من قاع الفشل إلى قمة النجاح.. لا تيأس وتعلم من هؤلاء
لا يأتي النجاح بسهولة في الأغلب، بل يسبقه الكثير من الفشل والمعاناة، كما تحكي سيرة العديد من الناجحين الذين تركوا بصمة في حياتنا. يصحبك «شبابيك» في جولة ملهمة مع هؤلاء العظماء.
ستيف جوبز.. فشل التعليم
في كل مرة تستخدم فيها جهاز الكمبيوتر الشخصي الخاص بك في المنزل أو العمل، وحين تستعمل أي جهاز يحمل علامة التفاحة الشهيرة لشركة apple، فأنت مدين لـ «ستيف جوبز» صاحب أفكار هذه المنتجات.
ستيف جوبز الأمريكي الذي ولد عام 1955 ورحل في 2011، هو صاحب تغيير ثوري في استخدام البشر للتنكولوجيا الرقمية، بأفكار سهلة وبسيطة حتى أن فكرة الفأرة ونظام التشغيل من ابتكاره كذلك.
لم يأت كل هذا ببساطة، فقد فشل «جوبز» في الحصول على شهادة التعليم العالي أصلاً وبدأ العمل في شركة «أتاري» للألعاب التي كانت كيانًا صغيرًا وقتها، ثم أسس شركة «أبل» وحقق نجاحًا كبيرًا بجهاز «ماكنتوش».
الفشل التالي في حياته كان خسارته لإدارة شركة «أبل» وترحيله منها عام 1985، لكنه لم ييأس وأسس شركة أخرى تنتج حاسوبًا شخصيًا فشل هو الآخر، لكن شركته القديمة أدركت قيمته حين بدأت بالفشل هي الأخرى.
هكذا طلبت «أبل» عودة «جوبز» في مقعد المدير واشترت شركته الأخرى بمئات الملايين، ليتابع نجاحاته الثورية الأخيرة مثل «Iphone» و«IPod» و«IPad» التي لا يخفى نجاحها على أحد.
ج.ك.رولينج.. فشل الوصول
من أشهر القصص المُلهمة في تحويل النجاح للفشل تأتي تجربة الكاتبة البريطانية المليارديرة «جوان كاثلين رولينج» التي عانت من ظروف سيئة في شبابها، بدأت بموت والدتها في سن صغيرة جعلتها ترحل من بلدها إلى دولة أخرى كي تنسى.
الفشل الثاني كان تجربة زواج مؤلمة، خرجت منها مطلقة وبصحبتها طفلة رضيعة، لتتقلب في وظائف غير ثابتة وتعاني من الفقر وصعوبة الإنفاق على ابنتها، لقد فكّرت في الانتحار أكثر من مرة.
كانت «رولينج» تعرف أنها لا تهوى شيئًا إلا الكتابة، وهكذا حين خطرت لها فكرة قصة عن ساحر صغير يخوض مغامرات خيالية في مدرسة للسحر تحركت وبدأت على الفور كتابة سلسلة روايات «هاري بوتر».
استغرق العمل في الرواية الأولى 6 سنوات، وحين أرسلتها لدور النشر أتاها الرد بالرفض 12 مرة، فالقصة لم تكن مقنعة لهم، إلا أن الدار الثالثة عشر قبلت الرواية لأن الطفلة ابنة مدير الدار قرأت الفصول الأولى وأعجبتها.
نصح مدير الدار «رولينج» بأن تنشر اسمها مختصرًا بالحروف الأولى فقط، لأن الأطفال في نظره لا يقبلون على الروايات التي تكتبها النساء، نفذت الكاتبة نصيحته لتخرج الرواية للنور وتصبح «هاري بوتر» هي أعلى السلاسل الروائية مبيعًا في التاريخ.
450 مليون نسخة باعتها «رولينج» مع إصدار سلسلة أفلام مستوحاة من رواياتها أصبحت هي الأخرى أكثر سلاسل الأفلام تحقيقًا للإيرادات، وصارت «رولينج» أول مليارديرة من الكتابة في العالم كله.
هوندا.. الفشل بعد الفشل
في 1907 ولد شخص آخر غير من مفهوم الانتقالات والمواصلات، فلا يقصتر نجاح الياباني «سويشيروا هوندا» على شركة «هوندا» للسيارات التي تحمل اسمه، وإنما يرجع إليه الفضل في تطوير الدراجة البخارية كما نعرفها.
