مايكروفيكشن.. قصص لا تتعدى السطرين ستجلعك تفكر طويلا

مايكروفيكشن.. قصص لا تتعدى السطرين ستجلعك تفكر طويلا

كتب الأدباء الروايات والملاحم الطويلة التي يصعب عليك حملها في حقيبتك بسهولة، فرواية «موبي ديك» الأمريكية الأصلية مثلا يصل وزنها إلى كيلو ونصف الكيلو بعدد صفحات من القطع الكبير يناهز 875 صفحة.

في نفس الوقت، هناك القصص القصيرة مكتوبة في عدد صفحات قليلة، وكل فن قصصي له كميته المناسبة، لكن ماذا عن القصص التي تحتاج إلى سطور قليلة أو سطر واحد فقط؟

جرعة مركزة جدًا

صورة ذات صلة

«المايكروفيكشن» نوع حديث نسبيًا من الأدب، عبارة عن قصة متكاملة العناصر في أقل عدد ممكن من الكلمات، وأصل المصطلح كلمتين: «ميكرو» وهي وحدة قياس صغيرة، و«فيكشن fiction» بمعنى خيال، وتسمى بالعربية «قصة قصيرة جدًا» أو «ومضة».

كتب هذا النوع من القصص كبار الأدباء، ولاقت بعض قصصه شهرة كبيرة، ومؤخرًا زاد انتشاره عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حين بدأ بعض الناس العاديين بتأليف قصصهم.

أشهر قصص المايكروفيكشن

نتيجة بحث الصور عن إرنست همنغواي

نصحبك في هذا التقرير من «شبابيك» مع أشهر القصص القصيرة جدًا قديمًا وحديثًا، لعلك تجرب بنفسك وتبدع قصصًا شبيهة أو أفضل:

الحذاء  

«للبيع.. حذاء طفل رضيع لم يستعمل من قبل»

هذه القصة القصيرة جدًا كتبها الأديب الأمريكي الحاصل الحاصل على جائزة نوبل «إرنست هيمنجواي»، حين تحدى أصدقائه وأقنعهم بقدرته على كتابة قصة متكاملة في سطور قليلة.

نرى هنا أن الأديب تعمد إبراز المشهد الحزين من قصة ضخمة عن طفل رضيع توفى قبل أن يرتدي ملابسه حتى، ومن ثم عرض أهله الحذاء الجديد للبيع بقلوب تتمزق من تصاريف القدر، ويعتبر البعض أن هذه القصة أول عمل احترافي في القصص القصيرة جدًا.

الطرقة

«جلس آخر شخص في العالم في غرفته، فسمع طرقًا على الباب!»

تركز القصة هذه المرة على الرعب والصدمة بدلاً من الحزن، وهي لأديب الخيال العلمي الأمريكي «فرديرك براون»، وسترى فيها أثر أعمال كثيرة تحكي عن فناء الجنس البشري.

يعتقد بعض العلماء أن البشر سينقرضون يومًا ما، بسبب التلوث الشديد أو الحروب الدامية أو حتى بسبب كارثة بيئية كالبراكين والزلازل، هذا ما تخيله كاتب القصة.

والسؤال ما زال يدور في قصته التي تعتبر أقصر قصة رعب في التاريخ، فمن هو الذي طرق الباب على آخر شخص نجا من انقراض البشر؟

ألزاهيمر

« ليتني أستطيع أن أتذكَّر من يكون هؤلاء الذين يقولون لي إنني مصابٌ بشيءٍ اسمه ألزهايمر»

قد تأتي القصة القصيرة جدًا على شكل نكتة، فهنا يتساءل شخص مصاب بمرض النسيان المعروف «ألزهايمر» عن هؤلاء الذين يخبرونه بحقيقة مرضه، هو بالفعل لا يتذكرهم.

النجاة

«عندما أطبقتُ على يدها في الأعماق المُظلِمة أخيرًا وبدأتُ أرتفع بها إلى أعلى، لم يخطُر لي أن الجليد يتجمَّد على السَّطح بتلك السرعة»

الرعب يسيطر في العادة على هذا الفن، نظرًا للمفاجآت المخيفة في نهاية كل قصة، هنا يظن البطل أنه نجا مع الغرق لكنه يكتشف أن السطح متجمد!

توقظني زوجتي

توقظني زوجتي في منتصف الليل
لتسألني ما سر بكاء ابننا الوحيد في غرفته؟
أخاف ان اخبرها..
أنه قد مات منذ عام في حادث سيارة
ويزداد خوفي كي لا أخبرها أنها....
قد ماتت معه في نفس الحادث.

انتشرت هذه القصة بشدة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد المفاجأة التي أخافت البعض وأحزنت البعض الآخر لمصير العائلة ، وجلبت السخرية أيضًا بتعليقات مثل «هل الأب هو الآخر ميت إذن؟».

القصة لكاتب الرعب محمود الجعيدي، وقد استغل هذه الحبكة في روايته الأولى «هيراطيقية»، فهذا يثبت أن هذا النوع من القصص قد يتحول لروايات كاملة.

محمود حافظ

محمود حافظ

روائي وصحفي، مهتم بالسينما والأدب ومزجهما بالتاريخ والفلسفة