك من الاختطاف؟ في هذا التقرير من «شبابيك» ستتعرف على بعض الخطوات التي تساعد الآباء على حماية أبنائهم من هذا الخطر الكبير.

كيف تحمي طفلك من الاختطاف؟

  • لا تتركه وحده أبدًا

لا تفعل مثل «ليلى» وتترك طفلك الصغير وحده أبدا؛ هذا يعني أن اللعب في الشارع ممنوع تماما، وكذلك الذهاب وحده مع أطفال آخرين للعب «بلاي ستيشن»، أو حتى مجرد أن تتأخر عليه قليلا وتتركه ينتظرك أمام المدرسة؛ هذه هي النصيحة التي تشدد عليها استشارية العلاقات الأسرية والصحة النفسية، زينب مهدي.

لم تعد الدنيا أمانا مثل السابق؛ لدرجة أن هناك طفلة اختطفت في حفل زفاف ووسط أهلها وأقاربها؛ فالمختطف لا يكون بالضرورة شخصًا غريبًا، كما تستكمل «مهدي» حديثها لـ«شبابيك».

  • لا تغفل عنه إطلاقًا

كانت الأم بصحبة طفلتها في أحد المحلات، وبينما كانت تتفقد الملابس، وفي لحظة واحدة اختطفت طفلتها.

يجب أن تكون «عينك في وسط رأسك»، فالمختطف لديه ذكاء شديد، ولا تستغرب عندما تعرف أنه يضع خطة لخطف الأطفال، ويراقب المشهد من بعيد مثل اللص الذي يخطط للسرقة، ولذلك فهو لا يحتاج إلا لحظة واحده تغفل فيها عن طفلك حتى يأخذه ويذهب، هكذا تعلق «مهدي» على القصة التي ترويها.

  • لا تأخذ أطفالك جميعًا

إحدى الأمهات تسير في الشارع ومعها أطفالها الأربعة، وربما تطلب من أكبرهم سنًا أن يعتني بالآخرين أو يمسك بيديهم جيدًا، وهو مشهد نراه كثيرا لكنه خطر للغاية.

تتابع «مهدي»: «يجب ألا تخرج الأم وحدها مع أطفالها الكثيرون، لأنها لن تستطيع الانتباه لهم جميعًا، ومن الضروري أن يكون معها شخص كبير وثقة يساعدها مثل الأخت أو الزوج، ليتقاسما مسئولية».

  • توعية الطفل

الأطفال يتعاملون بحسن نيه شديد مع الغرباء، فإذا أعطاهم شخص غريب «كيس شيبسي» أو قطعة شكولاته، فسوف يحبونه كثيرا ويثقون فيه فورًا.

ولهذا يجب توعية الطفل باستمرار بألا يكون حسن النية مع الغرباء والأشخاص غير المعتاد على رؤيتهم يوميا؛ وأن تعلّمه وتضرب له الأمثله أن كثيرا من الناس قد يكونوا لطفاء في الخارج فقط؛ كما تشدد استشارية العلاقات الأسرية والصحة النفسية.

  • عدم الانتباه لأحد


 

عندما تخبر طفلك بألا يأخذ الحلوى من الغرباء، فهذا شيء جيد ولكنه ليس كافيًا.

فإذا اضطر الطفل للخروج وحده فيجب أن تشدد عليه أن يركز في طريقه فقط؛ وألا يتنبه لأي شخص ينادي عليه أو يحاول الاقتراب منه أو يطلب منه المساعدة، حتى لو كان شخصا يبدو أنه يحتاج للمساعدة بالفعل؛ فالشهامة غير مطلوبة في هذه المواقف، لأن المختطف سيحاول استمالة الطفل ليذهب معه بصورة طبيعية؛ كما توضح «مهدي».