ولد «هوندا» في أسرة بسيطة لحداد ماهر، كان يساعد أباه بشغف في مهنته الصعبة لدرجة أن لقبه في طفولته كان «ذو الأنف المسود» لكثرة التعرض للهباب والفحم في ورشة الحدادة، ولم يكمل سوى تعلميه الابتدائي فقط.
افتتح «هوندا» ورشته لتصليح السيارات، ثم اكتشف فيما بعد أنه بحاجة لدراسة علوم المعادن كي يفهم حركة المكابس في محرك الاحتراق، لهذا قرر الالتحاق بمدرسة صناعية، إلا أنه لم يهتم بحضور الامتحانات وإنما راح يطبق كل ما يدرسه على الواقع.
بعد المدرسة صنع «هوندا» أول مكبس خاص به وذهب ليبيعه إلى شركة تويوتا، لكنها رفضته ببساطة، ليستمر «هوندا» في العمل عليه وتعديله حتى اشترته الشركة في المرة التالية، بل أرادت الحصول على طلبية كبيرة من مكابس «هوندا».
احتاج الشاب الطموح إلى بناء مصنع خاص لإنتاج المكابس، فكانت المشكلة الكبيرة في منع بيع الأسمنت قانونيًا في اليابان لظروف الحرب العالمية الثانية، وهنا لم يجد «هوندا» حلاً سوى تصنيع الأسمنت بنفسه ليبني مصنعه.
قصفت القوات الأمريكية مصنع «هوندا» مرتين خلال الحرب وكان يضطر لإعادة البناء من جديد، لكن فجأة يضرب الزلزال مصنه ليبيع ما تبقى منه إلى شركة تويوتا ويبدأ في التفكير بوسيلة انتقال أخرى غير السيارة لأن الوقود صار شحيحًا في اليابان.
اخترع «هوندا» محركًا يعمل بزيت النخيل بدلاً من الوقود، ووضعه على دراجة هوائية عادية لتصبح دراجة بخارية، ويقبل الجمهور على شراء الدراجة التي رحمته من ندرة الوقود.
لم يستسلم «هوندا» لكل أنواع الفشل التي واجهته، بل كلما صدمته الظروف حاربها، لدرجة أن دراجته حين فشلت في أمريكا أعاد تحسينها وصار ينافس هناك على صدارة البيع.
جون لاسيتر.. فشل التجديد
منذ طفولته كان «جون لاسيتر» يحب الرسوم المتحركة ويتمنى العمل في شركة ديزني العالمية، ومن أجل هذا قرأ كتبًا في طفولته عن هذا الفن، وعمل في إجازته الصيفية في مدينة ديزني لاند كعامل تشغيل بسيط، ثم درس في معهد كاليفورنيا للفنون.
العبرة من مشوار «لاسيتر» هي إصراره على التجديد، فعندما حقق حلمه والتحق بشركة ديزني قرر التجديد في هذا الفن، واقترح على الشركة استخدام الكمبيوتر بدلاً من الرسم اليدوي التقليدي، لينقل صناعة الرسوم إلى الأبعاد الثلاثية 3D بدلاً من الثنائية 2D.
لم يتحمس المدير والعاملين بالشركة لفكرته التي سيفقد بسببها الرسامين التقليدين عرشهم إضافة إلى الخوف من التكلفة العالية، لكن المدير سمح له أن ينتج فيلمًا قصيرًا باستخدام الكمبيوتر.
شاهد المدير الفيلم وسأل «لاسيتر» سؤالاً واحدًا: كم يكلف هذا الفيلم من مال؟، أجاب «لاسيتر» أن تكلفته مثل الفيلم العادي تمامًا، وهنا يغادر المدير مكان العرض ويعلن أن الفكرة مرفوضة وصاحبها مطرود.
طردت شركة ديزني الشاب الطموح بسبب فكره المختلف، لكنه التحق بشركة أخرى واستمر في ترويج فكرته حتى نجح في إقناع «ستيف جوبز» بتمويله ليصنع فيلم «Toy Story» بالكامل مستخدمًا الكمبيوتر بتقنية 3D ويحقق نجاحًا تجاريًا عظيمًا ويحصل به على جائزة الأوسكار.
بعد هذا الفيلم انتشر إنتاج الأفلام بالتقنية ثلاثية الأبعاد حتى كادت الأفلام القديمة تختفي، وتعاونت ديزني مع «لاسيتر» أكثر من مرة، وفي النهاية أصبح مديرًا للشركة التي طردته من قبل.