أحمد صبري غباشي.. من «الشخبطة» إلى مهرجان كان السينمائي
أحمد غباشي، ممثل وكاتب ومخرج، جمع بين أكثر من موهبة ونجح في أكثر من مجال، بعدما ترك دراسته الأصلية، واتجه نحو شغفه. يحكي «غباشي» لـ«شبابيك» تجربته مع هذه الفنون من البداية في هذا التقرير.
كتابة وتمثيل
أشاد به الأديب الراحل دكتور أحمد خالد توفيق وكتب مقدمة أول أعماله، ووصل فيلم من بطولته إلى مهرجان كان في فرنسا، كما شارك الممثلين المشاهير مسلسلاتهم مثل كريم عبد العزيز، ونيللي كريم، فكيف كانت البداية في حب الكتابة والتمثيل؟
لأنه عشق الكتابة منذ صغره، يحكي «غباشي» عن محاولاته الأولى الطفولية في نسخ الكتب الأخرى وكتابة اسمه على غلافها، ويقول باسمًا: «كنت أتعب من النسخ فتكمل أمي ما تبقى من الكتاب على أن أكتب اسمي فقط في النهاية!»، بعد هذا جاءت مرحلة «الشخبطة» كما يسميها، فبدأ يؤلف قصصًا ساذجة يكون مصيرها عادة سلة القمامة.
حين شعر مع الوقت أن كتابته صارت أرقى وأفضل، كانت أولى محاولاته الجادة في 2004 حين اشترك في مسابقة كبرى اسمها «المورد الثقافي» على مستوى 6 دولة عربية بقصته «متحضر»، وفاز مع 6 ستة مشتركين آخرين.
المعتصم.. شاب أردني تغلّب على الشلل الرباعي بـ«أنفه»
الدعم والنشر
استمرت المحاولات أيضًا في المنتديات الأدبية والمدونات، فكانت خير معين له حين ينقده القراء الآخرين، حتى أرسل قصصه إلى الأديب الراحل أحمد خالد توفيق، والذي مدح كتابته ونشر قصة له في باب خاص بأعمال القراء في سلسلة «فانتازيا».
وفي عام 2006، أنهى «غباشي» كتابه القصصي الأول «نادمًا خرج القط»، وأرسله كاملاً إلى خالد توفيق، طالبًا رأيه في العمل مع مقدمة بقلمه، وهذا ما لم يحدث من قبل مع أي قارئ آخر، لكن الرجل أجاب طلب تلميذه، وكتب مقالاً عن الكتاب.
يعتز «غباشي» كثيرًا بكتابه الأول ومقال الدكتور أحمد عنه، خاصة أن صدور الكتاب كان في 2008 بجانب كتابين مهمين، هما «يوتوبيا» و«عزازيل» وتعددت طبعاته بعد هذا في أكثر من دار نشر.
عشق التمثيل
يعتبر «غباشي» نفسه كاتبًا في المقام الأول، فهو لم يتجه للتمثيل سوى لحب الأدب، فقد عشق المسرح في سنوات الجامعة وقطع شوطًا كبيرًا فيه، جسّد الكثير من الأدوار المهمة.
أكثر من 50 دورًا على المسرح، منهم نصوص لشكسبير و«فيكتور هوجو» وغيرهم من عظماء الأدباء، وكتب الكثير من النصوص لمسرحياته وأخرجها كذلك.
بين الدراسة والشغف
في 2011 تخرج «غباشي» من كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، لكنه راجع حساباته واكتشف أن مستقبله في الشيء الوحيد الذي يحبه، الفن بنوعيه، تأليف القصص وتجسيدها أمام الجمهور.
اعترض الأهل في البداية، لكن سعي ابنهم الدائم في مجال الفن، وارتفاعه من مستوى الموهبة للاحترافية، جعلهم يقبلوا ويباركوا خطواته، بل صاروا يدعموه.
التحق بمعهد الفنون المسرحية ليقضي فيه أربع سنوات، ويتخرج عام 2017 متصدرًا ترتيب دفعته، وحائزًا على أكثر من جائزة في أدواره على المسرح.
تاريخ السينما المصرية.. كتب تلخص لك هذا العالم
أعمال أخرى
تابع الفنان الشاب مشواره الأدبي والتمثيلي بالتوازي، فأصدر 3 كتب أخرى، منها مجموعة قصصية بعنوان «حياتك الباقية» مع كتابين آخرين، أولهما قصص خفيفة بعنوان «مثلاً»، وتجميعة لمقالات قبل ثورة يناير بعنوان «الشعب يريد إسقاط النظام».
يخطط لإصدار نص مسرحي سابق له بعنوان «جحيم دكتور رفعت» المستوحى من كتابات أحمد خالد توفيق.
أما في المسرح، فقد أخرج وكتب أكثر من عنوان مهم، أشهرهم معالجة مسرحية لرواية «عزازيل» ليوسف زيدان، ومسرحية «الفيل الأزرق» عن رواية أحمد مراد، مع الكثير من نصوص المسرح العالمي.
السينما
من أفلامه القصيرة المهمة «الدرويش» الذي عُرض في مهرجان «كان» الفرنسي عام 2015، وأيضًا فيلم «مزامير داوود» الذي يناقش علاقة الأديان بالموسيقى، مجسدًا فيه دور النبي داوود عليه السلام.
أيضًا كانت له تجربة مهمة في الأفلام الوثائقية من إنتاج شبكة الجزيرة، بتجسيد دور قائد بيت المقدس في الحروب الصليبية.
كيف تنتج فيلم قصير في 3 خطوات؟
الدراما التليفزيونية
كان الظهور الأول له في الدراما عام 2014، في مسلسل «تفاحة آدم» مع الفنان خالد الصاوي، وأتبعه بأدوار أخرى في أعمال تاريخية مثل مسلسل «قضاة عظماء» بجزئيه، ومسلسل «السلطان والشاه». وفي رمضان 2017 مثل دورًا في مسلسل الزيبق مع كريم عبد العزيز، وله دور آخر في مسلسل «الشارع اللي ورانا».
وفي رمضان 2018، يقدم غباشي دورا مع الفنانة نيللي كريم في مسلسل «اختفاء»، وفيه يجسد دور صديق البطلة في حقبة الستينات.
العبرة من التجربة
يقول «غباشي»إن طريق الفن والتمثيل مليء بكل ما يمكن تصوره من العقبات والمشاكل.
العبرة هنا أن يكمل الموهوب طريقه، ولا يعلق موهبته على رأي لجنة تحكيم من ثلاثة أشخاص، رفضهم له لا يعني أنه ضحل أو سيء، هناك أسباب لا تحصى لهذا، والمحسوبية ليست آخرها.