عرب كوميكس.. هنا تجد أهم القصص المصورة في العالم
سحره ذلك الفن المرسوم على الورق في شكل قصص مشوقة وممتعة، سواء كان البطل خارقًا كسوبرمان وباتمان، أو لطيفًا كميكي وبطوط، أو مغامرًا يسعى للخير والحقيقة مثل «سمير» و«تان تان».
المحاسب المصري هاني الطرابيلي عشق فن «الكوميكس» أو «القصص المصورة» بكل أشكاله، وتابع إنتاجه الأمريكي، والبلجيكي، والياباني المترجم منذ خمسينات القرن الماضي، حين اهتمت مصر ولبنان بنشره وتعريبه.
هذا التراث الفني من الترجمة والرسم والتأليف كذلك، هل ضاع في سوق الأزبكية ومكتبات القراء العتيقة فقط؟ من هذا السؤال جاءت قصة موقع «عرب كوميكس» كما يحكيها مديره هاني الطرابيلي لـ«شبابيك».
الكوميكس.. تراث هام برغم إهماله
«يدفع المواطن العربي ثمنًا باهظًا لتذكرة السينما حتى يشاهد سوبر مان على الشاشة، لكنك حين تعطيه نفس الفيلم في قصة مصورة تجده لا يهتم على الإطلاق بقراءتها، لأن العرب يعتبرون أن أي شيء مرسوم مخصص فقط للأطفال، مع أن هذه القصص نفسها تصلح للبالغين والدليل هو الأفلام المأخوذة منها»، هكذا يلخص «الطرابيلي» مشكلة الكوميكس بالنسبة للعرب، ولهذا اهتمت المحافل الثقافية بحفظ تراث العلوم والفنون بأنواعها لكنها لم تنتبه للقصص المصورة سواء للأطفال أو البالغين.
ويشير إلى أن مجلة مثل «سمير» نفسها كانت مرآة صادقة لثقافة المصريين في الخمسينات والستينات، لدرجة أن الأعداد تمتليء بصور الجيش والمقاومة، حتى أن أحد الأغلفة يحمل وجه «جيفارا» نفسه.
لهذا سعى «الطرابيلي» منذ طفولته إلى شراء كل مجلة كوميكس يجدها أمامه، وحين اكتشف أن هذا الفن شغفه الأكبر، اهتم بشراء الأعمال القديمة من بائعي الروبابيكيا وتجار الأزبكية، حتى صارت مكتبته أرشيفًا ضخمًا يضم آلاف المطبوعات النادرة المصرية، واللبنانية، والخليجية.
حفظ التراث
من ناحية أخرى، تواجه صناعة الكوميكس في الوطن العربي مشكلة توقف المجلات والإصدارات نظرًا لانخفاض المبيعات وارتفاع نسبة الخسارة، فلم يعد العرب يهتمون بالكوميكس كما في الخمسينات مثلاً، والأعمال الموجودة حاليًا تتلقى الدعم الحكومي أو الثقافي لتستمر.
من يحفظ هذا التراث إذن سوى محبوه من العرب وهواة تجميع المطبوعات القديمة؟ هكذا بدأ نشاط موقع «عرب كوميكس» في 2008 بشكل فعلي بإدارة «الطرابيلي» وعدد كبير من المخلصين للكوميكس من شتى أنحاء الوطن العربي، ليحتوي الموقع حاليًا على 80% من إصدارات الكوميكس العربية المترجمة.
اعتمد الأعضاء على مكتباتهم الضخمة من مجلات وإصدارات الكوميكس النادرة ليكملوا الأعداد كلها، ويرفعوها بجودة عالية على الموقع للأجيال القادمة.
النشاطات الأخرى للأعضاء تشمل ترجمة القصص النادرة بأنفسهم، وكتابة دراسات وأبحاث عن عالم الكوميكس، بل يطبع الموقع بعض الإصدارات الخاصة بناءً على طلب الأعضاء بشكل فاخر وأنيق.
حقوق الملكية الفكرية
لا يهدف الموقع للربح مطلقًا ولا يرفع قصة مصورة متواجدة في الأسواق بالفعل، لأن هدفه حفظ التراث وليس تعطيل البيع للإصدارات الجديدة القليلة بطبعها.
في نفس الوقت اضطر الأعضاء لترجمة القصص الأجنبية الحديثة التي لم تنشرها الدور العربية المتوقفة أصلاً لإتاحة الفرصة للقارئ العربي كي يعرفها، ولهذا اعترضت شركة «دي سي كوميكس» الأمريكية وطالبت بغلق الموقع، فاضطر المدير لوقف التسجيل لفترة والاقتصار على العدد الموجود.
أنت كبرت ولسه بتقرأ مجلات «ميكي»؟.. الموضوع ده ليك
الموقع ومبدعي الكوميكس
اهتم هاني الطرابيلي وبقية الأعضاء بالتواصل مع صناع الكوميكس أنفسهم مثل الفنان اللبناني هنري ماتيوس الذي رأس تحرير عدة مجلات كوميكس شهيرة، كما التقوا بالرسام المصري ميشيل معلوف وغيره من فناني الكوميكس المهمين.
عاد موقع «عرب كوميكس» للعمل مجددًا، وصار بإمكان أي شخص محب لهذا العالم أن ينضم إليه بشرط الجدية، سواء كان قارئًا للكوميكس أم راغبًا في الترجمة وحفظ هذا التراث.