رئيس التحرير أحمد متولي
 شيروفوبيا.. لماذا نخاف من السعادة؟

شيروفوبيا.. لماذا نخاف من السعادة؟

عندما نضحك أحيانًا، أو نشعر بالسعادة لأي سبب، نقول في العادة «اللهم اجعله خيرًا»، وهو نفس الدعاء الذي يُقال عند الاستيقاظ من كابوس مرعب.

إذا كان الكابوس ليس خيرًا، فهل الفرح مثله؟، هل من تفسير لهذا الخوف من الفرحة والسعادة؟

حالة مرضية

تقول الطبيبة النفسية ياسمين الناظر، إن الخوف من السعادة بشكل عام يسمى «شيروفوبيا»، وهو موجود عند كثير من الناس بدرجات متفاوتة، وأقل درجاته هي التحصن ضد الفرح بالدعاء كما ينتشر في ثقافة المصريين وغيرهم.

للفرقة الغنائية المصرية «مسار إجباري» أغنية بعنوان شيروفوبيا، تسرد الخطوط العريضة للخوف من السعادة بشكل دقيق، في شكل قصة حب بين شخص مصاب بالمرض، وحبيبته التي تعاني بسببه.

وهذه أهم مظاهر المرض:

توقع الأسوأ

يقول المصاب في الأغنية «وإني كافر بالسعادة وإني مؤمن بالعياط». هكذا يفكر المصاب بالشيروفوبيا: أنا سعيد، إذن ستحدث مصيبة، هو لا يخشى السعادة ولكن يخشى ما سيأتي بعدها.

 يتوقع المصائب المرتبطة بمصدر فرحه، فلو اشترى سيارة جديدة، يشعر أن حادث السيارة بات وشيكًا، لذا يسأل لله الستر بقوله «اللهم اجلعه خيرًا».

هجر المناسبات السعيدة

في نفس الأغنية مقطع آخر يقول «وإني مايل لانعزالي ومادة خام للاكتئاب» بمعنى الإعراض عن كل مظاهر السعادة، كحفلات الزفاف أو التنزه مع الأصحاب وخلافه، وقد يصل الأمر لتجنب وظيفة أو علاقة جديدة تسبب السعادة والفرح.

التمسك بالنكد 

بعض الناس أيضًا، بمجرد أن تصيبهم السعادة، يبدلون حالتهم إلى النكد بأي سيرة حزينة أو ذكرى مؤلمة، مثل العادة المصرية القديمة في زيارة المقابر يوم العيد، أو التمسك بالألوان الغامقة وحدها في الملابس دون أي ألوان مبهجة.

أسباب الخوف من السعادة

نتيجة بحث الصور عن ‪cry happy‬‏

توضح دكتورة ياسمين، أن الخوف من السعادة، حالة لها أكثر من تفسير، كالتالي:

تشاؤم وإنذار

التشاؤم عادة منتشرة، يمارسها الإنسان ليستعد للأحداث السيئة القادمة، فهو لا يثق بأن السعادة شيء طبيعي وعليه الاستمتاع بها في وقتها، لابد من الحزن القادم.

عقدة قديمة

بعض المصابين بهذا الخوف، يربطون بين السعادة والمصائب بسبب تجارب قديمة حدثت معهم في الماضي أو مع غيرهم، وهذا ما يسمى بالارتباط الشرطي.

فلو وجدت نفسك سعيدًا جدًا ثم حدثت مصيبة أحزنتك، ومرت سنوات طويلة، ستنسى الحادث ولكن سيبقى الخوف والربط الخاطيء بين الفرح والمصيبة. 

شعور بالذنب

يشعر الإنسان أحيانًا بالذنب حين يفرح، فهو يرى نفسه غير مستحق أصلاً لهذا الفرح. ربما لأنه مقصر مع نفسه أو في حق أهله وعشيرته، لذا يهرب من كل سعادة حين تأتيه.

السعادة ليست خطيئة

صورة ذات صلة

ولتخطي الخوف من السعادة، اتبع هذه التعليمات:

صاحب السعداء

يتجنب المرء أحيانًا أن يسعد نفسه، لكنه بمجرد أن يدخل حفل زفاف أو احتفال بمناسبة سعيدة، تصيبه عدوى السعادة تلقائيًا. هذه هي الخطوة الأولى وكأنه المثل الشعبي القائل «من جاور السعيد يسعد».

العلاج السلوكي

يلجأ الطبيب أو المعالج لهذا الحل في حالة الربط بين الفرح والمصيبة، بسبب التجارب القديمة كما شرحنا، يجب أن يغير المريض فكرته عن السعادة ككل، ويعترف بأنها في صالحه.

هذا العلاج يكون بالمناقشة المثمرة مرة بعد مرة، مع ذكر الأمثلة الصحيحة، حتى يفصل المريض بين الماضي والمستقبل.

عيش اللحظة

الحكمة اللاتينية الشهيرة تقول Carpe diem والتي تعني بالعربية «عيش اللحظة» او انتهز اليوم. وتذكرنا الدكتورة ياسمين الناظر بأن الأديان السماوية نفسها تحرض الإنسان على التفاؤل وانتظار الخير.

محمود حافظ

محمود حافظ

روائي وصحفي، مهتم بالسينما والأدب ومزجهما بالتاريخ والفلسفة