رئيس التحرير أحمد متولي
 اضحك بصوت عالي.. أسرار وحقائق عجيبة عن الضحكة والبسمة

اضحك بصوت عالي.. أسرار وحقائق عجيبة عن الضحكة والبسمة

يحب الإنسان عادة أن يضحك، ويشاهد المسلسلات والمسرحيات الكوميدية ليضحك، وقد يطلب سماع «نكتة» من صديقه ليضحك، فحين تكون الضحكة من القلب، تعبر عن سعادة صاحبها في هذه اللحظة، لكن ما السبب الفعلي للضحك؟ وهل للضحك مزايا حقيقية في حياتنا؟

في هذا التقرير من «شبابيك» ستتعرف على العديد من الحقائق المشوقة عن الضحك، كما حكاها عالم الأحياء والوراثة الراحل الدكتور أحمد مستجير في كتابه «بيولوجيا الخوف».

كيف بدأ الضحك؟

صورة ذات صلة

يضحك الإنسان البالغ في المتوسط 17 مرة كل يوم، كما أن نسبة الضحك تتضاعف 30 ضعفًا في وجود الآخرين، لكن هذا الفعل لا يبدأ في البلوغ أو المراهقة، بل يبدأ مع اللحظات الأولى.

الضحك مثل البكاء، يمارسه الطفل الرضيع بلا معلم، ويأتي الضحك قبل الكلام، بل لا يحتاج الطفل ليرى بسمة أمه أو يسمع صوت ضحكتها ليبادلها الشعور، فالطفل الذي يولد أعمى أو أبكم أو أصم يستطيع الابتسام كأي طفل سليم.

الضحك كالفيروس

صورة ذات صلة

من المشاهد المحيرة للعلماء والناس معًا، أن يرى أحدنا شخصًا يتثاءب فتصيبه العدوى ويتثاءب هو الآخر، هذا الموقف يشمل الضحك أيضًا، فهو ينتقل كالعدوى بالنظر أو السمع.

وهكذا يصبح الضحك لغة عالمية، يفهمها الصيني والأمريكي والعربي، وحين تجد أحدًا يضحك أو يبتسم تشاركه ضحكه حتى دون أن تعرف السبب، وهذا الأمر يسبب الضرر بقدر ما يسبب الفائدة.

عام 1962 في دولة «تنجانيقا» بقارة أفريقيا، حدثت واقعة عجيبة في قرية تسمى «كاشاشا»، فقد أصابت عدوى الضحك مجموعة صغيرة من البنات في مدرسة داخلية، ثم انتقل وباء الضحك الجنوني ليشمل عددًا كبيرًا من الناس، حتى تطلب الأمر إغلاق المدرسة 6 أشهر كاملة.

كان تفسير العلماء وقتها للواقعة أن السكان يحملون هم المستقبل بسبب استقلال دولتهم عن إنجلترا، فجعلتهم الضغوط النفسية كالوتر المشدود مستعدين للضحك في أي لحظة بشكل وبائي.


 

لماذا نضحك؟

بدأ الإنسان بالابتسام أولاً، كي يتقرب من الناس ويشارك في المجتمع، لكنه تعلم بسرعة كيف يرسم بسمة كاذبة على وجهه على سبيل النفاق، لذا تطور الأمر إلى ضحكة ذات صوت وقد يصاحبها اهتزاز الكتفين والجسم كله.

هكذا يقول بعض العلماء أننا نضحك لبناء علاقات مع الناس، لكن فريق آخر من الباحثين يرى أن الضحك في الأساس يعبر عن عمل عدواني، فالضحكة دليل على أنك كسبت جولة في القتال، والطفل الرضيع يضحك لأنه حصل على ما يريد من والدته.

وأثبتت دراسات أخرى أن أصحاب السلطة، مثل رؤساء العمل والمديرين يستخدمون الفكاهة والضحك أكثر من الموظفين والعاملين، للتحكم في من تحتهم وزيادة سلطاتهم، فالناس يضحكون أكثر إذا جاءت النكتة من رئيسهم، وحين يسقط هذا الرئيس مثلا بسبب قشرة موزة ينفجر الموظفين في الضحك وكأنهم بشكل ما انتصروا.

«الزغزغة»

صورة ذات صلة

لغز غريب آخر متعلق بالضحك سبب الحيرة لكل علماء الأعصاب، أن الإنسان حين يدغدغه «يزغزغزه» شخص آخر يضحك، لكنه حين يدغدغ نفسه لا يشعر بشيء، يمكنك تجربة هذا الآن بنفسك.

الفكرة هنا في تعامل المخ، فالإنسان مبرمج على تجاهل كل ما يعتاده ويتوقعه، مثل أن تمشي حافيًا على الأرض فتتجاهل ملمس الرمل والزلط، لكن حين تصطدم في حجر كبير تنتبه، وحين تقرأ في القطار وسط كل الإزعاج فأنت تتجاهل الضوضاء المعتادة، أما حين تسمع صوت أحدهم يناديك فيبدأ مخك بإيقاظك.

بهذه الطريقة، حين تدغدغ نفسك، يتعامل «المخيخ» المسؤول عن الشعور بالحركة في مخك مع الأمر بحيادية، ويحدث تعطيل للضحك والفكاهة، وتصبح الدغدغة بلا فائدة كأن الجلد في حالة تخدير، بعكس الأمر حين يدغدغك شخص آخر.

الرجل أم المرأة أعلى في الضحك؟

نتيجة بحث الصور عن ‪man woman laugh‬‏

تشير الدراسات أن الرجل قادر على إضحاك الجمهور أكثر من المرأة، لكن في نفس الوقت تغلب المرأة الرجل في قدرتها على الضحك.

المرأة تضحك 127% أكثر من الرجال، وتتكرر انفجارات الضحك المسموعة من النساء أعلى من الرجال، والتردد الأساسي لضحكة المرأة 502 هرتز مقابل 267 هرتز للرجل، لكن المرأة من ناحية أخرى تبتسم أكثر مما تضحك.

وهكذا يتضح أن المرأة تشعر بالكوميديا أعلى من الرجل، وحس الفكاهة عندها أقوى، في حين أن قدرة الرجل على إضحاكها أعلى، وهكذا توازنت الكفتين، فالمرأة تنتظر أي فرصة للضحك من شريكها، ويتلهف هو الآخر لإسعادها بالضحك.

الضحك علاج فعال

نتيجة بحث الصور عن ‪why laughing‬‏

استشاري الطب النفسي جمال فرويز، يشير في حديثه لـ«شبابيك» إلى أن الضحك يعتبر في المجمل أفضل علاج للإنسان، فله مزايا صحية عديدة منها:

  • تحسين القدرة على الذاكرة والحد من النسيان.

  • يساهم في زيادة نسبة الناقلات العصبية التي تسبب السعادة، الدوبامين والسيروتونين و5HT.

  • يساعد على ارتخاء العضلات والشعور بالراحة والسكينة.

  • يحسن الانتباه والتركيز والقدرة على اتخاذ القرار.

  • يسرع من عملية شفاء الأمراض المستعصية خاصة السرطانات.

  • تخفيف الضغط العصبي والتوتر والقلق، لهذا يسخر الإنسان ضاحكًا من مشكلاته حتى يجتازها.

  • يقلل من خطر النوبات القلبية، كما يساعد مرضى عمليات القلب المفتوح.

المصدر

  • *بيولوجيا الخوف.. د.أحمد مستجير

محمود حافظ

محمود حافظ

روائي وصحفي، مهتم بالسينما والأدب ومزجهما بالتاريخ والفلسفة