هذه الروايات عجيبة.. كتابات غريبة لكبار الأدباء لن تقرأ مثلها في حياتك
الشكل المعروف لأي حكاية يتكون من هو بداية، وسط، ونهاية، حدوتة تبدأ هادئة ثم تتصاعد الأحداث والصراعات بين الأبطال حتى الخاتمة. ورغم هذا، كتب الأدباء العرب روايات بطرق من أعجب ما يكون، جددوا فيها الشكل السردي التقليدي، وقدموا تجارب منفردة قد لا تجدها في أي كتاب آخر.
في هذا التقرير ستتعرف على عدد من أغرب الروايات العربية فريدة التناول.
حديث الصباح والمساء.. ملحمة موجزة
كتب الأديب العربي وصاحب نوبل نجيب محفوظ عددًا من الروايات الواقعية التي تتخذ الطابع الملحمي. وفيها يعيش القاريء مع الأبطال وأولادهم وأحفادهم، في عصور مختلفة وأجيال متعاقبة، أشهر هذه الرويات هي ملحمته الضخمة «الحرافيش» والمكتوبة بالشكل التقليدي.
تأتي بعدها ملحمة أخرى ضئيلة الحجم، لكنها سردت تاريخ ثلاثة عائلات منذ الحملة الفرنسية على مصر وحتى نصر أكتوبر 1973، هذه الرواية العجيبة «حديث الصباح والمساء» تحكي عن أكثر من مائة شخصية في صفحات قليلة، فكيف هذا؟
الرواية عبارة عن فهرس بالحروف العربية بترتيبها الطبيعي «أ ب ت....ي» وفي الجزء الخاص بكل حرف، يحكي المؤلف عن أبطال الرواية التي يبدأ اسمها بهذا الحرف فقط، فيتناول حياة الشخصية كلها في صفحتين أو ثلاثة.
وفي سيرة كل أبطال الرواية، تتقاطع الأحداث وتتلاقى الخيوط، فحين تقرأ قصة رجل ما ثم تقرأ قصة زوجته ثم أولاده، تتضح لديك صورة عامة وافية.
هكذا أصبحت «حديث الصباح والمساء» هي الرواية الوحيدة ربما التي يمكنك أن تقرأها من بدايتها أو نهايتها أو أي جزء فيها، وقد تحولت إلى مسلسل مصري شهير بنفس الاسم عام 2001.
يمكنك قراءة وتحميل الرواية من هنا
سارة.. فلسفية مقالية
المفكر الإسلامي عباس العقاد كتب في شتى أنواع الأدب؛ المقال، والشعر، والفلسفة، لكنه لم يقتحم مجال الحكاية إلا مرة واحدة في روايته «سارة».
هي قصة من حيث أبطالها وفكرتها وحبكتها، لكن كل فصل منها بمثابة مقال فلسفي شبه منفصل عن باقي العمل، فـ«العقاد» يبوح بالكثير من التفرعات والتأملات عى لسان البطل الذي يعتبره بعض النقاد هو الكاتب نفسه.
«سارة» هي الفاتنة اللعوب التي تلهو بـ«العقاد» العاشق لها، وتوقعه في دوامات من الشك والحيرة، وتغار عليه أحيانًا وتهجره أحيانًا أخرى، فيعجز عن فك شفرتها ويشرك القاريء في هذا العجز.
وقد تحير كثيرون في حل لغز «سارة»، فهناك من قال إنها الأديبة الفلسطينية «مي زيادة»، وقال آخرون إنها الكاتبة والمترجمة المصرية أليس داغر.
يمكنك قراءة وتحميل الرواية من هنا
في كهوف دراجوسان.. لعبة روائية
الكاتب المصري أحمد خالد توفيق، له عدة تجارب مجددة في الحكي، فهو يعترف أن أدب المغامرة والتشويق الذي يكتبه لا يحظى بأي اهتمام من النقاد في مصر، لذا فقد قرر التجريب كما يتبادر لذهنه من أفكار بكل حرية.
مثل روايته العجيبة «في كهوف دراجوسان» والتي يتفاعل فيها القاريء مع مغامرة البطل في الكهوف المخيفة تحت الأرض، وينتقل من باب إلى باب، فكل صفحة تمثل بابًا مختلفًا، ويحل ألغازًا ويجمع ما يجده في طريقه من تعاويذ وأرقام.
القصة تأتي بشكل لعبة، ولا تخلو في نفس الوقت من عنصر السرد والحكاية، في النهاية يرسم القاريء خريطة للكهوف ويحصر عدد التفرعات وبالطبع يخرج بأكثر من قصة وأكثر من نهاية.
يمكنك تحميل الرواية من هنا
أن تكون عباس العبد.. هلوسة إبداعية
اختلفت الآراء على هذه الرواية بشدة في موقع القراءة العالمي goodreads، بعض القراء وصفها بالغريبة، وبعضهم أقر بأنها رواية مجنونة، واحتار الباقي في تصنيفها أصلاً، لكن جميعهم تقريبًا اعترف بأنها تجربة مختلفة. وصفتها جريدة «الأهرام ويكلي» بأنها الإنجاز الأكثر شهرة لجيل الألفية.
مؤلف الرواية أحمد العايدي تعلم هذا الأسلوب الجديد في الكتابة من أهم أعلامه، الكاتب الأمريكي «تشاك بولانيك»، والرواية نجحت لدرجة الترجمة للغات أخرى كثيرة غير العربية رغم حداثة عهد «العايدي» بالكتابة.
القصة عن شاب عادي يعيش حالة مفرطة من الهذيان، فهو يصف الواقع بأغرب الأشكال الفلسفية، ويحكي عن نظرياته في الحب والجنس بحدة تامة، في جوار الشخصية المحورية سليطة اللسان عباس العبد.
عناوين الفصول لها أشكال محددة، وفقرات الحكاية على هيئة سطور، يتداخل فيها البوح الصريح مع المرض النفسي لتفاجأ بنهاية أخرى في قمة الغرابة.
يمكنك قراءة وتحميل الرواية من هنا