  • لا تحرم طفلك من أي شيء

يجب أن يكون طفلك «شبعان» من كل شيء، كما تنصح «زينب مهدي»، من الحلوى والألعاب والخروج. فالطفل الذي يذهب مع الغرباء الذين يغرونه بهذه الأشياء، هو في الأساس طفل محروم.

  • احترس من الأقارب

يجب ألا يثق الطفل إلا في والده ووالدته، والأقارب الموثوق فيهم والذي يتعامل معهم يوميًا فقط، فالأقارب من الدرجة البعيدة أو الذي لا يتعامل معهم الطفل باستمرار، يكونون مسئولين عن حالات كثيرة من الاختطاف والتحرش والاغتصاب أيضا.

الحماية من الخطف في الأماكن المغلقة

  •  المحلات التجارية

كانت الأم تسير مع طفليها في المول، الأول يبلغ من العمر 7 سنوات، والثاني 11 عامًا، وبينما كانت تتفقد بعض المحلات، غفلت عن طفلها الأول ولم يعد له أي أثر.

صرخت الأم وتجمع الناس، ثم ذهبت للبحث عن ابنها المخطوف، وشددت على الطفل الآخر أن ينتظرها أمام أحد المحلات ولا يتحرك مهما حدث؛ لكنها عادت لتجد ابنها الثاني قد اختطف هو الآخر.

يعلق استشاري العلاقات الأسرية، الدكتور أحمد علام على هذه الحكاية التي يرويها، بأن المول والمحلات مثلها مثل الشارع تمامًا، فيجب ألا يغفل الآباء عن أطفالهم أو يتركوهم لحظة واحدة.

«الاختطاف أصبح جريمة منظمة؛ فاختفاء الطفل الثاني يعني أن المختطف كان لايزال متواجدًا في المول، وذهب للطفل وطلب منه أن يأتي معه لأنهم وجدوا أخاه مثلا»، هكذا يتابع «علام».

  • في النادي


 

لأي سبب كان لا تترك ابنك أبدًا وحده في النادي، حتى وإن كان النادي معروفا ومضمونًا، خصوصًا أن أفراد الأمن لن يستطيعوا تغطية مساحته الواسعة.

اذهب مع طفلك في كل تمرين وركز معه جيدًا، ومن الممكن أن تراقبه من بعيد لكن دون أن تغفل عنه لأي سبب؛ حتى تترك له فرصة للاعتماد على النفس وتكوين الأصدقاء.

  • في المؤسسات التعليمية

وسواء كانت حضانة أو مدرسة أو درسًا يذهب إليه الطفل، فيجب أن تتأكد تماما أن هذه المؤسسة التعليمية موثوق فيها وموجده منذ فترة طويلة. ادخل وتكلم مع المدرسين والمشرفين، وتأكد أنهم متخصصون ومهنيون وعلى قدر عالي من المسئولية، واسأل جيدًا عن هذه الحضانة أو المدرسة، والأفضل أن يكون بداخلها أشخاص تعرفهم جيدًا؛ كما ينصح «علام».

علّم طفلك مقاومة الاختطاف

يجب أن تستعد لأسوأ السيناريوهات الممكنة، وهذه بعض السلوكيات التي ينص استشاري العلاقات الأسرية بتعليمها للطفل حتى يتبعها إذا حاول أحدهم مضايقته أو استدراجه:

  • علم طفلك أن يدافع عن نفسه، كأن يصرخ بأعلى صوت ممكن و«يلم الناس حواليه» ولا يخجل من ذلك.

  • الذهاب لأقرب نقطة أمن أو شرطة للاستنجاد بهم إذا تعرض للمضايقة أو حتى لمجرد الشعور بالخطر.

  • اتفق معه على مكان آمن وعلامة مميزة تلتقيان عندها إذا كان المكان مزدحما ووجد نفسه وحيدا في السوق أو الشارع.

  • يجب أن يحفظ رقم تليفونك جيدًا وطريق البيت أو على الأقل أقرب مكان آمن يسهل الوصول إليه.

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال