أبطال مصر الخارقين في السينما والأدب.. من فرافيرو لرجل المستحيل
عرف المصريون الأبطال الخارقين، أو الـ«سوبر هيروز»، في أكثر من محاولة في الأدب والسينما، يحاربون الجريمة وينشرون الخير بين الناس.
لكن لم يكن المصريون قادرين على تقديم هؤلاء الأبطال المقنعين الأقوياء ذوي القدرات الخارقة على الشاشة مثل الغرب، ولذلك كانت أغلب المحاولات ساخرة.
فرافيرو.. البداية سينمائية ساخرة
سنة 1969، جسّد الممثل الراحل فؤاد المهندس شخصية بطل خارق تزيد قدراته العجيبة بمجرد أن يسمع أغنية كوميدية معينة، وهي أغنية «العتبة قزاز» الذي حمل الفيلم اسمها، مقلدًا الشخصية الكرتونية «باباي» الذي تزيد قوته بمجرد أن يأكل السبانخ.
لم تتكرر التجربة حتى الآن بتقديم فيلم آخر جاد أو كوميدي عن بطل خارق، ربما لنفس مشكلة المؤثرات البصرية الصعبة ومخاطرة تقديم الأعمال الخيالية في مصر، فكان الحل في الأدب المكتوب أو المرسوم بعدها.
وكثيرًا ما تقدم السينما الأمريكية قصصًا ساخرة عن الأبطال الخارقين بهدف الضحك، وتناول الفكرة بشكل كوميدي على سبيل التغيير بعد أفلام كثيرة جادة عن هؤلاء الأبطال، أما السينما المصرية فبدأت بالشكل الساخر والكوميدي معتقدة أن هذا هو المتاح والأقرب للنجاح.
رجل المستحيل.. خارق بوليسي
في عام 1984، ظهرت سلسلة كاملة في الأدب البوليسي، بطلها رجل عادي، لكنه مثل «باتمان» عند الغرب، واستعان بقدرات كثيرة ومهارات مميزة ليصير خارقًا لا يشبهه أحد، فلو كان «باتمان» هو الرجل الوطواط، فإن «أدهم صبري» هو رجل المستحيل.
ربما لا يمتلك «أدهم صبري» إمكانيات الرجل الوطواط المالية الذي صنع كهفًا مجهزًا بأفضل المعدات، وطائرة خاصة، وسيارة سريعة، والبدلة التي تجعله يطير ويطلق أسلحة على شكل الوطواط، لكن البطل المصري الخيالي «أدهم صبري» فعل ما يقدر عليه دون أموال، وهو تنمية قدراته الجسدية والعقلية والمعلوماتية.
يعمل «أدهم صبري» مع المخابرات المصرية، ويحارب كافة الأعداء في حرب الأفكار والسلاح، ويرمزون إليه بالكود «ن-1» والذي يعني الندرة في حرف النون، والفئة الأولى المميزة في رقم 1، ويجيد «أدهم صبري» التخفي في أي شكل، وتقليد نبرات الأصوات مع إجادته لعدة لغات، ويستطيع قيادة أي مركبة من السيارة للغواصة.
استمرت السلسلة حتى العدد 160، ولها أعداد أخرى فرعية، كما أن مؤلفها نبيل فاروق يحكي أن شخصية «أدهم صبري» مستوحاة من ضابط مخابرات مصري حقيقي، قام بالكثير من العمليات الناجحة بالذات في إسرائيل.
الرجل الفهد.. تحول كيميائي
«فلاش» سلسة كتيبات مصورة للجيب راجت في التسعينات، مؤلفها «خالد الصفتي» كتب ورسم فيها كل الموضوعات تقريبًا، خاصة التي تمس الروتين الحكومي والتدهور الإداري في المجتمع، كانت أغلب شخصياته مستوحاة من الشارع المصري، الموظف المطحون الفقير، والشاب العابث وخلافه.
وفي أحد الأعداد، كتب المؤلف عن شخصية خارقة باسم «الرجل الفهد» على غرار الرجل الوطواط، والرجل العنكبوت، ورسمها بشكل جاد بعيدًا عن الكوميديا، في قصة عن دكتور كيمياء يخترع عقارًا لتقوية الحيوانات، لكنه حين يجربه على نفسه، يتحول لفهد بشري ويمتلك قدراته الخارقة من سرعة وشراسة.
خرجت أكثر من مغامرة للرجل الفهد في السلسلة، يكافح فيها اللصوص أحيانًا، وفي مرة أخرى يسافر لألمانيا حيث يواجه خطر النازيين الجدد ومحاولة استغلالهم خبرته في صناعة جين خاص قوي جدًا بلا عقل.
سوبر هنيدي
عودة إلى الكوميديا مجددًا، هذه المرة في الرسوم المتحركة، وبعد نجاح المسلسل الشهير «بكار»، يقدم نفس الاستوديو شخصية «سوبر هنيدي»، وهو خارق مصري ساخر، يستوحي حلقاته من المجتمع المصري ومشاكله.
نجح المسلسل ووصلت عدد أجزائه إلى 3، واللافت هنا هو تقديم الأبطال بشخصياتهم الحقيقية مثل الممثل الأساسي محمد هنيدي، وصديقه طلعت زكريا، وغيرهم، ليستغل المسلسل شعبية الممثلين في جذب الجمهور.
بيضة مان
الكوميديا المصرية الحديثة، القائمة على «الإيفيه» والمصلحات الشبابية وخلافه، كان لها دور أيضًا في ظهور أبطال خارقين بطريقة بالغة السخرية، لكنها تحاول توظيف الفكرة بشكل فلسفي، مثل كتاب «بيضة مان» الذي يقدم بطلا خارقًا له علاقة بالبيض، وهو يقصد البيض في مفهوم الشباب كشيء رديء أو سخيف.
يجمع الكتاب بين النثر والرسومات، ويحكي قصة «تامر» الطالب النابغة في كلية الطب، لكنه لا يجد معنى لحياته وسط المذاكرة والروتين والقمع، ويكتشف «تامر» بتحوله إلى بطل خارق، الكثير من أسرار المجتمع وراء الكواليس منها أن «فرافيرو» نفسه عميل مزدوج!
العصبة.. محاولة تسعى للجدية
الشكل المعروف للأبطال الخارقين هو القصص المصورة الطبوعة، فهي التي تظهرهم بشكل أقرب للسينما في هيئة رسومات دقيقة متقنة، ومثل محاولة «الرجل الفهد»، جاءت مؤخرًا في عام 2014 فكرة تجميع عدد من الأبطال الخارقين المصريين تحت مسمى «العصبة» في مجلة خاصة بهم، بنمط الكوميكس الأمريكي الأصلي.
6 شخصيات من عصور زمنية مختلفة وخلفيات مصرية متنوعة، منهم الفرعوني مثل «حورس»، أو المنتمي لعصرنا مثل «ميكروباصجي» الذي يمثل الشارع بكل ما فيه، أو العنصر النسائي في الخارقة «مريم»، وهدف الشخصيات جميعها أن تدافع عن مصر ضد الظلم والحرب، خرج لـ«العصبة» أربعة أعداد حتى الآن وتتاح القصص على الانترنت أو الشكل الورقي.